صحيفة العرّاب

في تقرير استخباراتي أميركي : مصر تفقد زعامتها في المنطقة لصالح السعودية

اشار تقرير أصدره مجلس الاستخبارات القومي الاميركي يوم الثامن عشر من شهر فبراير - شباط الجاري ، الى ان مصر لم تعد زعيمة للمنطقة العربية كما كانت في السابق وأن قيادة المنطقة قد آلت إلى السعودية التي تدهورت علاقاتها مع سوريا خلال السنوات القليلة الماضية ، وخاصة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، غير أن هذا لا يمنع من تحسين هذه العلاقة.

 وكان التقرير الذي يقع في تسع صفحات بعنوان "السعودية ، مصر والاردن: سياسات حول القضايا الاقليمية والدعم للاهداف الاميركية في الشرق الاوسط" وبثه المجلس على موقعه الإلكتروني ثمرة "ورشة عمل"عقدت ما بين 6 - 12 يونيو - حزيران من العام الماضي ، وتم الكشف عنه داخليا في شهر ديسمبر - كانون الاول الماضي بعد انتخاب باراك اوباما وإعلانه عن تعيين كبار مسؤولي الاستخبارات في ادارته. وأكد المجلس في كافة صفحات التقرير أنه لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الحكومة الأميركية.
 
وقد اتفق الخبراء الذين شاركوا في الورشة ان مصر لم تعد تحتل منصب الريادة من دون منافس للعالم العربي ، مثلما كانت عليه الحال في العقود السابقة ، وان شعلة الزعامة الاقليمية انتقلت الى السعودية. الا ان التقرير اشار الى ان النظام السعودي لا يميل الى قبول هذا الدور ، بسبب مضاعفات تنامي ما سماه التقرير "التهديد الايراني للعالم العربي".
 
مصر: فقدان موقع الريادة
 
وقال التقرير ان "مبارك قد شاخ ولم تعد لديه القدرة على الامساك بزمام الزعامة مثلما كان عليه الحال في السابق. وليس هناك في صفوف الحكومة ، بمن فيهم ابنه او عمر سليمان الذي يرأس الاستخبارات الخارجية ، من يحتل مكانته في العلاقات الاقليمية". كما ذكر التقرير أن "مصر لم تعد نموذجا سياسيا أو اقتصاديا جذابا يمكن للمنطقة أن تحتذيه.
 
ويقول التقرير ايضا ان العلاقات الاميركية المصرية تظل قوية ، الا ان مسؤولين في القاهرة بدأوا في التشكك بمدى فائدة مصر منها. وأن القاهرة تشكو من أن الولايات المتحدة لا تظهر اهتماما لمصالح مصر من خلال غزوها للعراق ، وفشلها في دفع عملية السلام حتى وقت متأخر ، ومواصلة إصرارها على الإصلاح الديمقراطي في مصر.
 
كما أن القاهرة تعتقد أن الولايات المتحدة قد تجاهلت نصائح وقلق مصر حول كافة القضايا الثلاث. وأن القاهرة تأمل أن يتوقف الضغط الأميركي بشأن الإصلاح الديمقراطي مع إدارة باراك أوباما.
 
ويقول التقرير إن المسؤولين العسكريين والحكوميين المصريين يؤكدون استعداد مصر لتقديم مساعدة استراتيجية للولايات المتحدة ومنحها تصريحا لعبور أجوائها وإعادة التزود بالوقود وعبور قناة السويس والمشاركة في المناورات العسكرية المشتركة وأنشطة أخرى لزيادة التعاون العسكري بين الجانبين.
 
ولا يتوقع الذين اعدوا التقرير ان يتمكن خليفة مبارك المتوقع من اجراء تغيير ملموس في العلاقات مع وشنطن ، وأنه سيواصل ذات السياسة الخارجية للرئيس مبارك ، وان كانوا يعتقدون ان جمال مبارك قد يسعى إلى تحرير السياسة الداخلية.