صحيفة العرّاب

السيف العربي فزاعة ام " انتيكة " !

 بقلم الاعلامي ..بسام الياسين

{{{ " الجهاد " ليس توحيد خطبة الجمعة بل اعداد وعُدة..." واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ". هذا خطاب رباني موجه الى اهل الحل والربط لمقارعة اعداء الامة. والحرب على الإرهاب لا يقتصر على الاسلحة على اهميتها. الاكثر اهمية، محاربة الظلم وتبني سياسات تعليمية واقتصادية واجتماعية وتربوية حديثة لتشّكل مناعة ذاتية للشباب،و حصانة عامة للمجتمع من خطر الانزلاق في العمل الارهابي.اسرائيل راس الارهاب ـ باعتراف عتاولة الساسة والعسكريين الغربيين ـ نعقد معها السلام،ونشن الحرب على الارهاب الذي ولدّه الظلم الامريكي والصهيوني...لعبة مقلوبة ومعادلة غير مفهومة من العربان.معالي وزير الاوقاف ماذا ينفع اعتلاء صهوات المنابر بخطب انشائية وادعية مكرورة : اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تُبقي منهم احدا.و حضرتك :ـ لا خيلَ عندك تهديها ولا مالُ / فليسعد النطق ان لم يُسعد الحالُ }}}

. *** السيف مفردة ذات دلالات متعددة،و مراميز متشابكة،منها ما يتعلق بالفرد بخاصة والجماعة بعامة. القاموس العربي زاخر باسمائه حتى بلغت الـ " 300 " اسم .التوأمة بين العربي وسيفه جاءت بسبب الظروف البيئية الصعبة المحيطة به،ورحلاته الصحرواية الطويلة،وما يحدق بها من اخطار، بالتوازي مع ظاهرة الغزو المتجذرة آنذاك.فتغنى به وافتخر فيه، باعتباره رمزاً للهيبة ومُؤشراً للقوة. لدرجة اصبح السيف احد مقومات شخصيته، معيار رجولته،مقياس شجاعته.بوصلة بسالته.سلم صعوده الى ذروة الفروسية او هبوطه الى هاوية النذالة.هذا عن المفردة ثم تطور مفهومه الى الفتوحات العظيمة حتى غدا عنوان إقامته،رقمه الوطني .

العلامة الفارقة لملامحه.به ينتزع مكانه ومكانته،ويسجل مدى علو كعبه.بحد شفرته يصنع امجاده،يرفع اعلام إنتصاراته ،يرسم على بوابات الدنيا الاربع الوان رايته، ينقش اسماء قادته العظام بنجيع دمه الذي يشخب من سيفه. (...وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ) .تفسير الآية أن الله يعلم علم مشاهدة ويقين من ينصر دينه بآلات الحرب المصنوعة من النار والحديد. واثنى الصادق المصدوق، النبي عليه أفضل الصلاة والسلام على السيف والفارس : (( لافتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار )) .

الفتى علي ـ كرم الله وجهه ـ ، جندل بيمناه صناديد الكفار وقتل بسيفه ذو الفقار عتاولة الرجال الذين حاولوا عرقلة الفكرة الوليدة التي هبطت من السماء على المعتكف في غار حراء،وتشكلت في بيت ابن الارقم. اختار الرسول علي لفتح خيبر، وكر الفجار،وورشة الشيطان،لتأديب اليهود بعد نقضهم العهود،وتآمرهم على الاسلام بتأليب القبائل و حصار المدينة المنورة. أبو الحسنين حطم بوابة حصنهم،واقتحم عليهم صياصيهم،قبل ان تغرب شمس ذلك النهار حتى هزمهم شر هزيمة . مذاك لم تطأ قدم يهودي نجس أرض الجزيرة العربية.روي عن سيدنا ابو عبيدة الجراح ـ الملفوف بالتراب الاردني الطاهر ـ الهاجع على مرمى سجدة من الاقصى الشريف ، ان آخر ما تكلم به رسول الله صلوات الله عليه { أخرجوا يهود اهل الحجاز و اهل نجران من جزيرة العرب.واعلموا ان شرار الناس الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد }.راجين من الله ان يلتزم الجنرال انور عشقي بحرفية الحديث وان يتوقف عن بناء اي جسر تطبعي مع اسرائيل. حمزة بن عبد المطلب قائد أول سرية في الإسلام حصد في بدر،رؤوس سادة الجاهلية وطواغيت الكفر. فخلع عليه النبي عليه السلام لقب أسد الله .

سيف حمزة بن عبد المطلب ـ سلام الله عليه ـ، خلخل تركيبة المعادلة الإجتماعية الخاطئة في المجتمع القرشي، خصوصاً والعربي عموماً،ثم فتح كوة نور في جدار التاريخ الإنساني عبر منه المضطهدون و المهمشون الى المستقبل تحت مظلة العدل والمساواة والكرامة،وكانت احد عناوين الدين الجديد لا تمّيز الا بالتقوى،والعمل للنفع العام،و لا يكون ذلك الا بذوبان الانا الضيقة بالكل.والتحلل من فيروسات الجاهلية و امراضها وعُقدها القائمة على الاستعلائية والعبودية وهما النقيضان اللذان يجسدان ابشع ما في البشرية. . خالد بن الوليد معجزة قتالية منذ ألف وأربعمائة سنة لم تتكرر. مفتاح النصر في الفتوحات. كان لمضاء سيفه،وحنكة خططه العسكرية وتكتيكاته في المباغتة ما بهر الأعداء وحقق النصر. ثم بكاريزما شخصيته أثار خوفهم وإعجابهم .سأله قائد روماني عن سر عظمة سيفه فأجابه : دعا لي رسول الله :ـ (( أنت سيف من سيوف الله )). بالسيف المسلول هز (( أبو سليمان )) عرش روما أسقط إيوان كسرى،دحرج رأس مسيلمة الكذاب مثل ثمرة فاسدة،هزم جيوش الردة وأهل النفاق .

وها هو يهجع اليوم في حمص حيث تجري فيها وحولها اوسع الجرائم الديمغرافية والعبث بالتركيبة السكانية تحت غطاء الترحيل القسري لاهل البلد. فأي جريمة هذه ؟!.

عندما قبض الفرنسيون على الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري،خيّروه بين المنفى والسجن. أختار دمشق دار إقامة وممات. التقاه جنرال فرنسي على ظهر السفينة وهو في طريقه للمنفى فقدم له هديةسيفاً وقلماً. المجاهد العظيم أعاد السيف بكبرياء و إحتفظ بالقلم . فإغتاظ الجنرال منه وسأله عن السبب فقال : أما السيف فأنت ربه اليوم ـ صاحبه ـ وأما القلم فأنا ربه.

رفض السيف جاء لدلالته الخبيثة على الإحتلال للجزائر و مرموزه إذلال الجزائريين،ولأكثر من مائة عام قدم الجزائريون اكثر من مليون شهيد، جرفت دماؤهم كل جنرالات الحرب الفرنسيين القتلة الى مزبلة التاريخ،وبعضهم مات في مصحات نفسية بسبب تأنيب الضمير والضغوط العصبية لما اقترفت ايديهم من مذابح . عندما إجتمع العرب وأجمعوا على مواجهة الغزو التتاري وتحريض المقاتلين الشباب ضدهم، كان ابن خلدون المؤرخ والباحث وصاحب المقدمة الشهيرة يقدم الهدايا الثمينة لهم ، من بينها سيف لزعيم الغزو تيمور لنك . ابن خلدون برر فعلته المشينة،بأنه رجل علم وفكر يريد ان يغلب عقله على عاطفته من أجل الحقيقة الموضوعية .

والحقيقة أن الرجل كان كذاباً رغم عبقريته،حاول النفاذ بجلده، والنجاة برأسه ولو كلفه ذلك التواطؤ مع الأعداء تماما كالمطبعين الذين يروجون للتطبيع مع العدو بذريعة الظروف الموضوعية، وموازين القوى الإقليمية والدولية. .الظاهرة المستجدة ان العرب لا يحاربون الا بعضهم،وان امريكا و اوروبا لا تتمرجل الا عليهم. افتتاحية حكم المهووس ترمب، انه شمر عن عورته و قذف سوريا بـ 59 صاروخاً،ثم اعقبها بأيلاج قنبلة في كهوف الفقراء المسلمين في افغانستان.جاء التحليل النفاقي، ان هذه رسائل الى كوريا الشمالية. امريكا القوية تضرب امة العرب الضعيفة لتُخيف اعداءها الاقوياء.اثناء رئاسته هدد جورج بوش الاخرق كوريا الشمالية،وهو الذي دمر العراق وحولها الى كانتونات متصارعة بمساعدة بعض العربان. فرد عليه آنذاك زعيمها الراحل هازئاً بامريكا ورئيسها :ـ لسنا عرباً لتضربنا و بيونغ يانغ ليست بغداد.

 

واليوم يهددها الرئيس الاحمق ترمب.لم يتأخر الجواب من الابن الحاكم :ـ .ان تهديداتك فارغة وسنرد عليك بحرب مدمرة شاملة،وابشروا بحرب نووية شاملة تصل الى المدن الامريكية. السيف العربي ليس * أنتيكة * يعلق في المتاحف بعد إحالته على التقاعد لإصابته بهشاشة الحديد وتراخ في القبضات . فالواجب يقضي ولو من – باب المجاملة – احترام شيخوخته وتكريمه لا إهانته عملا بالمأثور عند العرب ( إرحموا عزيز قوم ذل ) فالأنظمة التي تذبح من يطالب بحقوقه من ابنائها،وتزج بإصحاب الرأي في زنازينها في (( فروسية نادرة )) ،لكنها تصمت على الذئاب تهاجمها،بل وتتسامح مع الخنازير ان اخترقت سيادة اراضيها وتبني جسور التعاون معها هي غير جدير بالبقاء ولا بالحياة. فصار العرب اعداء انفسهم،ودمىً يتحركون بالريموت كونترول من موسكو وواشنطن لمقاتلة بعضهم....ـ تصوروا النكتة البشعة ـ الامريكان دمروا العراق بحجة ازاحة صدام والروس دمروا سوريا بحجة الابقاء على بشار !!.. ف

إي مستقبل بقي لنا، اذا كان عشرون مليون طفل عربي بلا تعليم،ونصف شعوبنا على ابواب مجاعة ونصف دولنا الاخرى رهينة صندوق النقد الدولي بينما اسرائيل و اثيوبيا تسرق مياهنا.اقصى ما نفعله الحج الى البيت الابيض،وطلب بركات " الشيخ الاكبر ترمب "،في حين نسينا حكمة شاعرنا الذهبية :ـ " السيف اصدق انباءً من الكتب / في حده الحد بين الجد واللعب. هذه امة عظيمة تحمل في جنباتها العظمة والسؤدد والقوة،ورجالها لا يهابون الموت وحتى نعود لسابق عهدنا امة تأخذ مكانها.لا بد من هدم جدران الزنزانة العربية الاربعة التي نعيش داخلها،والخروج من القوقعة المحبوسين فيها،ثم نزع الاقنعة عن الوجوه التي خدعتنا وضحكت علينا،وكسر المرايا المحيطة بنا حتى لا نرى انفسنا الذليلة بل نراها في مرايا سيوفنا الصقيلة،فلا كرامة لإمة بلا قوة...لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى / حتى يُراق على جوانبه الدمُ ....الامم الخانعة انقرضت،والبقاء للاقوى.هذا قانون حياتي صارم.من مسلمات الوعي ان الشعوب المسلحة بالارادة،قادرة على هزيمة قوى الشر العظمى المدججة بالاسلحة الفتاكة،والصمود بمواجهة مؤسسات القمع العربية المسلحة بالقمع والتعذيب والقهر " الا تنفروا يعذبكم عذاباً اليما ويستبدل قوماً غيركم....." صدق الله العظيم.