صحيفة العرّاب

117 حالة إنتحار في الأردن منها 26 حالة لإناث

 أسوأ حالات الإكتئاب قد تفضي الى الإنتحار أو محاولة الإنتحار
الإسعافات الأولية النفسية ضرورية للوقاية من الإكتئاب
117 حالة إنتحار في الأردن عام 2016 منها 26 حالة لإناث
عالمياً... ارتفاع نسبة من يعانون من الإكتئاب بنسبة 18%
عالمياً ... يشكل الإنتحار السبب الثاني للوفاة بين الشباب والشابات في الفئة العمرية 15-29 عاماً
عالمياً ... 20% من كبار السن يعانون من إضطرابات عصبية أو نفسية
تضامن: الصحة النفسية للنساء جزء لا يتجزأ من صحتهن العامة ..

عمون - أوردت منظمة الصحة بعض الحقائق عن الصحة النفسية ومن أهمها أن الصحة النفسية ليست مجرد إنعدام الإضطرابات النفسية، وأن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة بشكل عام فلا تكتمل الصحة بدون الصحة النفسية، كما أن الصحة النفسية تتأثر بالعوامل الاجتماعية والإقتصادية والبيولوجية والبيئية، وأن التدخلات والإستراتيجيات المشتركة بين مختلف الجهات من شانها أن تعزز من الصحة النفسية لجميع الأشخاص بمن فيهم النساء وكبار السن.
الإكتئاب
وأشارت منظمة الصحة العالمية الى أن الإكتئاب مرض قد يصيب أي إنسان ويسبب له آلاماً نفسية تؤثر سلباً في قدرته على آداء مهامه اليومية، وقد يترك آثاراً مدمرة على علاقاته بأسرته وأصدقاءه ومعارفه وزملائه، وفي أسوأ حالاته قد يفضي الى الإنتحار.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني 'تضامن' الى أن المنظمة الدولية أكدت على أن النساء يتأثرن بشكل أكبر بالإكتئاب مقارنة بالرجال، كما ويعتبر السبب الرئيسي لحالات العجز في جميع أنحاء العالم، إلا أنه وفي مقابل ذلك يعتبر الإكتئاب مرض يمكن معالجته والشفاء منه بسبب توافر العديد من وسائل العلاج الفعالة.
وتضيف 'تضامن' بأنه وعلى الرغم من وجود وسائل فعالة لعلاج مرض الإكتئاب، إلا أن عوامل عديدة تساهم في عدم حصول أكثر من نصف المرضى على العلاج المناسب، ومنها نقص الموارد الذي يؤدي الى عدم الحصول على الرعاية الفعالة، وقلة أعداد الأشخاص المؤهلين والمدربين لتقديم هذه الخدمات، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالإضطرابات النفسية التي تطال كل من الذكور والإناث. فيما يحول التشخيص غير الصحيح لمن يعانون من الإكتئاب الى عدم تلقيهم العلاج المناسب وفي الوقت المناسب.
وبينت منظمة الصحة العالمية أن :'هناك حالياً أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع الإكتئاب، بزيادة نسبتها 18% وقعَت بين عامَى 2005 و2015، والإكتئاب هو حالة مرضية يشعر المصابون بها بالحزن الشديد ولا يجدون متعة فى ممارسة الأنشطة، التى تُدخِل عليهم عادةً الفرح والسرور، بل ويستصعبون أداء مهام حياتهم اليومية، ومن الممكن أن يصيب الاكتئاب أى شخص أينما كان، وخصوصاً الفئات السكانية التى تمر بأزمات إنسانية، وفى إقليم شرق المتوسط، يتأثر شخص من بين كل 5 أشخاص بالاكتئاب والقلق جراء وقوعه فى براثن الصراعات المسلحة وانعدام الأمن والتشرد'.
الإسعافات الأولية النفسية ضروربة للوقاية من الإكتئاب
وتشير 'تضامن' الى أن الإسعافات الأولية النفسية في حالات النزاعات والصراعات تشمل كل من الدعم النفسي والإجتماعي، تماماً كالخدمات الصحية العامة التي لا تشمل فقط الإسعافات الجسدية الأولية، كذلك الخدمات الصحية النفسية التي لا تشمل فقط الإسعافات الأولية النفسية لوحدها.
إن الإستثمار في مجال الإسعافات الأولية النفسية يعتبر جزءاً هاماً من الجهود طويلة الأمد لضمان حصول أي فرد ذكراً أم أنثى على الإسعافات الأولية النفسية في حالات الطوارئ بسبب الكوارث أو النزاعات أو الحروب كالنازحين واللاجئين والمهجرين، ومن يحتاج منهم الى خدمات أكثر أن تتوفر لهم الخدمات الأخرى كخدمات الصحة والصحة النفسية والخدمات الإجتماعية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية على أن حالات الطوارئ تشمل التعامل مع التعرض للصدمات والخسائر المفاجئة البشرية منها والمادية، ومن الأخطاء الشائعة في الإستجابات الإنسانية الحالية لحالات الطوارئ في العديد من الدول تكمن في توفير الإسعافات الأولية النفسية فقط في حال إنعدام الخدمات الأخرى، بينما الواقع هو أن هذه الخدمات أساسية وضرورية لتكون جنباً الى جنب مع الخدمات الصحية والإجتماعية الأخرى. 
وتعاني النساء والأطفال بشكل خاص من الصراعات والنزاعات المسلحة والحروب التي رافداً أساسياً لكي تصبح النساء أرامل والأطفال بلا والدين أو إحداهما أو بلا أهل أو أقارب ، وفي أغلب الأحيان يترافق مع فقدان النساء لآزواجهن إنتهاكات صارخة لحقوقهن الإنسانية كمشاهدتهن لعمليات تعذيب وقتل أزواجهن ، وقد يتعرضن لمختلف أنواع التشويه والتعذيب والإعتداءات الجنسية ، ويعشن بسبب النزوح أو اللجوء بظروف قاسية أو مهينة أو غير إنسانية ، وقد يستخدمن كأدوات حرب ، وقد يتعرضن لضغوطات إستغلالية هن وأطفالهن.
وتضيف 'تضامن' بأن من أبرز النتائج النفسية وأهمها هو شعور النساء والأطفال بالعزلة والوحدة خاصة في مخيمات اللاجئين، وتدهور و/أو إنعدام الخدمات الصحية والتعليمية، والبطالة، وخسارة الممتلكات ومصادر الدخل، والعيش في ظروف معيشية صعبة وغير مناسبة في أغلب الأحيان.
أسوأ أنواع الإكتئاب يفضي الى الإنتحار أو محاولة الإنتحار
شهد عام 2016 أعلى عدد حوادث إنتحار في الأردن، ذهب ضحيتها 117 شخصاً ، بطرق مختلفة منها إطلاق نار وحرق وشنق وشرب سموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية والقفز عن مرتفعات. وقد بلغ عدد المنتحرين من الذكور 91، و26 من الإناث، وبنسبة 22.2%.
وإستناداً الى التسجيل الحيوي الشامل لبيانات على مدار خمس سنوات، أشار تقرير يعد الأول من نوعه حول الإنتحار والذي أصدرته منظمة الصحة العالمية خلال شهر أيلول 2014 بعنوان 'الوقاية من الإنتحار: ضرورة عالمية'، الى أن الأردن وخلال عام 2012 شهد 114 حالة إنتحار كان من بينها 60 حالة لذكور و 54 حالة لإناث وبنسبة وصلت الى 47.3%.
ويشكل الإنتحار السبب الثاني للوفاة بين الشباب والشابات في الفئة العمرية 15-29 عاماً، وأن ضحايا الإنتحار على مستوى العالم في إرتفاع مستمر حيث يموت سنوياً حوالي 800 ألف شخص بسبب الإنتحار، وأن 16 مليون أخرون يحاولون الإنتحار.
الصحة النفسية وكبار السن
تشير التقديرات العالمية الى أن عدد كبار وكبيرات السن (+60) في العالم سوف يتضاعف من 12% عام 2015 ليصل الى 22% عام 2050، وبلغة الأرقام سيرتفع عدد كبار وكبيرات السن من 900 مليون حالياً الى 2 مليار عام 2050. مما يدفعنا الى الاهتمام بشكل أكبر بالصحة النفسية الى جانب الصحة البدنية.
ويعاني كبار السن ذكوراً وإناثاً بحسب منظمة الصحة العالمية من مشكلات صحية نفسية متعددة، فحوالي 20% من كبار السن يعانون من إضطرابات عصبية أو نفسية، و 6.6% يعانون من جميع حالات العجز، ويعتبر الخرف والإكتئاب أكثر الإضطرابات النفسية شيوعاً بين هذه الفئة العمرية.
كما يعاني 3.8% من كبار السن من إضطرابات القلق، وحوالي ربع حالات الوفاة الناتجة عن إيذاء النفس هي بين من تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. وهنالك علاقة في الإتجاهين ما بين الصحة النفسية والصحة البدنية لكبار السن، فمن يعانون من أمراض في القلب لديهم معدلات أعلى من الإكتئاب، وعدم الاهتمام الإكتئاب سيزيد من سوء الوضع الصحي البدني.
إضافة الى أن كبار السن يتعرضون لإنتهاكات متعددة، ومنها الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي والمادي، كما يعانون من الإهمال والهجر، ومن الأعمال الحاطة بالكرامة والإحترام، وينطوي على مجمل هذه الإنتهاكات الى جانب الإصابات البدنية، عواقب نفسية خطيرة قد تكون طويلة الأمد ومنها الإكتئاب والقلق. وتؤكد البيانات الأممية على أن 10% من كبار السن يتعرضون للإيذاء.
ويعاني كبار السن من أهمال بالرعاية في مجال الصحة النفسية، سواء من الكبار أنفسهم أو من جانب المختصين المدربين لتقديم العلاجات المناسبة. 
ما المطلوب للعناية بالصحة النفسية خاصة للنساء وكبار السن
وتضيف 'تضامن' بأن التدخلات والإستراتيجيات المعنية بتحسين الصحة النفسية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يجب أن تتضمن التدخلات في مراحل الطفولة المبكرة، وتقديم الدعم اللازم للأطفال، وتمكين النساء في المجالين الاجتماعي والإقتصادي، وتقديم الدعم اللازم لكبار وكبيرات السن، وتوجيه برامج محددة الى الفئات المستضعفة، وتعزيز الصحة النفسية من خلال الأنشطة في المدارس وفي أماكن العمل، وفي سياسات الإسكان، وفي برامج الوقاية من العنف، وبرامج التنمية المجتمعية، والحد من الفقر وتوفير الحماية الاجتماعية للفقراء والفقيرات، وإزالة التمييز من التشريعات، وأخيراً حماية حقوق وفرص ورعاية الأفراد الذين يعانون من إضطرابات نفسية.
وفي مجال الصحة النفسية فإن الرعاية والعلاج يجب أن تشمل تقديم العلاجات اللازمة لأمراض الصرع والإكتئاب والذهان وغيرها من الأمراض النفسية، الى جانب الدعم النفسي والإجتماعي من قبل المتخصصين المدربين والمؤهلين، وإتخاذ التدابير الفعالة لمنع حالات الانتحار والوقاية من الاضطرابات النفسية وعلاجها بين صفوف الأطفال والنساء وكبار السن على وجه الخصوص، والوقاية من حالات الخرف وعلاجها وعلاج الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات.