صحيفة العرّاب

النظام الآسدي حفر قبره بيديه..

بقلم المحامي عبد الوهاب المجالي

 ستة آعوام لم تكن كافية لإقناع الزمرة الحاكمة في دمشق ان زمانها ولى الى غير رجعة، ففي الوقت الذي كان الغرب يتربص به بهدوء كان يسابق الزمن هجر العباد ودمر البلاد ضناً منه ان الأمور تسير لصالحه.. خلال تلك المدة ترك له الحبل على الغارب ليظهر على حقيقته وكان غافل عمَّا يحاك له بالخفاء الى ان ضاقت الضمائر حتى الغائبة منها عن الصمت وتنوء الجبال عن حمل ملف جرائمه..

تاريخ النظام دموي منذ تسلم والده حافظ الأسد الحكم بإنقلاب عسكري عام 1970 زج برفاقه بالسجون وإرتكب العديد من المجازر وحكم الشعب السوري بالحديد والنار..

لم يقف الـأمر عند هذا الحد بل كان مصدر توتر في المنطقة على عداء مع الجوار قطيعة مع العراق خلاف مع تركيا لتبني حزب العمال الكردستاني، غزا لبنان لطرد منظمة التحرير الفلسطينية وغرس بذرة طائفية وحشد بإتجاه الأردن وحليف لأعداء أمته إبان الحرب العراقية الإيرانية..

مما ساعد بقاء آل الاسد في الحكم الوضع الدولي والظروف التي مرت بها المنطقة وإرتدائه عباءة القضية الفلسطينية في حين لم يحرك ساكن بعد قيام إسرائيل بضم الجولان وطوال اربعون عام لم تطلق طلقة واحدة من الحدود السورية بإتجاه الجولان..

لكون تلك العصابة لا تؤمن إلا بالبطش والقوة تستأسد على الضعفاء وتخشى الأقوياء ففي الوقت الذي يستبيح فيه الصهاينة السماء السورية ووصل الأمر التحليق فوق القصر الرئاسي لم نسمع من نظام المقاومة إلا الإدانة اللكلامية للعدوان والإحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان والمناسبين وان "سوريا" لا تجر الى مكان لا تريده!!

من ناحية ثانية في حرب الخليج الثانية سرّعان ما إصطف هدام الديار في مقدمة الجيوش بقيادة الآمريكان لغزو العراق وعندما رفع أوباما بوجهه العصا بلمح البصر سارع الى تسليم السلاح الكيماوي بمذلة الذي لم يستخدم ولن يستخدم قط إلا للتنكليل بالشعب السوري..

هذا اللانظام المقاوم للحق والحياة والإنسانية وكل ما يمت للآدمية بصلة أمطرت طائراته المدن السورية بوابل من البراميل الغبية وهدم البيوت على روؤس آصحابها وطوال فترة حكمه لم تتدجرأ طائرة على التحليق بمحاذاة الحدود السورية مع فلسطين..

 

في الآونة الاخيرة لم يكتفي بما كان يفعل بالماضي خلع عنه كل ساترة شرع الآبواب لكل من هب ودب وجلب كل قوادي الأرض وموتوريها للتنكيل بالشعب السوري وبالوقت الذي بات لا يسيطر فيه على اكثر من ثلث سوريا يتحدث عن السيادة!!

آخر الناس في الدنيا يجوز له الحديث عن الشرعية آل الأسد ومسرحية تولي بشار السلطة بعد وفاة والده لا صلة لها بالديموقراطية ولا تعدو كونها اكثر من عملية توريث على غير رغبة الغالبية العظمى من السوريين..

حقيقة لا وجود للنظام الذي يدير الأمور من الفها الى يائها الروس وآدواتهم المليشيات الطائفية بكل مسمياتها ويمنون عليه من كبيرهم الى صغيرهم بالقول انه لولا تدخلهم لسقط النظام!! الغريب لم نعد نستوعب وإختلطت عيلنا المفاهيم قتل الأبرياء وتدمير المدن وتهجير سكانها يطلق عليها تحرير والصمت بمذلة على إعتداءات الصهاينة مقاومة وعدم الفهم والإستيعاب وقراءة الواقع ممانعة!!

أين هي السيادة في الوقت الذي يسيطر فيه الاتراك والمعارضة والأكراد والأمريكان على الشمال والتنظيم الإرهابي داعش على الشرق والمعارضة على الجنوب والروس والمليشات الطاىفية على ما تبقى من سوريا؟؟!! إستمرأ بشار القتل مستغلا السكوت والصمت على جرائمه واخذ يسابق الزمن إعتقادا منه ان الأمر شارف على النهاية ليفاجأ بالضربة الأمريكية مطار الشعيرات وبلعها بصمت.. لقد وصل الأمر بسفاح سوريا عند إنتخاب الرئيس الأمريكي ترامب القول ليس امام ترامب إلا الإنضمام الى محور "محاربة الإرهاب" او العكس وعلى ما يبدو انه فقد القدرة على التفكير!!

قبل ايام ربما افاق من غفوته ليدرك الحقيقة وآلمني ان يقول ترامب انه شعر بالصدمة لقصف خان شيخون بالسلاح الكيماوي لقتل أبناء الله في حين يتخبط السفاح لتبرير عدوانه تارة قصف مستودع وأخرى مصنع للأسلحة الكيماوية للمعارضة وعلى فرض صحة ذلك هل يجوز تعريض حياة الأبرياء للخطر ممن أوكل له أمر حمياتهم؟؟!!

ابواق النظام منهمكة بترديد ما يصدر عن بوتين وجنرالاته وملالي قم بينما بشار وزمرته في غيبوبة وما لفت إنتباهي في التصريحات الصادرة عن الروس "انهم سيردوا على أي ضربة تستهدف الجنود الروس هذا يعني ان النظام والمليشيات باتت مكشوفة وكذلك تلميح الأمريكان للبراميل الغبية وجعلها بمصاف اسلحة الدمار الشامل الذي يلجأ إليها النظام..

 

المصيبة حديث النظام وابواقه عن "الحلفاء" الروس وإيران والمليشيات اذي يطلق عليها القوات الرديفة وعلى الجانب الآخر لا يختلف العالم اجمع بإستثناء بوليفيا عن وصف بشار بالمجرم الذي يجب خلعه ومحاكمته..

الخطوة القادمة ستكون السيطرة على شرق سوريا بالكامل مع الأردن والعراق من قبل المعارضة بعد سحق داعش واخواتها وتنظيفها من كتائب بشار لقطع الطريق أمام النظام تحقيق الحلم الإيراني بالهلال الشيعي..

الموقف الأردني المعلن هو ما نريد إذ لا يمكننا الصمت والسكوت على الجرائم التي لحقت بالإنسانية اولا وبأقرب الأشقاء إلينا ثانيا الذي تجمعنا معهم أواصر الأخوة لدحر الدنس الطائفي عن الأهل في حوران تمهيدا لتطهير كل سوريا..

مخجل محزن ومبكي ان يقول غير السوريون ايام آل الأسد باتت معدودة هذا لم يأتي من فراغ وعلى ما يبدو ان ساعة الحقيقة قد حانت، هل تدرك ذلك الزمرة الحاكمة أم الحماقة بالإصرار على البقاء لتلاقي مصير غيرها ام سيحقق رغبات وآحلام الصهاينة تقسيم سوريا ليتسيد على سوريا المفيدة كما يقول..