صحيفة العرّاب

ادارة السير تبدأ باجراء فحوصات لقياس نسبة الكحول لدى السائقين

 بدأت ادارة السير في مديرية الأمن العام، باجراء فحوصات تقيس نسبة الكحول لدى السائقين، وذلك بعد ازدياد حوادث السير التي تودي بحياة العديد من الأشخاص، بسبب تناول الكحول والقيادة تحت تأثيرها، دون التنبه الى الاخطار التي تواجههم ومرافقيهم، وبخاصة لدى فئة الشباب.

المكتب الاعلامي لادارة السير المركزية التابعة لمديرية الامن العام صرح ان الادارة وزعت الخميس الماضي على جميع دورياتها في المناطق الرئيسة من العاصمة أجهزة تقيس نسبة الكحول في جسم السائق، يعمل عن طريق "النفخ" في فوهة مخصصة لذلك .

واكد أن هذا الجهاز يقيس نسبة الكحول من الهواء الخارج من صدر السائق، وتعطى النتيجة الكترونيا في الوقت ذاته وبشكل دقيق، مشيرا الى انه سيتم تعميم هذا الجهاز على جميع الدوريات العاملة لاحقا في محافظات المملكة كافة وسيتم اتخاذ الاجراءات القانونية وفق القانون .

وبين ان ارتفاع نسبة الحوادث والقيادة بشكل متهور وبصورة لافته وراء لجوء ادارة السير، لاستخدام مثل تلك الادوات، موضحا ان جميع السائقين سيخضعون للفحص وخاصة فئة الشباب .

ووفقا لاخر احصائيات لدائرة الاحصاءات العامة حول دخل ونفقات الاسرة للعام 2013/2014 ،فإن إجمالي انفاق الاسر السنوي على الكحول بلغ مليون و224 الف دينار، فيما بلغت قيمة مستوردات المملكة من الكحول على اختلاف انواعها وفق المعلومات الاولية لقسم التجارة الخارجية لعام 2015 حوالي 12 مليون و747 الف دينار . واعتبر سائقون لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)،أن هذا الاجراء الذي اتبعته إدارة السير يصب في مصلحة المواطن، ويعمل على تقليل نسبة الحوادث والانتباه وتجنب استخدام السيارة في حال شرب الكحول،مبينين أن السائقين الذين يتناولون الكحول تكون درجة اليقظة والوعي والقدرة على التنسيق التي يحتاجها قائد المركبة لقيادة آمنة قليلة،حيث يكون نظر السائق المخمور مشوشا أو حتى مزدوج الرؤية، كما يفتقد القدرة على ما يراه أمامه، فلا يستطيع الحكم جيدا هل السيارات أو المارة أمامه (بعيدون أم قريبون) .

وقال السائق احمد درويش إن المشكلات التي تواجه السائق المتعاطي للكحول،تكون مهارته في القيادة ليست بالمستوى المطلوب، فتجده يقود بسرعة عالية ويتجاوز السيارات والشاحنات بطريقة خطرة، ويقوم بحركات جنونية بعيدة عن أصول السلامة والتي غالبا ما تنتهي بحوادث.

ويبين نائب المدير العام للشون الطبية المدير الفني لمركز مستشفى الرشيد الدكتور ناصر الشريقي أن النسبة العالمية لاكثر من 80 ملغم باللتر يكون هناك (تسمم كحولي ) للسائق، حيث لا يسمح له بقيادة السيارة ،كما أن نسبة التحمل لتناول الكحول تختلف من شخص لاخر .

وقال ان المركز يقدم العلاج الدوائي والنفسي والاجتماعي للمدمنين على المشروبات الكحولية، مشيرا الى ان تناول الكحول له انعكاسات سلبية على السائق خصوصا اثناء القيادة حيث تكون حساباته غير دقيقة، وسريع الاستهتار ما يؤدي الى ارتفاع نسبة الحوادث .

ويوضح استشاري الامراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد بمستشفى البشير الدكتور وسيم حمودة أن لتعاطي الكحول تاثيرات حادة ومزمنة تتمثل بعدم الانتباه والتفكير الخاطىء، والحكم على الاشياء بطرقة مغلوطة، اضافة الى تشمع الكبد والتهاب البنكرياس، وتضخم عضلة القلب واعتلال الاعصاب وفقدان الوزن والشهية ومشكلات نفسية،مشيرا الى أن قياس نسبة الحكول تتم عن طريق الدم أو الزفير، مضيفا ان هناك ادوية تعمل على الابتعاد عن الكحول .

ويرى رئيس مركز ابن تيمية للدراسات والابحاث استاذ علم الاجتماع بالجامعة الاردنية الدكتور محمد الدقس،أن النظرة المجتمعية لمتعاطي الكحول تكون سلبية انطلاقا من تحريمها شرعا من جهة، وتاثيرها السلبي على العقل والجسم من جهة اخرى،لافتا أن المتعاطي يبتعد عن الواقع وغير مدرك للاشياء من حوله ويمكن ان تسبب بحادث سير لان تعاطي الكحول السبب وراء العديد من حوادث السير .

واشار الى ان العديد من دول العالم منعت وبشكل تام القيادة تحت تأثير الكحول على اختلاف انواعها نظرا لما تسببه من حوادث خطرة وتزهق العديد من الارواح .

يشار الى ان الدراسات العلمية العالمية بينت أن السائقين الذين يتناولون الكحول يتعرضون بشدة لمخاطر حوادث التصادم بالمقارنة مع من لم يتناولوا أي قدر من الكحول، وبيّنت كذلك أن هذه المخاطر تزداد زيادة مطردة بارتفاع تركيز الكحول في الدم.