سخر قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم من أساليب التنكر التي لجأ إليها قتلة القيادي في حركة حماس محمود المبحوح والتي كان سهلا على شرطة دبي كشفها.
وقتل محمود المبحوح القيادي في حركة حماس في 19 كانون ثان/يناير بغرفته في فندق "البستان روتانا"، وبينما تقول شرطة دبي إنها شبه متأكدة أنها عملية اغتيال نفذتها المخابرات الإسرائيلية (الموساد) تنفي السلطات الإسرائيلية هذه التهمة.
وقال خلفان في تصريحات هاتفية لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها اليوم الأربعاء أن ما قام به "عملاء الموساد" من تنكر "كان أمرا متوقعا ولا جدال فيه" ، ويضيف "أعتقد أن الموساد يعيش خارج الزمن، بل إنه يعمل بطريقة تعود للوراء 20 عاما ، فأسلوب وطريقة التنكر الذي قام به فريق الاغتيالات أسلوب غبي وساذج، فلا يزالون يتنكرون بطريقة لبس الباروكة ، وهناك من المتهمين مَن تنكر بلبس ملابس تنس بينما جسمه لا يساعد على مزاولة الرياضة أصلا ، فكان واضحا أنه يقوم بعمل مريب، خاصة أنه كان يجلس في الملعب طويلا دون أن يبدأ في ممارسة اللعبة ، كما أنه لا يجيد مسك مضرب التنس أساسا".
ويمضي خلفان بالقول ساخرا: "إذا أراد الموساد أن يتعلم كيف التنكر وتغيير الأشكال، نستطيع أن نرسل لهم مدربا من شرطة دبي ليعلمهم الطريقة الصحيحة في استخدام أساليب أفضل في التنكر".
وأكد الفريق خلفان أن المبحوح عندما سافر إلى دبي في الـ19 من الشهر الماضي "اشترى تذكرته قبلها بيوم واحد (في الـ18) ، فيما وصل فريق الاغتيال في نفس اليوم، وهو ما يؤكد أن هناك من سرب سر سفر المبحوح إلى دبي إلى تلك الفرقة ، وهذا السر بالتأكيد لا يعرفه إلا أقرب المحيطين بالمبحوح".
ولفت خلفان إلى نقطة أخرى، فهو يعتقد أنه لو كان هناك مرافق للمبحوح "لما استطاعت هذه الفرقة اغتياله بسهولة كما فعلوها، ولاستعصى عليهم قتله، أما أن يأتي شخص قيادي دون مرافق سهل بالتأكيد عملية الاغتيال التي حدثت".
وبشأن الفلسطينيين المتهمين في عملية الاغتيال، قال خلفان إن أحدهم أنكر المعلومات التي واجهه بها المحققون حول علاقاته بالمتهمين الآخرين، "لكنه سرعان ما اعترف بعد أن عرضنا عليه شريط الفيديو الذي يثبت أنه التقى بهم في دبي".
وبحسب الفريق خلفان، فقد كان مقررا أن يبقى المبحوح في دبي لليلة واحدة ، ينتقل بعدها إلى الصين ثم السودان ، "لكن القتلة باغتوه في الفندق قبل سفره ومغادرته الإمارات كما كان مخططا سابقا".
وأكد أن الجوازات التي دخل بها المتهمون "لم تكن مزورة كما يتم التداول حاليا ، والدليل أن المتهمين أنفسهم غادروا دبي بعد العملية إلى دول مختلفة، منها أوروبا والولايات المتحدة وهونج كونج، ودخلوا هذه المطارات دون أن يستطيع أحد أن يكتشف أن الجوازات مزورة، فلو لم تكن دبي قادرة على الكشف عن تزوير هذه الجوازات ، فكيف استمروا في تنقلاتهم من دولة لأخرى ولم يستطع أحد أن يكتشف حقيقتها".(د ب أ)