صحيفة العرّاب

الاتحاد الاسباني يعاقب كانوتيه لتضامنه مع غزة ويسامح رونالدو المتعاطف مع ماديرا

المشاهد المؤكدة لالتقاء الرياضة بالسياسة تكررت في الاونة الاخيرة بشكل لافت للنظر واخرها ما حدث في الدوري الاسباني لكرة القدم فقبل اشهر أصدرت لجنة العقوبات بالإتحاد الإسباني لكرة القدم عقوبة مالية على المهاجم المسلم بنادي إشبيلية الإسباني اللاعب المالي فريدريك عُمر كانوتيه لمخالفته المادة رقم 120 من قانون الاتحاد الذي ينص على عدم رفع شعارات تحمل تعابير وكلمات سياسية أو دينية .

 وكان كانوتيه قد قام بعد تسجيله للهدف الثاني في مرمى ديبورتيفو لاكرونيا في المباراة التي إنتهت لصالح النادي الأندلسي بهدفين لهدف بكأس ملك إسبانيا برفع »فلسطين «بعدة لغات كـ علامة لتقديم دعمه لفلسطين وشعبه المناضل والذي كان يتعرض لهجمات وقصف من قبل الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة .
 
وهذا وقدرت العقوبة بحوالي ثلاثة آلاف يوروحسب المادة المذكورة من نظام البطولة وقبل ذلك تلقى اللاعب الدولي المالي الكرت الأصفر من الحكم الأسباني ماتيو لاهوز خلال اللقاء.
 
لكن القائمين على الدوري الاسباني غالطوا انفسهم قبل يومين بعد ان أعلنت لجنة الكرة بالإتحاد الإسباني لكرة القدم أنها لن تتخذ أية إجراءات عقابية ضد البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد بسبب كشفه عن قميص آخر تحت قميص فريقه كتب عليه "ماديرا" عند احتفاله بهدف الريال الأول في مرمى فياريال الأحد الماضي.
 
وبررت اللجنة اتخاذها لهذا القرار بعد اجتماع بين أعضائها الثلاثاء أنه لا يمكن معاقبة اللاعب لقيامه بهذه اللمحة التضامنية والإنسانية مع أبناء وطنه كما أنها لن تحمل أي محتوى مضر أو سيئ لكي تطبق عليه عقوبة اقتصادية مثلما تنص المادة 91.1 في لائحة الاتحاد العقابية.
 
وبرر المسؤولون في اسبانيا الازدواجية باتخاذ العقوبة معتبرين كانوتيه انه قدم ايحاءات سياسية فيما كان تصرف رونالدو بناء على العاطفة تجاه بلده لكن هذا التبرير لم يقنع احدا سيما انصار كاونتيه فالاخير تضامن مع ابناء ديانته كما تضامن رونالدو مع اهل بلدته كما لم يقم كانوتيه بالاساءة للمحتل او ما الى ذلك بل اراد ان يلفت نظر العالم لعدد الضحايا بين شهداء ومصابين وبيوت هدم في بلد مسلم .
 
وبالعودة الى المقدمة نجد تبريرا وحيدا للجنة الكرة بالاتحاد الاسباني ان قرارها بحق كانوتيه خضع لضغوط سياسية نتيجة احتجاج سفارة (اسرائيل) في اسبانيا.