جاءت خطوة وزارة الاوقاف بتأسيس صندوق الحج والعمرة "ضربة معلم" وخطوة موفقة في مكانها الصحيح لمواجهة بعض حيتان ومتنفذين المكاتب السياحية التي تسير رحلات لبيت الله دون مراعاة عباد الله.. فلا يكاد يمر موسم دون ان تنهال الشكاوى والاتنقادات التي تحط على مكاتب "الاوقاف" بخصوص الاستغلال والتضليل والتناقض ما بين برنامج الرحلة وما يجده المسافر على ارض الواقع من بعد للمسكن والاهمال وسوء المعاملة ناهيك عن المبالغ الكبيرة التي يدفعها المعتمر او الحاج دون الحصول على الخدمة اللائقة والمفترضة.
ان تأسيس صندوق الحج والعمرة كان مطلبا وحاجة لزيادة التنافسية ووضع حد لجنون الاسعار والمبالغة بها من قبل هذه المكاتب التي تمارس عملها فوق القانون وبلا رقيب الى جانب وضع قواعد وانظمة وتعليمات من شأنها ضبط الرحلات وتنظيمها بما يصب في مصلحة المواطنين بالدرجة الاولى كما ان مشروع الصندوق له غايات استثمارية ناجحة لتنمية اموال المدخرين..
وسارع احدهم و المعروف بدفاعه المستميت عن قطاع مكاتب السياحة وهو يعتبر الاب الروحي لها باصدار تصريح يطالب باقالة الوزير وائل عربيات متهما القرار بالخطوة غير المسؤولة والمتهورة..
ويبدو ان وجود منافس يمثل جهة حكومية قد ضرب بعض المكاتب في مقتل وبات يهدد تغولهم ويكشف عورة خدماتهم الـ "نص كم".. فثارت ثائرتهم وخرجوا للشارع في وقفات احتجاجية وصلت الى الدعوة لاقالة وزير الاوقاف.. علما بان بعض هذه المكاتب والشركات لجأت الى خطة طوارئ عاجلة قامت من خلالها بدراسة تقديم عروض أقل سعرا عن عروض الوزارة ولكنها تعلم ان الاسعار الجديدة لن تعظم الارباح ولن تزيد الارصدة بالحجم المطلوب من وجهة نظرهم.
نأمل من وزارة الاوقاف الصمود والنفس الطويل في مواجهة المكاتب التي لوعت المواطنين واستغفلتهم وسببت لهم المعاناة الشديدة وسرقت اموالهم ورفضت تعويضهم عن ما تعرضوا له خلال رحلتهم لبيت الله.