صحيفة العرّاب

سر التجسس الإسرائيلي المفخخ في عجلون الاردنية

 لا زالت الاراء والانباء تتضارب بين النخب الاردنية حول مصير حكومة الدكتور عبد الله النسور، بين رحيلها وبقائها، إثر تضارب التصريحات الذي نجم عن حادثة “حفريات عجلون”.
الحديث عن رحيل الحكومة بات منتشرا اكثر من حديث بقائها، رغم معطيات موضوعية تتحدث عن “صعوبة التوقيت” لأي تغيير في الفترة الحالية.
التضحية برئيس الوزراء، كالمسؤول الاول عن الروايات المختلفة التي صدرت عن رجالات حكومته، يراه مقربون من القصر “الحل الامثل”، في الوقت الذي يسوق فيه بعيدون عن المشهد الدلالات الاقليمية على “صعوبة التغيير في الفريق الوزاري”.
روايات الوزراء في “حفريات غامضة” جاءت مختلفة ومتضاربة بين ترميم للطريق وبناء جدران استنادية وصولا لاعتراف المؤسسة العسكرية بقيام الحفريات لازالة جهاز تجسس اسرائيلي مزروع في الاراضي الاردنية منذ حرب عام 1967.
الرواية الحقيقية والتي سمعتها “رأي اليوم” من مصدر مغرق في الاطلاع، اكدت رواية المؤسسة العسكرية، بتفاصيل اكثر اسهابا، إذ تحدثت عن تحذير اسرائيلي وصل لعمان بصورة مستعجلة، يتحدث عن تحرك المادة “سريعة الانفجار” في جهاز تجسس اسرائيلي مزروع في الارض الاردنية في محافظة عجلون.
الانذار سمعته المؤسسة العسكرية وذهبت بالتعاون مع فريق اسرائيلي متخصص لازالة الجهاز من الموقع المذكور وتفكيكه لألا تحدث اضرار كبرى كانفجاره المحتمل.
الرواية المذكورة تمت “بمعزل” جزئي عن الرئيس وفريقه، ما جعله “مغيبا” عن المشهد، وفقا لما قاله الدكتور النسور ذاته في المؤتمر الصحفي الذي عقد للخروج برواية حقيقية.
الدلالات الاقليمية التي يستبعد بها المراقبون تغيير الفريق كله او جزء منه، لها علاقة بمرحلة “الحرب” التي دخلتها عمان الى جانب الحلف الدولي، لضرب تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، ما يعني لمعظمهم ان اي تغيير في المرحلة الحالية سيتضمن “مرحلة عدم استقرار” للبلد الاكثر استقرارا في المنطقة، وهو ما ليس في صالح البلاد “حاليا على الاقل”.
التغيير الكامل او التعديل، يتفق المقربون والمراقبون على ان احدهما “حاصل لا محالة”، الاختلاف في السياق لا يكون الا في تفصيل “التوقيت”، الامر الذي يؤكد ما قاله احد المطلعين لـ”رأي اليوم” في وصفه المرحلة الحالية اردنيا بأنها مرحلة “ترقّب متحفز لا يعرف احد لأين تتجه”.
بين التغيير الكامل والتعديل، في المرحلة المقبلة، لا زالت عمان تشارك في قصف معاقل التنظيم، ما يزيد الخطر “الفردي” عليها برأي بعض النخب التي تؤكد ان الاردن ليست هدفا في المرحلة الحالية لما يعرف بـ”الدواعش”.