صحيفة العرّاب

النظام العربي تابع شكلاً وموضوعاً..!!

 بقلم المحامي عبد الوهاب المجالي

الآنظمة العربية عموماً كمبرادورية تابعة مرتبطة خاضعة للنفوذ الخارجي تحدد له وجهته وإتجاههاته ويعتمد عليه في كينونته وكيانه لا يقيم وزناً للشعوب وقد لا يعترف بها كونه لا يستمد سلطته منها..

الآنظمة الوطنية الديموقراطية لا تفرط بحقوق الشعوب ولذلك نادراً ما نرى صراعات فيما بينها وإن حدث تحل بآقل الآضرار على عكس الآنظمة الكومبرادورية التي تعمل على الحفاظ على مصالح الخارج ولديها الإستعداد التنازل عن السيادة في سبيل بقائها..

اثبت الربيع العربي ان الشعوب العربية لم تجد من يقف الى جانبها وإستطاعت النظم السياسية الحفاظ على كراسيها كونها عملت طوال فترة حكمها على تجذير الفجوة بين مكونات الشعب الواحد تصل حد العداء قائمة على أسس طبقية مصلحية فئوية ذات توجهات وآهداف متناقضة..

مع آول هبوب نسائم الربيع العربي سرّعان ما طفى على السطح التنافر والتناحر الطائفي العرقي الأثني الجهوي القبلي..الخ وتبين ان له جذور وقواعد ثابتة تبدد آي حلم او نزوع نحو الحرّية ليس التنوع كما يحلو للبعض تسمته..

النظام العربي لا يعترف بالتداول على السلطة وهذا المصطلح لا وجود له بقاموسه عمل منذ توليه الحكم على القضاء او إقصاء وتهميش القيادات الوطنية الحقيقية وإستبدالها بآزلام تابعه له كتبعيته للخارج..

من جانب آخر رغم ذلة تلك الآنظمة عالمياً ومكانها المقاعد الخلفية تبطش بشعوبها بلا رحمة ولا هوادة ولن تسمح بوجود منافس او بديل وعندما أسقطت بعضها سقط كل شيء..

بديل الآنظمة الوقوع في فراغ لعدم وجود مؤسسات آساساً الخيارات إما فوضى عارمة وعنف بدون هدف او الوقوع تحت إستبداد ذا طابع ديني يلغي الآخر او العودة الى المربع الآول..

هناك عامل آخر مهم حيث عملت آنظمة إقليمية بمساعدة قوى خارجية على إيقاف قطار الربيع العربي وحرفه عن مساره بعد ان آدى الدور المطلوب منه بتدمير الدول المحورية بتمويل قطعان همجية مهمتها القتل بإسم الدين..

لم تحقق الثورات آي من الآهداف التي قامت من آجلها وما يؤكد ذلك ما حدث في العراق وليبيا واليمن ويحدث في سوريا وما سيحدث في مصر لاحقاً في النهاية كلها تصب في صالح الخارج..