صحيفة العرّاب

مكالمة بين مشعل والضيف كادت ان تودي بحياة القائد العام لكتائب القسام

 لم يكن الخبر الذي أذاعته قناة فوكس نيوز الامريكية المقربة من مطبخ الاستخبارات الامريكية، وأكدت فيه مقتل القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في القصف الاسرائيلي الذي استهدف منزل عائلة الدلو عصر الثلاثاء، قبل ان يخرج المتحدث باسم الكتائب لينفيه، محض افتراض اوتحليل من نسج خيال القناة.
المعلومات تؤكد ان الضيف كان متواجدا في منزل الدلو قبل استهدافه بصاروخ اطلقته طائرة استطلاع اسرائيلية عند الرابعة من عصر الثلاثاء، غير ان الامن الشخصي للضيف نصحه بمغادرة المنزل عقب ان انهى الضيف مكالمة هاتفية ساعدت العدو الاسرائيلي في تحديد المكان الذي يتواجد فيه الهدف الاغلى اسرائيليا الاسطورة الفلسطينية.
وفي التفاصيل - طلب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس، خالد مشعل المقيم في قطر، التحدث الى الضيف تحت ضغط قطري، رغم المحاذير الامنية واعتراض الحرس الخاص لقائد القسام المطلوب رقم واحد على قائمة المستهدفين من قبل جيش الاحتلال، وذلك بقصد اقناع المقاومة بالتعاطي بمرونة مع المفاوضات وما يرشح عنها من تفاهمات اولية.
الضيف توجه الى منزل الدلو وتلقى الاتصال من مشعل عند منتصف نهار الثلاثاء تقريبا، حيث وضع مشعل ، الضيف بصورة الضغوطات التي تتعرض لها القيادة السياسية للحركة للتنازل عن بعض شروط المقاومة في المفاوضات التي ترعاها القاهرة بين الفلسطينيين والعدو الاسرائيلي.

الضيف ، وبحسب المصادر ذاتها، ابلغ مشعل رفضه التوقيع على اي اتفاق هدنة دون الميناء، كما رفض تأجيل مناقشة الميناء لمدة شهر بعد توقيع الاتفاق المقترح بين الطرفين.

العدو الاسرائيلي لم يكن لها ان تتعقب المكالمة من جانب الضيف، فالمقاومة تستخدم شبكة اتصالات داخلية مشفرة عجز العدو عن فكها وتتبعها، ولكن ماذا عن الجانب الاخر من الاتصال الهاتفي !؟
فلم تستبعد المصادر ان يكون العدو قد حصل على حيثيات الموقع الذي تلقى الاتصال من الدوحة، لا سيما اذا ما علمنا ان الاتصالات القطرية تضم موظفين من يحملون الجنسية الامريكية والبريطانية، كما ان قطر منحت القاعدة العسكرية الامريكية 'العديد' المتمركزة غرب الدوحة امتيازا يتيح لها الدخول الى 'داتا الاتصالات' في سياق ما يسمى بالشراكة في محاربة الارهاب، وهو ما مكّن الاستخبارات الامريكية من تعقب المكالمة ورصد المكان الذي تلقى منه الضيف اتصال مشعل.
المعلومات وصلت الى العدو الاسرائيلي، وصدر الامر على الفور بالتحرك الى الموقع المقترح، وعند الرابعة عصرا ، اي بعد 4 ساعات من اجراء المكالمة بين مشعل والضيف، استهدفت طائرة استطلاع اسرائيلية المنزل الذي جرت منه المكالمة بصاروخ يزن اكثر من 2 طن ، ما ادى الى استشهاد 3 افراد ظن العدو ان الضيف احدهم.
الضيف نجا باعجوبة، ووتابع المصادر، اذ بعد ان انهى مكالمته مع مشعل، طلب الامن الشخصي من الضيف مغادرة المنزل على الفور من باب الحيطة والحذر ، فيما كان العدو ينسج مزاعم تبرر له امام المجتمع الدولي خرق الهدنة التي تم تمديدها 24 ساعة باقتراح مصري، فزعم ان 3 صواريخ اطلقت من قطاع غزة، الا ان الرد على اطلاق الصواريخ جاء بسرعة قياسية ، فظهر العدو وكأنه تنبأ باطلاق الصواريخ فكانت طائراته تحلق في سماء غزة قبل اطلاق المزاعم حول الصواريخ، وهو ما يشي بأن قصف منزل الدلو لم يكن ردا بل عملا مخططا له لاغتيال الضيف بناء على معلومات استخباراتية، فما كان لاسرائيل ان تفوت فرصة اغتيال الاسطورة الفلسطينية بعد ربع قرن من الملاحقة، حتى وان كان الثمن باهظا سياسيا.
اذا ، عندما سربت فوكس نيوز خبر مقتل الضيف ، فقد كانت القناة تتحدث بناء على معلومات استخباراتية تشير الى ان القصف استهدف مكان الاتصال الذي اجراه القائد القسامي مع مشعل، وهو ما كان سيعلنه وزير حكومة العدو بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ليل الاربعاء، غير أن المتحدث باسم القسام ، ابو عبيدة، استبق المؤتمر الصحفي، وأعلن ان الضيف لا يزال حيا يرزق ، وتوعد العدو برد مزلزل، فرخج بعدها نتنياهو شاحب الوجه مهزوزا مهزوما .