صحيفة العرّاب

السفارة الاسرائيلية تهاجم الدستور و الزميل "ياسر الزعاترة"

  ادانت 'السفارة الاسرائيلية في عمان' عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي 'اسرائيل في الاردن' مقال الزميل 'ياسر الزعاترة' والتي نشرته الزميلة صحيفة 'الدستور' تحت عنوان (بطولات في الضفة والقدس يجب أن يبنى عليها)

وقالت 'اسرائيل' في بيانها نشرت اليوم، 24 يونيو، جريدة 'الدستور' الأردنية الرسمية مقالا بشعا وشائنا – على حد وصفها - بقلم ياسر الزعاترة أشاد فيه بالعمليات (...) التي حدثت في الأيام القليلة الأخيرة في إسرائيل والتي تم خلالها قتل مواطن إسرائيلي وطعن جندي إسرائيلي أخر من قوات حرس الحدود، واصفا إياها كأعمال بطولية ومعتبرا إياها كـ'المسار الأفضل'.

تعبر السفارة الإسرائيلية عن استيائها الحاسم ورفضها المطلق لمثل هذا الكلام الشنيع الذي يدعو للإساءة للمواطنين الأبرياء والذي يعتبر تحريضا للقتل وللعنف بمعناه الكامل.

وتتوقع السفارة أن يتم وقف نشر مقالات همجية من هذا النوع، والتي من شأنها الأداء إلى الإضرار والمساس بالمواطنين وتزيد من التوتر بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.


مقال الزميل ياسر الزعاترة ..

عملية طعن بطولية في القدس يوم الأحد، وقبلها عملية إطلاق نار بطولية أخرى قرب رام الله تبنتها كتائب القسام، وأسفرت عن مقتل مستوطن وجرح آخرين، وفي الأثناء مواجهات بين حين وآخر في القدس وأماكن مختلفة من الضفة أثناء مداهمات يجريها جيش العدو، وغالبا بعد تنسيق مع «رموز» التعاون الأمني من أجهزة أمن السلطة. 

يحدث ذلك، رغم كل ما جرى ويجري منذ مجيء القيادة الفلسطينية الحالية، ورغم ما تركه الانقسام من تداعيات، ورغم الاستباحة التي تتعرض لها المقاومة في الضفة الغربية، ليس على صعيد الخلايا والنشطاء فحسب، بل صعيد الرؤية والفكرة والبرنامج، من المدرسة إلى الجامعة وحتى المسجد وما تبقى من مؤسسات مجتمعية. 

لهذه القيادة الفلسطينية العتيدة رؤيتها التي لا تتزعزع عن التعاون الأمني، والمضي في برنامج رفض المقاومة بصرف النظر عن الوضع السياسي، وهي في كل الأحوال واضحة في مسارها الرامي إلى تأبيد النزاع عمليا، أي جعله مجرد نزاع حدودي، بخاصة أن ذلك يمنحها فرصة أن تواصل القول إنها متمسكة بالثوابت التي ستحققها من خلال الضغط الدولي!! 

لا أمل مع هذه القيادة، ولا أمل في أن يمنحها نتنياهو أي حل يحقق ما دون الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية التي لا يمكن القول إنها ثوابت أصلا، لأن الثوابت هي كل فلسطين، وبالتالي لا بد من التعويل على عامل آخر ممثلا في الجماهير التي تفجِّر انتفاضتها العارمة في كل الأرض الفلسطينية وتعيد هيكلة الصراع من جديد. صنفت أجهزة أمن الاحتلال عملية رام الله بأنها تتبع لظاهرة «الذئب المنفرد»، الأمر الذي ينطبق بكل تأكيد على عملية الطعن في القدس، وما قبلها، ما يعني أن ذلك هو المسار الأفضل، سواءً نفذه أناس من المنتمين للفصائل، أم شبان مستقلون من الغيورين على دينهم ووطنهم، وهي ثقافة يجب تعزيزها في أدبيات جميع الفصائل، ذلك أن تجربة تشكيل الخلايا لم تفلح كثيرا في السنوات الأخيرة، بسبب جهد الاحتلال ومساعدة السلطة الموغلة في الحماسة. 

هذا الجانب العسكري أو المسلح، تحفزه الفعاليات الشعبية، والتي حاول الاحتلال تجنبها مؤخرا من خلال السماح لقطاع لا بأس به من الناس من الصلاة في الأقصى، لكن الاقتحامات للمسجد والاعتداءات عليه ستبقى حاضرة، لأن شهية الاحتلال لالتهام القدس ومقدساتها لا يلجمها شيء غير المقاومة. 

من الواضح أن على جميع الفصائل أن تبذل جهودا أكبر في تعزيز ثقافة المقاومة والانتفاضة في الضفة الغربية، ومن ثم تهيئ الأجواء أكثر فأكثر لدفعها نحو الانطلاق، فهذا التيه الذي تعيشه القضية بين حصار غزة والتعاون الأمني في الضفة لا يمكن أن يستمر، وقد آن أن يُهال التراب على هذه المرحلة البائسة، ويتوحد الجميع على خيار إحياء القضية وتصحيح بوصلتها. وما لم يحدث ذلك، فإن التيه يمكن أن تستمر طويلا في ظل عباس، وربما بعده إذا ما رتبوا الأجواء لآخر من نفس القماشة، وهم سيحاولون بكل تأكيد.