صحيفة العرّاب

اسرائيل : جريمة النشأة وسوء الخاتمة ! بقلم الاعلامي بسام الياسين

بقلم الاعلامي .. بسام الياسين


 {{{ مهداة للاستاذ صالح العرموطي،الشخصية الكارزمية المفعمة بالعروبة الذي رسم البارحة، جدارية تخطف الابصار بالوان العلم الاردني اثر مقتل اردنيين في عقر وطنهما من لدن حارس سفارة اسرائيل في عمان :ـ لا حصانة لموظف سفارة الاحتلال.تطهير الرابية من دنس السفير و السفارة.استدعاء سفيرنا من تل الربيع.إلغاء معاهدة وادي عربة.جدارية ـ لا احلى ـ موشحة بمباركة الشعب الاردني،باستثناء المطبعين الذين ليسوا منا حُكماً و لا يشرفونا قطعاً }}}.


الاقصى القبلة الاولى قبل الاستدارة الى مكة. في رحابه أًمَّ النبي العربي انبياء الله كافة. صخرته المشرفة كانت منصة الانطلاق الى سدرة المنتهى.ثالث ثلاثة لا تُشد الرحال الا اليها.اي قداسة اسبغها الله عليه ؟!.اي مكانة يحتلها بين الامكنة .عبقرية الاقصى ترخي ظلالها على كل بلاد الشام كلها. لهذه الفرادة صارت القدس عاصمة الدنيا. زادها الله تكريماً وكرامة انها ارض المحشر والمنشر،ريحانة الروح،حديقة القلب،ذاكرة الورد،تميمة المؤمنيين،مفتاح الحب. فيها خطا سيدنا عيسى عليه السلام خطواته المباركة على درب الآلآم ، حاملآ على ظهره عذابات البشر،وفوق جبينه الوضاء اكليل شوك.يهود الكراهية لم يحتملوا دعوته للحب فصلبوه،وزرعوا مسامير حقدهم في اطرافه الاربعة.

دعوة لمن يريد معرفة اليهود عميقة وافية.اسرارهم ،خبايا دواخلهم، حقدهم على غيرهم،عليه ان يقرأ تلمودهم .مرجعيتهم الاهم وخارطة طريق سياساتهم.اخص بالدعوة المطبعين الجهلة بعدوهم ومشاريع الجواسيس هذا اذا لم يتم تجنيدهم، لعلهم يراجعون افعالهم و يتراجعون عن خسة فعلتهم .فلا شيء يعري الصهيونية،ويفضح باطنية ساساتهاا اكثر من التلمود المكتوب، بلغة ظلامية تنتمي الى عصور ما قبل الحضارة.التلمود رغم بدائيته الفكرية، ما زال القوة الروحية التي تدفع اليهود للتوغل بالشر،ما دفع اهل العلم والمعرفة لوصف كتبة فصوله ” الحاخامات المخربون “. خير شاهد على ما نقول ما شهد به :ـ عالم النفس اليهودي سيجموند فرويد ان ” يهوه ” إله العبرانيين عنيف، وعدهم في التلمود بارضٍ تفيض لبناً وعسلاً،وإبادة سكانها الاصليين ” الكنعانيين ” بحد السيف.

اليهود لا ينفكون على الافتراء على الله ،لا يتورعون من التطاول على قدسيته خدمة لمصالحهم.فقد ورد في التلمود حرفياً :ـ ( اعترف الله بخطئه في تصريحه بتخريب الهيكل،فصار يبكي ويقضي ثلاثة ارباع ليله يزأر كسبع ” الآي ).ما يعني ان اعادة بناء الهيكل مكان الاقصى من لب العقيدة اليهودية. بن غوريون رئيس اول وزراء صهيوني، رد على طلب الامم المتحدة تدويل القدس:ـ ان الله سخرنا لإقتاع العالم ان القدس العاصمة الابدية لنا،ولا معنى لإسرائيل دون القدس ولا معنى للقدس من دون الهيكل.في ذات السياق قال وزير اسرائيلي لحظة اندلاع ازمة البوابات :ـ ” الاقصى لنا ولا حلول وسط بشأن السيادة عليه”.ما يشي بنسفه او تقسيمه زمانياً ومكانياً اسوة بالحرم الابراهيمي.

 

برتوكولات حكماء صهيون،تخبرك كيف تعملقت اسرائيل المجهرية في محيط عربي شاسع المساحة،بالغ الكثافة.امواله خرافية،دوله مسلحة حتى اسنانها.مجلة “فورن افيرز” وضعت السعودية في المركز الثالث في شراء الاسلحة بعد امريكا والصين.رغم مميزاتنا المميزة و الممتازة بقيت اسرائيل تتسيّد علينا.السؤال اللعنة اين العلة ؟!. في الماضي،كان سهلاً تزوير الحقائق وصياغة احداث التاريخ بطريقة مخجلة، حسب مشيئة السلطان و املاءاته على كتبة دواوينه.القابعين في قلاعه المحصنة وقصوره المحرمة الا على خاصة الخاصة من خصيانه.تجدهم يحذفون ما يشاؤون ويُثبتون ما يريدون.ينفخون من يحبون وينفّسون من يكرهون.اليوم، انقلبت الآية.اصبح كل شيء موثقاً بالصوت والصورة.لا مكان للتلاعب. قد يحدث احياناً، لكنه سرعان ما ينكشف. مثالاً لا حصراً وزير خارجية دولة عربية، تاجر بالقضية الفلسطينية.فكشفته الصحافة العبرية لا غيرها،رغم تسلله ليلاً، للقاء نتنياهو في احد فنادق نيويورك عبر مرآب السيارات.لهذا طلب ليبرمان من الاعراب الاشد كفراً،الخروج من الخزانة، واعترافهم بالعلاقة مع الصهاينة التي لم يبق من مراسمها الاحتفالية سوى الزفة.

شماعة الفضائح العربية مثقلة بحملها،هي على وشك الانشطار من ثقل الاوزار.النخب العربية المترفة ، لم تعد تبالي بما تفعله اسرائيل في فلسطين.فما تحققه اسرائيل بالحرب اخذته بسلام الشجعان.قضمت اراضي الضفة ولم تترك للمرابطين سوى مقبرة لد تكفي اهلها.امة عجيبة ما تفعله بنفسها سابقة غير مسبوقة في تاريخ الامم. تُدمر ذاتها بذاتها وكأنها تعاني من ماشوذية مستعصية. تتلذذ بالتعذيب والاهانة.امة ضربها صدأ مميت اتى على سقوف دولها حتى تآكلت،سقط بعضها على رؤوس شعوبها والبقية شاخصة ابصارها تنتظر مصيرها.هي مولعة بمن يذلها لكنها تستقوي على شعوبها.ما فعلته بابنائها لم تفعله الوحوش بفرائسها. تلقفت مصطلحات اعدائها كأنها وحي يوحى:ـ الارهاب الاسلامي،التطرف الاسلامي، التكفريين الاسلاميين كحقائق مسلمة،اما اسرائيل راس الفتنة لا يأتي احد على ذكرها مع انها نبع الارهاب ومصبه…اصل البلاء وجذره، بينما تتبارى الانظمة العربية في نشر الجوع، الامية، وتوزيع الكوليرا على شعوبها كهدايا ثمينة.

موشي ديان قال العرب :ـ لا يقرأون و اذا قرأوا لا يفهمون.فهل يتدبر العربان كتاب الله ام جعلوه للتلاوة على الاموات ؟. القرآن الكريم وصف اليهود بدقة متناهية… لسان الحق كان على حق في نعته الشخصية اليهودية،ما لها وعليها من علم ، مكر، خداع، غطرسة،كذب،تحريف،جشع،جبن،حب للمال،فساد و!فساد،نقض للعهود وعدم التزام بالعقود بطريقة اعجازية مذهلة. شكسبير اسطورة الادب الانجليزي وصف في رائعته ” تاجر البندقية ” اليهودي المراوغ و جشعه.عالم النفس اليهودي فرويد في كتابه ” موسى والتوحيد”كشف الغطاء عن عفن اليهود،وحلل سلوكياتهم المخادعة بصورة لافتة،،لكن القرآن رسم صورة جامعة مانعة لليهودي.لم يترك شاردة او واردة الا ذكرها. اضافة الى انه انبئنا بما سيدور اليوم في الاقصى:ـ { فاذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا }.

اليمين الديني المتطرف،يهيمن على دفة منظومة الحكم و صياغة الاعلام في اسرائيل ، لا يغطي اوراقه، لضعف العرب وتخاذلهم .في كتاب: “عقيدة الملك ” المنتشر بين اليهود يفتي الحاخامان إليستور و شابيرا بقتل الاطفال العرب وتهجير الكبار من اجل ضمان مستقبل اسرائيل ويهودية الدولة.فتوى مستندة على تحليل “يهوه” إله العبرانيين ذبح الغوييم / الاغراب لانهم انجاس كالكلاب.اذاً،هي حرب دينية،وما دامت كذلك لتكن كذلك ؟. في مقدمته الشهيرة شَخصَّ ابن خلدون الشخصية العربية حتى اعتبرت المقدمة مرجعية للسفراء الاجانب لفهم حقيقة العرب.قال بهذا الخصوص:ـ لا يجمع العرب جامع سوى الدين لانهم ـ جميعاً طلاب زعامة ـ .على المقلب الآخر :ـ فالغرب بقضه و قضيضه واليهود معهم لا يخافون الا عزف العرب على وتر الدين .لهذا حاولوا تشويه الاسلام والافتراء عليه بتهم مكذوبة،ناهيك عن محاولات الدوائر الاستخبارية تفصيل دين جديد يناسب المرحلة ويخدم الانظمة.

.الله انزل القرآن كتاباً عربياً غير ذي عوج. فقال وهو خير القائلين :ـ { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين }.اليهود يقاتلوننا ويقتلونا،يستبيحوا اقدس مقدساتنا،يدوسوا على كرامتنا،ونحن كخشب مسندة بلا حول ولا قوة كنعاج تُسلم رقابها للذبح.خالفنا امر الله برد الاذى عن انفسنا.سكتنا على حقوقنا المهضومة، اسقطنا حقنا المكفول في القوانين الدولية. كذلك نبينا الصادق المصدوق الذي آتاه ربه جوامع الحكمة والحُكم،اوجز لنا المسألة بقوله للصحابي الجليل معاذ بن جبل :ـ { ……رأس الامر وعموده وذروة سنامة الجهاد }.للأسف فان العرب النافقة المنافقة، هجرت القرآن،تجاهلت الحديث،وكالنعامة دفنت راسها بالرمل وكشفت دبرها.

الاردنيون عرب النخوة والشهامة،كانوا استثناءً مشرفا.في رفع رأس الامة.انتفصوا عن بكرة ابيهم،انتصارأ لإقصاهم في غضبة مضرية،شهد لهم بها العالم حتى قال عالم مستنير : الله الله ما اروعك يا شعب الاردن . التركيبة النفسية النادرة المتفردة التي يتميز بها الاردني هي ثمرة ايمانه بالله،وما نزل به القرآن،وقال به النبي عليه السلام.شخصيته نتاج تربية عروبية و ايمان بان هذه الامة واحدة، مهما تلاعب العابثون بمكوناتها، وزرع الحاقدون اسافين الفرقة على اطراف حدودها،سآئلين الله تعالى ان نكون من الفرقة الناجية المقصودة في الحديث الشريف :ـ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ ( شدة ) حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: “بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.