صحيفة العرّاب

بيان شديد الحساسية لأخوان الأردن: إسرائيل فقدت وظيفتها والبديل الأمريكي “المشروع الإيراني” لتقاسم النفوذ

  حذر الأخوان المسلمين في الأردن من أن الإدارة الأمريكية في طريقها للتخلي عن المشروع الإسرائيلي لتكريس إيران كشرطي جديد في المنطقة يتولى رعاية مصالحها على حساب الأمتين العربية والإسلامية .

وإعتبر بيان شديد الحساسية سياسيا لجماعة الأخوان بأن الكيان الصهيوني وبعد فشله في تحقيق أهدافه مؤخرا في حربه على قطاع غزة "لم يعد قادرا على القيام بدوره الوظيفي في رعاية المصالح الغربية”.

وشدد البيان على ان أمريكا لذلك ” وجدت ضالتها في اعتماد المشروع الايراني شرطيا جديدا يتقاسم النفوذ والمصالح في المنطقة العربية, بدءً من لبنان الى صنعاء مرورا ب دمشق وبغداد والبحرين وبقية الخليج, حيث تمكنت ايران من ترسيخ نفوذها واختراق المنطقة تمهيدا لاعادة تقسيمها ورسم خرائطها من جديد وهذه المرة بتمويل خليجي وعسكرة عربية.

وأردنيا إنتقدت الجماعة مشاركة الاردن بتوجيه ضربة عسكرية ضد قوات” الدولة ” في مدينة الرقة السورية وقالت: بعد تمهيد طويل وتعبئة وتحشيد واستجابة للمطالب الاقليمية والدولية زج النظام الاردني ابناءنا في القوات المسلحة بأتون معركة خدمة لمصالح الآخرين.

إن الجماعة اذ تؤكد على موقفها المبدأي الرافض للتدخل الاجنبي في الشأن العربي والاسلامي في كل المراحل السابقة, حيث كانت اول من رفض قرار امريكا بضرب سوريا على خلفية استخدام النظام السوري الدموي السلاح الكيماوي ضد شعبه المسالم.

وان الجماعة اذ ترفض انخراط الاردن بحلف دولي تقوده اميركا لاشعال الحروب وإثارة الفتن, لتؤكد رفضها لمنهج الغلو والتشدد وما ينتج عنه من سلوك وتصرفات تتجاوز مقاصد الدين الاسلامي الحنيف والاحكام الشرعية المستقرة في التعامل مع المواطنين وحفظ حقوقهم ورعاية عقائدهم وصيانة حرياتهم.

وختم بيان الأخوان المسلمين قائلا : ان ما يحاك من مؤامرات تستهدف الامة في وجودها وكينونتها ومستقبلها وحق شعوبها التواقة لانعتاقها ونيل حريتها وتقرير مصيرها يشكل تحديا حقيقيا لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف الاردن بعد ان ابتلع فلسطين وهود المقدسات ويسعى باستمرار للانقضاض على مقومات الصمود والمقاومة التي اثبتت جدارتها بديلا اصيلا وحقيقا عن المفاوضات العبثية ومسار التفريط والتسوية.

وبهذا الخصوص فاننا نؤكد على اهمية البناء الداخلي في حماية الوطن ودفع العدوان من خلال التوقف عن المناورات الشكلية ومشاغلة الراي العام وتضييع الوقت والجهد وعدم الاستجابة للاستحقاق الوطني الاصلاحي الشمولي, اذ ان الحاجة الملحة اصبحت ضرورية اكثر من اي وقت مضى لمواجهة منظومة الفساد والاستبداد والازمات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية والانسداد السياسي, حيث لا بديل عن حوار وطني على المستويين الرسمي والشعبي يفضي الى بناء الدولة القوية بمشاركة المكونات والقوى كافة,