صحيفة العرّاب

الكابتن محمد الخشمان: هاشمي الولاء، اردني الانتماء

    أينما حل يثير الجدل، لكنه في الغالب جدل ايجابي يعكس اهمية الرجل الذي لفرط ما صادق السماء، حين كان طياراً، ما عاد يرضى إلا الزرقة مدى. 

خصومه لا يتركون مناسبة الا ويحاولون وضع العصي في دواليب مركبته، لكن مشكلتهم انه دائما يتقدم.. تاركا لهم الكواليس؟. 
ولد ا "الكابتن الطيار" محمد الخشمان في شهر ايار من العام 1961، وتربى ونشأ في القدس الشريف بحكم وظيفة والده الذي كان يعمل مديرا لدائرة الاراضي والمساحة في الضفة الغربية، وما تزال ذاكرته تختزن صورا وحكايا عن الاقصى وقبة الصخرة واجراس الكنائس ووجوه الناس والاسوار واليمام يحلق في كل الافاق. 
تقلبت به المطارح بين ضفتي النهر الواحد، فأقام في عمان التي لها في القلب كل الامكنة، ومنها الى مأدباً، حارسة التاريخ وابنة الفكر والشعر، وله من الذكريات الكثير في دروبها وطرقاتها التي لها وقع في العين والضمير. 
درس الابتدائية في مأدبا، وتحديدا في مدرسة عماد الدين زنكي، ومنها انتقل الى عمان واكمل الإعدادية والثانوية في الكلية العلمية الاسلامية في عمان . 
الفتى الذي ما تزال احلامه كبيرة، حل في بيت جده النائب في مجلس النواب في ذلك الزمان، واخذ ينمي شخصيته عبر الاطلاع عن كثب على مجريات السياسة ورجالاتها، فاستهوته وإن أجل خوضها، وفي ذهنه ان يكمل مشواره العلمي اولاً. 
غداة انهائه الثانوية العامة وقف على مفترق طرق، إما ان يتجه إلى الدراسة السياسة أوالاقتصاد، أو تعلم مهنة معينة . 
محطته التالية كانت كراتشي حين حل في باكستان نهاية السبعينيات للدراسة بمنحة على حساب الديوان الملكي، وفي تلك السنة تم إعدام الرئيس الباكستاني علي بوتو، تلك الشخصية العالمية ذات الحضور الطاغي، واغلقت اثر ذلك الجامعات لمدة سبعة شهور وعلى أثرها تعثر دخوله الجامعة في الباكستان فقفل عائداً إلى الأردن، واثناء وجوده في عمان، علم ان بامكانه التقدم بطلب إلى سلاح الجو الملكي الأردني ليكون طيارا حربيا. 
حلم الطيران لم يكن الا حلم يقظة بالنسبة للفتى الجسور الذي تقدم الى الامتحان ونجح فيه وصار طيارا في سلاح الجو ابتداءَ من العام 1978 . 
حين يحلق الصقر في الفضاء يقدر ان يرى ارضه ووطنه، ويعلم تفاصيلها وتضاريسها، فتزيده عشقاً وصبابة. فالصقور دائما، عشاق لاوطانهم. 
انهى خدمته العسكرية برتبة رائد عام 1996 ، لكنه بقي على حلم الطيران وعندما دخل الى الحياة المدنية كانت لديه أعماله الخاصة التي خاضها الى ان اسس ما كان يحلم به وهي شركة الاردنية للطيران التي ولدت عام 1998 ونهضت عام 2000 وقادها الى نجاح غير مسبوق في زمن قياسي. 
دخل معترك السياسة بتاسيسه حزب الاتحاد الوطني الاردني الذي اراده حزبا لكل الاردنيين. 
ينادي الحزب بضرورة العمل لخدمة الوطن و المواطن من خلال ترسيخ الثوابت الاردنية و مفاهيم الحرية و المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص بين كافة الاردنيين على اختلاف اصولهم وعقائدهم عملا بالدستور الاردني ، منطلقا من فكرة الايمان بالديمقراطية و التعددية و صولاً الى دولة يسودها القانون . برنامج حزبه اثار حتى الصهاينة فهاجمته صحافتهم. 
يوصف الخشمان بأنه "هاشمي الولاء، اردني الانتماء". 
ترشح في الانتخابات وفاز بمقعد في مجلس النواب، وشكل ورفاقه في الحزب وخارجه كتلة في البرلمان هي كتلة الاتحاد الوطني الفاعلة. 
يعني بالعمل الاجتماعي ومؤخرا كرمه وفد يمثل شباب واهالي مدينة السلط على ما بذله في سبيل مدينتهم الحبيبة. 
تربطه علاقات مع شخصيات سياسية "ذات وزن" في الاردن وخارجه، رؤساء دول ورؤساء وزارات وقادة احزاب، الامر الذي يثير في احيان تقولات عليه يتبين عدم صحتها في الاعم. 
يصفه مقربون منه بانه صاحب رؤية سياسية منفتحة لما يجري على الصعيد الداخلي والعربي والاقليمي والدولي. 
الخشمان، بعد كل ما حققه، ما يزال يثير السؤال المهم بالنسبة لخصومه: إالى ما يطمح بعد ذلك؟. في حين يجد هو ان الاجابة بسيطة فطموحه منذ كان ان يخدم وطنه وملكه.