صحيفة العرّاب

الطراونة: تسرَّب للجامعات طلاب وأكاديميون غير أكفاء

 قال الدكتور اخليف الطراونة الرئيس السابق للجامعة الاردنية بأن التعليم العالي في الاردن يحتاج الى اكثر من قرار تصحيحي ليعود قويا كما كان في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.


واقترح الطراونة في برنامج مساحة حرة على قناة الاردن اليوم بأن تشمل القرارات التصحيحية استقلال الجامعات ماليا واداريا وموضوعيا واجرائيا بعيدا عن كل الضغوطات وقوى الشد العكسي.

وقال الطراونة بأن الجامعات الاردنية التي بدأت قوية منذ انطلاقتها في الستينات ولغاية انشاء الجامعات الخاصة في التسعينات، الا انه بعد ذلك اصبح الاهتمام بالكم على حساب الكيف، وبدأت الجامعات الرسمية والخاصة تقبل اعدادا مهولة من الطلبة خريجي الثانوية العامة، اضافة الى استحداث برامج الموازي والاستثناءات.

كما تسرب الى الجامعات الرسمية والخاصة اعداد من غير المؤهلين للدراسة فيها، وكذلك تسرب بعض الزملاء من خريجي الجامعات المحلية والعربية وهم ليسوا على سوية عالية في التعليم. 

واضاف الطراونة بأنه بكل اسف واحترام تسرب الى قيادات الجامعات قادة مؤسسات غير قادرين على اتخاذ قرار جريء او وضع رؤية واستراتيجية واضحة المعالم، وهذا في التعليم العام والعالي.

ويأمل الطراونة بأن الاستراتيجية الوطنية واستراتيجية الموارد البشرية بقيادة عادل الطويسي وزير التعليم العالي ان تحدث اصلاحا حقيقا، حيث تشهد مؤسسات التعليم العالي انزلاقا نحو الشللية والجهوية وتصفية الحسابات وهي اشياء غير مقبولة، واذا ما صلح التعليم صلح الاستثمار وصلح كل شيء في الاردن.

ولذلك 'نأمل بنهضة تطويرية بيضاء تبدأ من الحرم الجامعي' على حد وصف الطراونة.

وتمنى الطراونة بأن يصار الى انتخاب رؤساء الجامعات والعمداء ومجالس الجامعات حتى يتم الوصول الى مرحلة يتم الابتعاد فيها عن التقزيمات التي نشهدها في بعض الجامعات، من انتقاء فريق ضعيف بني على اسس مناطقية وجهوية وبعيد عن الاهتمام بالاتجاه العالمي للجامعات.

مضيفا بأن هناك نماذج في اختيار الرؤساء عالمية بدلا من تحكم اللجان التي تسيطر عليها عواطف وقرارات اخرى وهذا كله مضيعة للوقت، او ان نعتمد على قوى الشد العكسي التي تقول بأن هذا التغيير مبكر.

وانتقد الطراونة خلو قائمة الـ 500 جامعة الاوائل في العالم من اي جامعة اردنية، فالجامعة الاردنية كانت تمتلك استراتيجية منذ عام 2013-2018 ونهجت على تطبيقها، ولكن كالعادة تغيير الادارات يغير السياسات وتبدأ الجامعة بالانحدار وهذا حصل مع الجامعات الاخرى ايضا، وذلك لأنه ما زلنا نؤمن بسياسة الاشخاص وليس المؤسسات.

الطراونة اكد بأن التعليم العالي اليوم على المحك ومن الضروري تبني فكر ريادي بحلول عام 2025 لتكون الجامعات الاردنية ضمن قائمة الافضل في العالم، بالتنسيق بين التعليم العالي والتعليم الخاص، ولابد ان يكون هناك قيود وضوابط على القبول والمناهج والتخرج، ولا بد من اجراءات واضحة في القيادات التربوية بدلا من التخبط الذي نشهده في السنوات الاخيرة.

وقال الطراونة بأنه لا يجوز ان تقوم 30 مؤسسة تعليمية بتخريج نفس سوية الطلاب والتخصصات بدون ابتكار او تجديد، فنحن نخرج طلاب غير مؤهلين لأسواق العمل المحلية والاقليمية وحتى العالمية ونقول بعد ذلك ان لدينا مشكلة بطالة، طبيعي ان يكون لدينا بطالة طالما اننا لا نخرخ طلابا يواكبون سوق العمل، ولذلك امام التعليم العالي تحدٍ حقيقي ليخرج طلابا مؤهلين وقياديين وان نؤمن بالتشغيل والبحث العلمي المنتج.

واعتبر الطراونة بأن الاوراق النقاشية التي نشرها الملك عبدالله الثاني متقدمة على الفكر الاكاديمي والاداري وعلينا اخذ هذه الاوراق ووضعها موضع التنفيذ. 

وشدد الطراونة بانه لا يوجد متسع من الوقت للتخبط بل مطلوب ان نتجه الى العالمية، وتعزيز الفكر الريايدي عند الطلاب، ومع وجود بعض النقلات النوعية في التعليم العالي الا انها كالجزر المعزولة ولذك مطلوب من وزير التعليم العالي اتخاذ قرارات اكثر جرأة في مجلسه القريب منه، ومجالس الامناء والقيادات التربوية والعمداء والقيادات التربوية الطلابية.