صحيفة العرّاب

العار :"رجل حامل" و إمرأة تقاتل

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 كاتب الفطرة السليمة،السليقة النقية،المنبت الطيب،حامل الهّم الوطني الذي احب الناس و احبوه لا يخونهم،ولا ينقلب عليهم حتى لو طارت رقبته.رغم فقره،بؤسه،جوعه يظل عصياً على الاختراق. بفطرته الصافية المفطور عليها منذ طفولته المُبكرة،يدرك ان حب الوطن ليس غنيمة كما يؤمن اصحاب الضمائر المعلولة،والقيم المنحولة ان الولاء يُبيح لهم سرقة امواله،والاستحواذ على اراضيه،واحتلال الوظائف العليا .

هؤلاء،خارج دوائر الوطنية،الانتماء،.الاسلام. لم يقرؤوا سير العظماء،ونُبل عطاء الشهداء.،ولا حديث سيد الانبياء محمد عليه الصلاة والسلام : "ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الاسلام". حب الوطن ضريبته باهظة،ذروتها الشهادة،وادناها التضحية.الكاتب الوطني في حربٍ مفتوحة مع النفايات السياسية التي تقدم مصالحها الشخصية الرخيصة على مصالح الدولة العُليا. وكسر عظم مع من يطلق عليهم زوراً " شخصيات نخبة" لكن واقع امرهم انهم "فيروسات فتنة ".

عاشق الوطن ليس مداحاً في الافراح ،ولا سحيجاً في الدبكات حتى تتشقق يديه من تصفيق نفاقي، لمن يرش على راسه اوراقاً نقدية كراقصة مستأجرة تؤدي وصلتها،ثم تنسحب على اطراف اصابعها اواخر السهرة، لتقضي ليلتها في حضن عشيق آخر.عاشق الوطن يأبى ان يفعل ما يفعله الصدّاحون في سباق مميت للفوز بالجائزة الاولى في حلبة النفاق.عاشق الوطن لا يفبرك بطولات موهومة لفرسان طواحين هواء، جيادهم خشبية وسيوفهم من تنك،لكنه حصان يثير الغبار ويقدح بسنابكة الشرر عند صولاته في ميادين القتال،لا بغل خصي مهماته الحراثة وخدمة خدم السلطان.الوطني لا يمتدح رايات مهزومة،ولا يبارك رفع علم اسرائيل فوق سماء وطنه، ويبرر علو ساريته الصهيونية بالف حُجة مكذوبة.واقعية سياسية تارة ،و توازن قوى تارة اخر،اما ثالثة الاثافي الادعاء بان الدنيا تغيرت. الدنيا لم تتغير ـ يا هذا ـ بل الساقطون تغيروا من اجل منفعة او كرسي دوار في وزارة افضل منها مقبرة .

يا حامل الرذائل،انت كاتب مُكتّسبُ لا كاتب تنوير.لم تسمع يوماً بمصباح ديوجين لتبحث عن الحقيقة في وضح النهار، ولا قرات حرفاً في سفر الرجولة. كاتب الكلمة الملعونة انت. كلماتك المسمومة ستبقى تطاردك حتى تدخل معك قبرك لتؤرقك في موتك ." تموت الحرة و لا تأكل بضرعها".اما انت أكلت بقلمك مالا حراماً حتى تكرشت و تربربت اردافك كارداف ارملة افرطت بالطعام،للتعويض عن رحيل رفيق المخدع.عن النبي صلى الله عليه وسلم "شر الكسب مهر البغي وثمن الكلب. امضيت عمرك نَبّاحاً،لعل احداً يسمعك. فالكلب الذي لا يعوي يُصرف من الخدمة"!. قاعدة في الادارة العربي.ورغم عواءك ركلوك.ادعاؤك الوطنية لم ينفعك،كالدَعِّي الذي صلى رياءً مع الناس، ثم اغتسل بعد الصلاة من جنابه دعارة.

لمن تعزف مزاميرك ؟!.

على من تبيعَ اكاذبيك ؟!.

"المُسوح لا تصنع راهباً"، مثلما "العِمةُ لا تجعل من نصابٍ شيخاً ورعاً،حتى لو كانت لحيته تتدلى الى ركبتيه .انت نسخ منسوخ،لا نسخ مستنسخ،لانك مسخ غير قابل للحياة.نكرة منكرة انت سواء كانت لحيتك مرسلة بمقاسات داعشية او مختصرة على الطريقة اليسارية.فالفاحش رغم فحشه اقل فُحشاً من فواحشك الفاحشة. فكيف تتحدث عن الشرف،و انت اول من انتهكه من قُبُلٍ ومن دبرِ،وروّجت للبذآءة كانك تقص حدوثة بريئة لاطفالك .

معروف عنك بانك رجل المباذل والرذائل،ومحترف تلعب على الحبال،و تنطنط فوق الحيطان كلاعب سيرك منذ ان مزطتك امك. كان ـ معها حق ـ حين سألتك ذات فعلة ناقصة من افعالك : قل لي يا ولد مَنْ انت، نفخة شيطان ام نطفة جان؟!.كيف تستطيب بلع الحرام، وعلك لحم عباد الله،ونهش مراق الطريق من دون ان يتحرك فيك عرق حياء .اردفت ـ ابن بطني انت.. اعرفك احط ما حملت الارض،فلماذا التعالي على الناس مع انك وضيع ورقيع ـ .استغفر الله لذنبي، فقد اخرجتني عن وقاري ـ في شهر الله الفضيل .

احفر قبرك بقلمك فقد انتهى دورك.عدت نسياً منسياً كانك لم تكن شيئاً.ماذا ستفعل بعد ان عرف الناس حقيقة امرك ؟!. لا تبيعنا مواعظ مضروبة، و افكاراً مسمومة،فانت فاقد الاهلية الوطنية،قاصر المعرفة.لست مثقفاً بل ثقافتك ثقافة مشافهة سمعية. فانت كالكثيرين غيرك، وصلت بالعونطة و الاونطة .امضيت حياتك كانك في حفلة تنكرية،تمارس تقية سياسية،لا احد يعرف وجهك من قفاك كحبة العدس حتى افتضح امرك،و اذا بك حية تسعى.

سوسيولوجيا الكتابة بالحمامات العامة ،هي احدى تعبيرات شعوب العالم

المقموعة،وهتاف المهمشين،المقموعين،المعذبين،المطرودين من رحمة الانطمة الشمولية التي لا تعرف الرحمة. الكتابة في المراحيض العامة سلوى المكبوتين يجدون فيها متنفساً عن افكارهم.هي منصة لاطلاق مكبوتاتهم،للتحايل على الاجهزة الامنية القاسية التي تطارد الكلمة،وتعاقب سدنتها بالمنع من العمل والسفر،وتدمير الشخصية بالوسائل الشيطانية.الكتابة هناك اكثر طُهراً من "مقالاتك " النتنة التي تغرر بالناس لتزوير الواقع السيء المُعاش .فيا الله : نسألك في العشرة الاولى من شهرك المبارك،ان تبسط ايادينا بالكتابة الصادقة ،و السنتنا بحسن القول، لقول احسن القول: "قول الحق ولا شيء غير الحق".


( حرب الصرامي في التاريخ العربي ) !

للعرب قصص فريدة مع الاحذية،ليست فيها واحدة رومانسية على شاكلة حذاء سندريلا،.قصة الامير الوسيم،الذي وقع صريع عشق صبية يتيمة، تسحر القلوب،،و تسلب العقول.ظل يبحث عنها عندما هربت من حفلته الى ان عرفها من فردة حذائها التي عثر عليها... قصص الاحذية العربية مختلفة 180 درجة . ففي التراث العربي كان حذاء "ابو القاسم الطنبوري" مصدر شؤم و ازعاج لصاحبه،لكن حقيقة القصه انها مجرد تسلية للقاريء ومتعة للسامع.قصة اخرى تتناول الاحذية النسائية لكن بطريقة مضحكة ومخزية.فالحاكم حتى لو كان مُصاباً بالهستريا،فامره مطاع.هي قصة الحاكم بامره الفاطمي ـ بتاع الملوخية ـ التي حرّمها على الناس ليشبع وحده ويموت غيره،وراى حضرته ان خروج نساء القاهرة من بيوتهن ليلاً رذيلة، ولضمان منعهن حظر على اسكافية مصر صناعة احذية نسائية.

حديثاً دخلت الصرماية العربية عالم السياسة بعد احتلال الامريكان للعراق،ثم عادت الصرماية النسائية هذه المرة، لتتصدر عناوين الصحف العالمية،و نشرات الاخبار بعد محاولة الحوثيين السيطرة على اليمن. الحذاء دخل المؤتمرات الصحفية بارجل صحافيين غيوريين على اوطانهم .فاول من رمى كندرة في التاريخ العربي المعاصر منتظر الزيدي الذي كان له السبق الصحفي في هذا المضمار في ضرب الرئيس بوش،ثم اتبعها الفردة الثانية،فاصاب الرئيس المالكي الذي كان يقف الى جانبه.

الواقعة الحذائية المثيرة التي تدل على فصام مطلق بين النظرية والواقع،،و إنقطاع التواصل والاتصال بين القيادة والقاعدة ما وقع في المحروسة مصر قبل اشهر.الرئيس السيسي تحول من عسكري الى ازهري في اكاديمية الشرطة لمناسبة توزيع اوسمة بلاستيكية في اكاديمية الشرطة على كبار الضباط ،بحضور لفيف من المسؤوليين،ونخبة من الفنانيين على راسهم يُسرا واحمد السقا.افتتح عبدالفتاح حديثة التاريخي بالقول : ( فين المواطن إلي بنجهزه بالتعليم / إحنا عايزين نعطي امل في بكره/ نعمل على تحسين اوضاعنا المعيشية / نُحسن اخلاقنا وقيمنا ).ثم التفت الى الممثلة يُسر وزميلها احمد السقا واعظاً وموجهاً : ( مطلوب من الفنانيين زرع القيم عند الناس) .لم تمضِ ايام على كلمة السيسي العرمرمية حتى انتهز اللصوص صلاة الجنازة على الفنانة فاتن حمامة،فقاموا بسرقة احذية المُعزين من علية القوم،مما دفعهم لركوب سياراتهم،والعودة لبيوتهم حفاة.مواعظ السيسي الانشائية، سقطت قبل ان تحلق شبراً واحداً لانها بلا اجنحة.

معزوفة الصحفي منتظر الزبيدي في بغداد، اعادت عزفها الناشطة اليمنية "ذكرى العراسي"،حين قذفت راس حمزة الحوثي بكندرة ذات تقنية عالية. فالحذاء النسائي يتميز بكعبه الحاد،و مقدمته المُدببة.الاهم ان حذاء المرأة اشد اسقاطاً للهيبة،خاصة اذا كان المضروب مغروراً مثل حمزة الحوثي احد غلمان القيادة الحوثية. الناشطة اليمنية سجلت هدفاً رائعا،لا شك انه سيدخل التاريخ العربي وتُخلد صفحاته كندرتها.

مشكلة اغنياء العرب انهم يدخلون المزاودات والمزايدات بعد كل عمل وطني كانهم في حسبة خضار،هدفهم استثمار المواقف باموالهم المنهوبة، من عرض المغري لشراء سيارة افقر واشرف رئيس دولة في العالم موخيكا الخربة بعشرة ملايين دولار، الى شراء حذاء منتظر الزيدي،و اخيراً كندرة الناشطة ذكرى العراسي . الحق ان الشعوب العربية الجائعة الأُمية لا تريد شراء الاحذية بل ما تريده ان كنتم صادقين مع الله و انفسكم ان تدفعوا حقوق الفقراء من اموالكم . ان لا تقدموا سيوفكم الذهبية هدايا للمحتلين ولا ترقصوا معهم العرضة.، ان ترسلوا جيادكم العربية المطهمة الى مضمار القمار للرهان عليها.

ثمة اسئلة في البال تدور في راس كل عربي مسلم :اين انتم من مقدسات الامة وهي تُهَّود و لا احد،ويُنتهك الاسلام في كل مكان؟!. اين انتم وقد تَجبَّر سفلة الارض حتى الاقليات و اراذل الناس على اهل السنة الجماعة ؟!. اموالكم منهوبة من ثروات الامة، مكدسة في بنوك اوروبا، و لا يستبعد ان تكون في بنوك اسرائلية،توظف عندهم للتنمية،فيما جُلَّ الدول العربية تعيش على "الشحدة".المليارات العربية لم تساهم في تنمية او بحث علمي او تجهيز مستشفى او بناء مدرسة.ما يفعله اغنياؤنا و انجالهم وزوجاتهم يدعو للخجل.تراهم كالاباطرة في الاعراس،المآتم،الحفلات،التسوق في بيوتات الازياء العالمية،شراء المجوهرات النادرة.هؤلاء لا يعرفون ان عندنا فقراء بيوتهم خاوية كالقبور.ويعيشون حرب الامعاء الخاوية مع الحياة .اغنياؤنا طبقة طفيلية كالبحر الميت مهما امطرت عليه السماء،وصبت فيه الانهار،و اذبت فيه جليد القطبين الشمالي والجنوبي سيبقى مالحاً، لا يطفيءُ ظمأَ ظاميءٌ. فارغون هم هدفهم تسجيل مواقف ليس اكثر.

المال الصهيوني لعب ويلعب دوراً حاسماً في الصراع العربي اليهودي.ففي الوقت الذي تُضّيق سلطة الاحتلال معيشة عرب القدس بخاصة وفلسطين بعامة. ينبري اثرياء اليهود تقديم المساعدات السخية لتمويل الاستيطان. ففي الخليل قدم الملياردير "اسحاق جوتنبك" مئات الملايين،بينما الملياردير اليهودي "اولسن" دعم ويدعم المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية بارقام خرافية.اكثرهم سخاءً الملياردير "ميسكوفيش"الذي يعمل على قدم وساق على تهويد القدس.المهزلة ان الاموال العربية تُكدس في اقبية البنوك الاجنبية،بينما السائلة تُصب على رؤوس الراقصات في النوادي الليلية،وشراء القصور في كل ارجاء المعمورة ،وتصرف على اللهو مع الغانيات على ظهور اليخوت في حفلات مجون سبقت الف ليلة وليلة.،وهناك في قاع المواخير غلمان،ولعب في الكازينوهات حتى آخر دورة روليت !.

اين انت يا ابا ذر الغفاري قائد اول مظاهرة للفقراء في التاريخ؟!. اين انت يا عدو ثروات ولاة الامر و كبار المسؤوليين ؟! اين انت: يا اصدق الناس لهجة الذي حفرت في ذاكرتك العميقة ما قاله سيدك / سيدنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام :" مال الامارة امانة،و انها يوم القيامة خزي وندامة الا من اخذها بحقها".ما هذه الحساسية الايمانية المفرطة يا ابا ذر حينما رفضت مصافحة " ابو هريرة " بعد طول غياب وجاهرت بمكاشفته،ولم تخجل من مكانته بقولك له : "انت الذي وليت الامارة ،فتطاولت بالبنيان،واتخذت لك ماشيةً و زرعاَ ".ولما حاول الدفاع عن نفسه،رفضت سماع مرافعته،وانسحبت و انت تتمتم " لا حاجة لي بكم ولا بدنياكم".

صدقت يا رسول الله عندما وصفت ابا ذر الذي ـ دُفِنَّ في نصف كفن ـ" ما اظلت الخضراء،و لا اقلت الغبراء اصدق لهجةْ من ابي ذر"،و صدقت نبوءتك فيه منذ ان اعلن اسلامه :"يمشي وحده،ويموت وحده،ويُبعثُ وحده" ،فكان ما قلت. فيا الله نساُلك باحب خلقك اليك سيدنا محمد،ان تُحسن ختامنا. وان نلقاك كما ولدتنا امهاتنا، لا نملك من حطام هذه الدنيا،الا حبك وحب من يُحبك والعمل الذي يُبلغنا حبك.