صحيفة العرّاب

ناصر اللوزي.. يعطي للمنصب أفقاً -

 

 

خاص – العراب نيوز

يأسرك بتواضعه الجم وتهذيبه وخلقه الكريم، ومثله من يعطي على المنصب أفقاً، وبعض ألق، ولا يعير بالاً لمن غص به او كادَ..حياته كتاب مفتوح، فهو شفاف الرؤى، نظيف اليد ، عف اللسان ، جمع أجمل ما في جيل الشيوخ والشباب من حكمة وتطلع، إلى غد شاسع الوعد.. مهابا.. ولد في هوى عمّان عام 1957 في بيت سياسة وثقافة، فوالده المرحوم أحمد اللوزي رئيس وزراء ورئيس ديوان ملكي اسبق، وخاله رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي ورئيس مجلس إدارة البنك الأردني الكويتي عبد الكريم الكباريتي ، الذي كان وسيبقى علماً ، في كل مواقعه، يشار له بالألمعية والسبق والبنان.

درس علومه الأولى في الكلية العلمية الإسلامية، وما بين الدوارين الأول والثاني بجبل عمان، تشكلت رؤاه وأحلامه الأولى التي ما تزال غضة الافنان، باسقة الرؤى ..نال شهادة الثانوية العامة العام 1975، وسافر مرتحلاً إلى ولاية تكساس الأميركية، التي درس بها الهندسة المدنية في جامعة آرلنغتون، وتخرج منها عام 1979.

بدايته في العمل الحكومي

ابتدرت مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حين عمل في الطرق في وزارة الأشغال، ومنصبه الوزاري الأول جاء بتعيينه وزيراً للنقل في العام 1996 وبعدها كرت سبحة المناصب الحكومية واللوزي معروف بأنه اصلاحي هاديء وداعم للحريات ، وخصوصا الاعلامية منها، ويعتبر أول من نادى ، حين كان وزيراً، بالغاء وزارة الاعلام، حاثاً على أن يكون الاعلام إعلام وطن وليس اعلان حكومات. ثم اختاره جلالة الملك عبد الله الثاني رئيسا للديوان الملكي. خاض غمار تلك المناصب على كثرتها، وخرج دون خسائر، بل ترك بصمته في كل منها : وخلال توليه وزارة الإشغال سُنَّ قانون صارم للعطاءات العامة، وقام بتفعيل دائرة الرقابة الداخلية على المناقصات، كما أُدخل مبدأ ميزانية الأداء والبرامج على خطط الوزارة.

دوره في الديوان الملكي :

في الديوان الملكي الذي جاء اليه عام 2008 عقب مرحلة اتسمت بالتصارع بخروج رئيسه السابق باسم عوض الله، حرص اللوزي على فتح الديوان لكل الاردنيين والنأي بالمنصب عن الجدل، وحاول تكريس أن يلعب الديوان دوراً في ايجاد العناصر المشتركة بين السلطات في الأردن، مع الإبقاء على استقلالية كل منها، وأن لا يكون طرفاً في الصراع. يصف سياسي اللوزي في مرحلة الديوان بأنه أضفى على المنصب، سعة وتواصلاً وأداءً هادئاً متميزاً وتوافقياً ومنفتحاً على الجميع، بما يحقق التكامل والتناغم مع مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية بعيداً عن التغول او الاعتداء على الصلاحيات. بعد الديوان عاد اللوزي الى الملكية الاردنية التي استقال منها في 2014، ومنذ ذلك التاريخ، يشغل منصبي عين في الغرفة الثانية من البرلمان الأردني ورئيس مجلس إدارة شركة الشرق العربي للتأمين التي تحظى بمكانة بارزة في الاردن.

 

لا يختلف اثنان على أن ناصر اللوزي سياسي ليبرالي وطني، يؤمن بالاصلاح والتحديث إنما دون صدامية، ويطلق روحا شبابية وثابة في عمله، وديدنه أن يوجد للعمل الحكومي مدى، فضلاً عن إيمانه بالاردن وقدرته على تجاوز اية مشكلات أو عقبات تعترض مسيرته.وما يميزه ان لا خصوم سياسيين له، على الاقل من ناحيته، فهو يؤمن بالاية الكريمة ” وجادلهم بالتي هي احسن” وعلى مدى سنوات، تردد اسمه عدة مرات لتشكيل الحكومة، ومن يعرف اللوزي يدرك انه لا يستعجل اي شيء، ولا يذرع البلاد طولا وعرضاً لهذه الغاية، ولا يتعمد الظهور ويتصدر المواقف لعل وعسى. قانع بحياته وما يفعله، وما يقدمه في اي عمل او مكان كان. يقول مقرب منه:” نظيف اليد، و يكفيه أن يده لم تجن او تحصد الا ما زرعه “