لمّا كان الناشئة اليوم مطلعين بشكل غير منضبط على الأمور الجنسية أكثر مما يعتقد الكبار الذين يواجه معظمهم ذلك بسكوت طال بحجّةِ الحياء، حتى تفشّت الأمراض الجنسية وهم لا يدركون خطرها، كان من الأهمية بمكان التصدّي لهذه الأوبئة وكسر حاجز الصمت.
ومع تفشي المثيرات من كتب ومجلات هابطة وأفلام إباحية، وما تنفثه بعض المواقع الإلكترونية والفضائيات وما يختزنه الشباب من عجائب وممارسات لا تخطر على بال أصبحت تداهم بفخاخها من لا يبحث عنها فتستدرجه، بات من الضروري إيلاء التربية الجنسية أهمية كبرى، باعتبار التثقيف الجنسي الوسيلة الأهم للوقاية والحد من هذه الأمراض، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، التي تنفق الكثير من الأموال لقيادة وإقامة البرامج التثقيفية في هذا المجال، وتحذر من التستر عن أي مرض جنسي وشعارها في ذلك "الخجل والإخفاء يُضاعف الوباء".
مشروع يسعى لوقاية الشباب من الآفات والأوبئة المنتقلة جنسيا
ومن المشاريع الرائدة بهذا المجال "وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا والإيدز" الذي بدئ العمل به منتصف العام 2005 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد اعتماده من الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، وهو مؤسسة غير حكومية ولا ربحية أسست في الولايات المتحدة الأميركية وسجلت فيها رسمياً العام 1982.
ويهدف المشروع، وفق مديره التنفيذي الدكتور عبدالحميد القضاة إلى رفد الجهود الوقائية المختلفة؛ الرسمية والمدنية لوقاية الشباب من الآفات والأوبئة المنتقلة جنسيا من خلال التعاون مع الجمعيات الخيرية والنوادي والمراكز الشبابية باستقطاب متطوعين لتدريبهم وتأهيلهم على يد خبراء في دورات تطوعية مجانية؛ علمية ودينية، يتم تزويدهم مع المحاضرات المصورة بملفات وكتب ومواد مساعدة مجانا؛ ليقوم كل متطوع بإلقاء 10 محاضرات سنويا في المدارس والنوادي والمساجد ومراكز الشباب والشابات، كل في منطقته.
أما الإنجازات التي حققها المشروع فيجملها القضاة بعقد خمسين دورة في تسع دول عربية. وتخريج أكثر من 1680 متطوعاً ومتطوعة في دورة إعداد المحاضرين، إضافة إلى توزيع أكثر من نصف مليون نسخة من الكتب الخاصة بالمشروع مجاناً، إلى جانب توزيع عشرات الآلاف من الأقراص المدمجة والخاصة بهذه الأمراض والمصورة تلفزيونياً. كما تم تأليف أربع قصص حوارية لتثبيت مفاهيم شرعية في الثقافة الجنسية عند الأطفال بإشراف مستشار شرعي إضافة إلى وضع "الميثاق الأخلاقي للعاملين في التثقيف الجنسي" لاستعمال المتطوعين والالتزام به ليحكم أجواء الدورات والمحاضرات الخاصة بالتثقيف.
ويضيف القضاة: بادر متطوعون من الشباب من كلا الجنسين بعد تدريبهم بإلقاء أكثر من خمس عشرة ألف محاضرة، كما أوجدوا أربع واجهات إلكترونية تخدم الشباب بخصوص هذا المشروع، فضلا عن إجراء أكثر من مائة لقاء إذاعي في دول مختلفة، وهناك محاولات جادة من بعض المتطوعين والمتطوعات لإنتاج أفلام كرتونية تهدف إلى توعية وتثقيف الأطفال بهذا الخصوص.
وعن تجربة جمعية العفاف في هذا المجال يرى مدير الجمعية ومنسق المشروع الدكتور مفيد سرحان أنها "ناجحة إلى حد كبير؛ حيث تم تدريب مجموعات من الذكور والإناث ليكونوا مثقفين فيما يخص الأمراض المنقولة جنسيا بالتعاون مع الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية".
ويلفت سرحان إلى أن تجاوب المتدربين، فضلا عن إقبال المؤسسات المختلفة على طلب تنظيم المحاضرات التي ينظمها المشروع، ومما يسترعي الانتباه، وفق سرحان "التجاوب الكبير من عنصر النساء مع هذا المشروع سواء من حيث المشاركة في التدريب أو الإقبال على حضور المحاضرات التوعوية".
أحد المتطوعين في المشروع مدير مختبرات طبية أسامة مطير يشير إلى أنه التحق بدورة مركّزة على مدار ستة أيام وبمقدار ست ساعات متواصلة، تم فيها تقديم التوعية للمشاركين من خلال عرض كل ما يتعلق بالأمراض المنقولة جنسيا بشكل مكثف من خلال استخدام الأفلام والسيديات العلمية المخصصة في هذا الموضوع.
وعن تجربته يقول "استفدت كثيرا منها وقمت بإعطاء 120 محاضرة تثقيفية بهذا الخصوص؛ منها دورات مخصصة للكشافة وطلبة المدارس والجامعات وأخرى خاصة بالأهل".
مطير الذي يتطوع في المشروع منذ ما يقرب من 4 أعوام ينوه إلى أن التغذية الراجعة "إيجابية في التفاعل مع المحاضرات والنشرات التوعوية"، إذ تم اكتشاف حالات مصابة بأمراض جنسية وتحويلها إلى المراكز المختصة، لافتا إلى أن المتطوع جاهز لأي استفسار ولتحقيق الفائدة تم تزويد الفئات المستهدفة بالبريد الإلكتروني الخاص بالمثقِّف وبأرقام هواتف للاتصال عند الضرورة.
ويكشف مطير عن وجود حالات سيلان بين طلاب مراهقين ومتسربين من المدارس، كما هناك حالة واحدة اعترف بإصابته بالايدز، عدا عن حالات اعترفت بارتكابها ممارسات جنسية خاطئة وأرادت الاستفسار عن فحوصات الإيدز والأمراض الجنسية وتم توجيههم لأماكن العلاج وعولج بعضهم مجانا.
سلسلة "لبيب ولبيبة والأسرة السعيدة"
وبهدف نشر التوعية تم التعاون بين المشروع وبين جمعية العفاف لإصدار سلسلة "لبيب ولبيبة والأسرة السعيدة" وفق سرحان الذي يشير إلى أن الفئة المستهدفة هم الأهل والأطفال والمراهقون، وتم إصدار الجزء الأول والثاني وبصدد الإعداد للثالث والرابع.
وينوه سرحان إلى أن جزءا من التوعية هنا موجهة للآباء بهدف التركيز على ضرورة ممارسة دورهم تجاه أبنائهم وحمايتهم مما يحيط بهم وما يلزم ذلك من امتلاك الآباء أنفسهم لهذه الثقافة ولو بالحد الأدنى.
وعن بداية تعاونها مع المشروع تقول الكاتبة العُمانية بسمة الخاطري: قرأت عنه عبر الانترنت وأحببت التطوع فيه وبخاصة أنني أكتب قصصا منهجية للأطفال، فعُرض عليّ تأليف قصص في مجال تثقيف الأطفال جنسيا وبدأت التجربة بـ"لبيب ولبيبة والأسرة السعيدة"، مضيفة "قبل الشروع في الكتابة قرأت كثيرا في صلب المواضيع الجنسية المتخصصة وكتب تربوية وقصص القرآن وتفاسير القرآن الكريم الخاصة بالأطفال".
وعن الصدى الذي لاقاه الجزء الأول من السلسلة تقول "كانت النتيجة إيجابية وبحكم مهنتي كمدرّسة وزعت السلسلة على طلبة المدرسة الابتدائية المختلطة التي أعمل بها وفي حال كان هناك أي ملاحظة او استفسار كان الطلبة يلجأون لسؤالي، ما عزّز الفكرة لديّ أكثر وشجعني على الاستمرار في الأجزاء الأخرى".
ثقافة يتقبّلها المجتمع
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور فاتح مثقال عساف يشيد بفكرة المشروع؛ لأنها تسهم في التوعية المبكرة وبخاصة أن المجتمع العربي والإسلامي يتحرّج من الحديث في الأمور الجنسية مع الأطفال عندما يستفسرون عن أمر يتعلق بها "فيواجهون بالقمع، على اعتبار أنه خط أحمر وتابو محرم وعيب".
غير أن سرحان يرى في شيوع العبارة المتداولة "إن المجتمع لا يتقبّل الحديث في الثقافة الجنسية" هو أمر "مبالغ فيه وبخاصة من فئة الشباب التي تتقبل مثل هذه الثقافة"، ويشترط في تناولها "أن تكون مستمدة من العقيدة والقيم والأخلاق الحميدة".
تكمن فائدة التعليم للحياة الجنسية بشكل عام، وفق اختصاصي علم النفس العيادي الدكتور وليد الكيلاني، في التأثير الايجابي للتطور والنمو العام حتى يستطيع الفرد ضبط مشاعره ورغبته وحياته الجنسية ومن ثم ضبط سلوكه الجنسي.
ويوضح الكيلاني أن غالبية الدراسات الخارجية تشير إلى أن 82% من الآباء يؤيدون أن يبدأ التعليم الجنسي من العائلة ومن ثم المدرسة. غير أن التساؤل الكبير كما يقول يكمن في: هل يمتلك الآباء جميعهم هذه الثقافة الجنسية التي تؤهلهم لتوعية أبنائهم؟ وهذا ما دفع إلى اعتقاد معظم الأهالي إلى الاعتماد على المدرسة إما لافتقارهم للمعلومة أو لخجلهم في طرحها.
ويشدد الكيلاني على ضرورة نظرية التعليم الخلقي قبل أن يبلغ الطفل 11 عاما فالمفروض قبل هذا العمر أن يعرف العادات الاجتماعية وقوانين المجتمع والعيب. وفي الخامسة من عمره يتم البدء بإعطائه معلومات جنسية والإجابة عن استفساراته، أما في الثامنة من العمر يبدأ بالنمو والتطور ويوضح له ما سيطرأ عليه من تغيرات وسببها بأسلوب مبسط. أما في عمر 11 عاما فيصبح يافعا وهو بداية سن المراهقة وتبدأ التغيرات الجسدية بالظهور.
وتكمن أهمية التثقيف جنسيا، وفق الكيلاني، حتى يستقي الطفل والمراهق المعلومة من مصادرها وبحقائقها بهدف اكتساب المهارات ليتناسب سلوكه لاحقا مع المجتمع وينضج عقله ويكون مسؤولا وبشكل آمن لأنه إن حاول اكتشاف المعلومة الجنسية بنفسه فسيقع بأخطاء، مشددا أن التربية الجنسية تقوّي شخصية الطفل وتجنبه اللجوء للشارع أو الإعلانات والتلفاز وكل ما لا يراعي مصلحة الطفل.
التثقيف الجنسي يشمل الأهل والأبناء
وفي هذا الإطار يرى الاستشاري الأسري الدكتور محمد أبو السعود أن هذا التثقيف أمر ذو شقين؛ الأول خاص بتعليم الكبار أما الثاني فهو موجه للأطفال وهدفه "الوقاية والتهيئة لبناء شخصية متماسكة قادرة على مقاومة الإغراءات".
ويوضح أن التنشئة الأسرية لها دور كبير في تعزيز السلوك الجنسي إيجابيا أو سلبيا، لافتا إلى أن التعليم يكون إما من خلال نمط السلوك الذي ينتهجه الوالدان كونهما قدوة، إضافة إلى التعليم الذاتي مثل تسريب المعلومة أو تمرير رسائل توعوية بطريقة غير مباشرة.
ويحذر سرحان من خطورة أن يلجأ الأبناء للحصول على المعلومات الجنسية إلى جهات غير موثوقة أو مأمونة كالإنترنت أو المواقع الإباحية أو الأصدقاء، ويشترط في حديث الأهل مع أبنائهم في المواضيع الجنسية؛ مراعاة سن الطفل والوعي والبيئة الاجتماعية فضلا عن التدرج في إيصال هذه الثقافة.
وفي هذا الإطار يوجه عساف اللّوم إلى "غياب المناهج المدروسة في التربية الجنسية من قبل متخصصين والتي يجب أن تدرس في المدارس والجامعات، باعتبارها مؤسسة تربوية تسهم جنباً الى جنب مع البيت في التربية".
ويبين عساف أن التوعية تبدأ من سن 10 الى 12 عاما حيث تتفتح عيون الأطفال على الجنس الآخر، أما عملية "التمايز" فتبدأ عند بلوغ الطفل 14 عاما ليتّجه كل طرف لأبناء جنسه وينظر له من بعيد.
الرسائل الجنسية التي يجدر أن يبثها الأهل للطفل الذي يتراوح بين 7-10 أعوام تتضمن الحديث عن النظافة وتمييز الصواب من الخطأ، وفق أبو السعود الذي يدعو لعدم التطرق في هذه السن للتفاصيل، موضحا أن الطفل قبل العاشرة من عمره يتلقّى الأوامر من دون أن يعرف ما وراءها؛ أما بعد ذلك يبدأ بالتساؤل عن كل التفاصيل وهنا يجب إجابته بتبسيط يحافظ على صحة المعلومة مثل اللجوء إلى الأمثال.
أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور منذر زيتون يلفت إلى أن التربية الجنسية تبدأ منذ الصغر، ويؤكد أنها "واجب" يُلقى على عاتق الأهل في المقام الأول وبخاصة الأم لأنها الأقرب إلى أولادها وخصوصاً البنت، ثم المدرسين في المدارس الذين لا بد أن يكونوا مؤهلين بمعارف وإرشادات وحصانة وأخلاقيات تمكّنهم من الخوض في غمار هذا الأمر المهم الذي إن أساؤوا ممارسته انقلب إلى ضده. منبّهاً إلى أن الطفل اليوم إن لم يجد بُغيته في المعرفة والتربية لجأ بنفسه إلى مصادر خاصة جُلها خاطئة.
ولا بد من الحذر عند القيام بعملية التربية الجنسية من الوقوع في محذور تشجيع الجنس وتزيينه عن قصد أو بغير تعمد، بحسب زيتون الذي يرى أن التوعية الجنسية بحد ذاتها قد تقود إلى فتح آفاق المعرفة في ذلك المجال ومن ثم نشوء الحوافز النفسية تجاه الجنس، لذا على القائمين على التربية الجنسية أن يكونوا على وعي بذلك إلى جانب رصانة طروحاتهم وجديتها، ووضوح توجيهاتهم وإلباسها لباس العفّة والموضوعية "إذ يحفظ الأطفال والناشئة من خطر الانزلاق إلى الخطيئة، ويخوفهم من الانجراف إلى ويلاتها".
الأمراض الجنسية في تزايد مستمر
تعرف الأمراض المنقولة جنسيا بأنها مجموعة من الأمراض التي تسببها ميكروبات مختلفة تنتقل من إنسان لآخر بواسطة الاتصال الجنسي غالبا، وبالرغم من التقدم المادي والتقني إلا أن هذه الأمراض فرضت نفسها عن جدارة، وما يبرهن ذلك أن 10% من سكان الكرة الأرضية يصابون بأحد الأمراض المنقولة جنسيا سنويا، وفق منظمة الصحة العالمية.
كما نُشرت دراسة في أميركا من مركز مراقبة الأوبئة في العام 2002 تقول رغم أن مرض "السفلس" وصل إلى أدنى مستوى العام 2000، إلا أنه عاد للظهور والزيادة بشكل كبير بخاصة بين الشاذين، أما في بريطانيا فقد زادت نسبة الإصابات بينهم في السبعة أعوام الأخيرة إلى 486% حسبما ورد في التقرير التحذيري الذي صدر العام 2005.
وجُلُّ المصابين بهذه الأمراض من الشباب بل المراهقين، حيث الفئة العمرية ما بين 15 – 25 عاما هم الأكثر إصابة بها، ففي التقرير الذي صدر في حزيران العام 2000 أفادت(باميلا بيك) أن 70% من طلاب المدارس الثانوية يمارسون الجنس قبل تخرجهم، وان 12 %منهم على الأقل يُصابون بواحدٍ أو أكثر من الأمراض الجنسية، وأنَّ 20% من البنات البالغات مصاباتٍ بأحد الأمراض الجنسية من دون أن يُدركن ذلك.
ومن اللافت للنظر أن العالم ينفق سنويا، حسب منظمة الصحة العالمية، مائة وخمسين بليون دولار على كل ما يخص الأمراض المنقولة جنسيا من خدمات وتشخيص وعلاج، فضلا عن حدوث 750 مليون إصابة جديدة بهذه الأمراض سنويا، ومن المصابين من يموت، ومنهم من يتعالج بالوقت المناسب فيشفى، ومنهم من ترافقه وتشوه أعضاءه التناسلية من دون أن يتغير مظهره الخارجي.
وبسبب الصرعات الجنسية فإن أعداد هذه الأمراض بازدياد ففي حين كان عددها في السابق خمسة أصبحت الآن ثمانية وأربعين مرضا.
ويؤكد هذا ما قاله الدكتور كنغ هولمز في كتابه الجامع "الأمراض المنقولة جنسياً" الذي بدأ تأليفه في العام 1975 إنه مع صدور الطبعة الثالثة من الكتاب في العام 1999 ظهرت اثنتا عشرة جرثومة جديدة تسبب إصابات جنسية لم تكن معروفة في السابق، فلم تُدرج في الطبعة الأولى في العام 1975.
وكانت المجتمعات عرفت الأمراض المنقولة جنسيا منذ بداية القرن الثاني عشر للميلاد، وكان أول هذه الأمراض مرض السيلان الذي ظهر في لندن في العام 1161، وسُنّت القوانين لمنع هذا المرض من الانتشار، ثم تلا ذلك ظهوره في قرون لاحقة في كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا. أما مرض الزهري "السفلس" فقد انتشر في القرن السادس عشر وأودى بحياة الملايين، بيد أن الأمراض المنقولة جنسيا لم تكن في السابق تعدو كونها خمسة أمراض أما اليوم فإنّ منظمة الصحة العالمية تصنف ما يزيد على 40 مرضا منقولا جنسيا. وأحدث هذه الأمراض هو الإيدز الذي لا يتجاوز عمره ربع قرن، وأوضحت دراسة في الولايات المتحدة الأميركية أن 58% من المصابين انتقل إليهم المرض بسبب الشذوذ الجنسي وأن 25% بسبب المخدرات، و8% بسبب الزنا، وأن 1% فقط بسبب نقل الدم.
وبحسب الإحصائيات العالمية فإن الخطر من الأوبئة الجنسية في تزايد مستمر وما يؤكده الأرقام التالية:
750 مليون إصابة سنوية بالأمراض المنقولة جنسيا.
250 مليون إصابة منها بمرض السيلان.
43 مليون مصاب بالإيدز في العالم.
عدد المصابين يوميا بالإيدز 16000 تقريبا.
عدد الوفيات بسبب مرض الإيدز وحده 28 مليون.
يقتل الإيدز يوميا 8000 شخص.
50 % من المصابين بالمرض تتراوح أعمارهم بين 15-24 عاما!!
15 مليون طفل يتيم في العالم بسبب الإيدز.
تثقيف الطفل جنسيا: الطريقة والإرشادات الوقائية
أول طريقة يتم فيها تثقيف الطفل جنسيا وفق الاختصاصية التربوية رولا أبو نبعة هو تعليمه الاستئذان قبل الدخول على الوالدين في أوقات القيلولة والنوم، أما الوسيلة الأخرى فهي أهمية تدريب الطفل وتلقينه كيف يتعرف على اللمسات التي يتعرض لها في حياته؛ فهناك لمسة حب طبيعية وايجابية وأخرى مشكوك في أمرها مع ضرورة تحذير الطفل من أن يتم لمس الأماكن الحساسة له من قبل أي شخص والإخبار عن ذلك حال وقوعه، مشددة على ضرورة توجيه الطفل نحو ستر العورة في حال ظهورها وتهيئته لاستخدام الحمام وحده.
ومن المفيد أن يحكى للطفل قصة قوم لوط ومن ثم يترك له أمر التفكير في النتيجة السلبية، وتنصح الأهل بعدم الخجل من مناقشة الطفل بهذه الأمور ابتداء من سن الدخول للمدرسة، ولترسخ المفاهيم الجنسية في ذهن الطفل على الأم استخدام أسلوب القص والحكاية واللجوء إلى تفاسير القرآن الخاصة بالأطفال وأن تحرص الأسر على وجودها في البيت.
وتشير أبو نبعة إلى خطأ إعطاء الطفل المعلومة الجنسية لمرة واحدة بل يجب تكرارها باستمرار وبأشكال مختلفة مرة بأسلوب قصصي وأخرى عن طريق سي دي وهكذا، منبّهة على ضرورة اتباع أسلوب "التربية بالحب"، "فالطفل الذي يفتقد للحب سيبحث عنه في دكان آخر وسيرضى بأقل بضاعة؛ لأنه لا يجيد التفريق بين الصالحة والفاسدة".
وتتابع أبو نبعة ان الإجابة عن استفسارات الاطفال يجب أن تتناسب مع سنهم وحاجتهم؛ فلكل عمر طريقة، فضلا عن مراعاة طريقة الشرح الفسيولوجية والتشريحية مع إضافة البعد الديني، إضافة إلى التزام الصراحة والهدوء أثناء الإجابة وتجنب الانفعال، فالهدوء "يكفل أن يصل الابن الى الفهم الصحيح لأبعاد الجنس".
وفيما يتعلق بالعمر المناسب لتربية الأطفال جنسيا توضح أبو نبعة أن الطفل في عمر من 3-6 أعوام يبدأ يستفسر كيف ولد ومن أين أتى؟.. وتحتاج هذا الاستفسارات الى إجابات آنية وممكن الاستعانة بمثال من البيئة كولادة الحيوانات الأليفة وتلقيح النباتات مع شرح تبسيطي، ويراعى في ذلك مستوى الطفل ووعيه وبيئته.
7-8 أعوام تعتبر مرحلة مناسبة لمناقشة الأمور الجنسية وخصائص النمو للذكر والأنثى، و"كل الدراسات تشير إلى أن الأبناء الذين كان عندهم معلومات قبل البلوغ هم أكثر تماسكا واستقرارا في مرحلة المراهقة ممن يجهلون ما يحيط بهذه المرحلة من خصائص".
وتنصح أبو نبعة تجنّب ترك الطفل وحده مع أي شخص غريب، كما يجب تعويد البنت على طريقة الجلوس الصحيحة وارتداء الملابس الداخلية الطويلة، مشددة على ضرورة الفصل بين الأطفال في المضاجع، مع الحرص على النوم على الجنب الأيمن تبعا للسنة والعلم؛ فنوم الطفل على وجهه يؤدي الى كثرة احتكاك اعضائه التناسلية وتفتح إحساسه بالإثارة، ولا بد من تنبيه الطفل على إخبار الأهل بأي تصرفات تحدث في المدرسة مثل التصاق جسدي واحتضان او مدح الطفل الذكر وجماله من قبل أقرانه او الكبار في العمر بطريقة غير طبيعية.
وعلى الأهل توجيه المراهق حال بلوغه للمحافظة على الغُسل والنظافة، وممارسة الرياضة والهوايات المختلفة لتفريغ طاقته ومن ثم تحقيق الاتزان النفسي.