كشفت أحدث دراسة علمية أجريت على عينة من أطفال في شمال المملكة أن 38 % منهم، والذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات يحملون بكتيريا المكورات الرئوية العقدية المسببة لأربعة أمراض طفولية معدية "خطيرة".
وأجريت الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في الأردن على 500 طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات موزعين في مستشفيي الملك عبدالله والأميرة رحمة للأطفال، بحسب ما أفاد به رئيس قسم الأطفال في مستشفى جامعة الملك عبدالله ورئيس فريق الدراسة الباحث الدكتور وائل الهياجنة.
وأظهرت الدراسة التي أعدت من قبل عدد من الباحثين "استيطانا" واضحا للمكورات العقدية الرئوية المسببة لأمراض السحايا، وتجرثم الدم والأذن الوسطى والالتهاب الرئوي الجرثومي بحسب الهياجنة، الذي أوضح أن المستهدفين من الدراسة لم يحصنوا بمطعوم عالمي يقي من هذه الأمراض المعدية الخطيرة التي قد تودي بحياة بعضهم. وتقدم الدراسة بحسب الدكتور الهياجنة مؤشرات رقمية غير مباشرة لتحديد حجم المشكلة بين الأطفال، معتبرا أنها "كبيرة" معربا عن أمله في أن تساعد هذه المؤشرات صانعي القرار في اتخاذ قرارات ملائمة لتحديد الأولويات المتعلقة بإدراج مطاعيم جديدة ضد المكورات العقدية الرئوية المنتشرة بين الأطفال الأردنيين.
وهدفت الدراسة التي أعلنت نتائجها مؤخرا بحسب الهياجنة الى معرفة نسبة "استيطان" هذه البكتيريا للمنطقة المشتركة بين فتحة الأنف والبلعوم لدى الأطفال، وكذلك توزيع السلالات المستوطنة لتقدير أهميتها كمسبب للالتهابات الحادة عند الأطفال أولا ولتقدير فعالية الأجيال الجديدة من المطاعيم لدى هؤلاء الأطفال.
وفي حال إدراج الحكومة، ضمن ميزانيتها المتواضعة أحدث المطاعيم العالمية الثلاثة (7،10،13)، وفقا لنتائج الدراسة، فإن المطعوم السباعي (البريفينار) سيغطي 63 % من مجموع السلالات بينما يغطي المطعوم العشري 65 % والمطعوم الثلث عشري 87 %.
وأشار الهياجنة الى الأعباء المادية وكلف العلاج المترتبة على الأهل أو النظام الصحي في المملكة، مؤكدا أن التشخيص المخبري لهذه البكتيريا قد يكون صعبا أو غير متاح.
وتستوطن هذه البكتيريا في المنطقة المشتركة بين فتحة الأنف والبلعوم لدى نسب متفاوتة من الأطفال وخاصة في السنوات الأولى من العمر مما يفسر نسبة الإصابة المرتفعة نسبيا بالتهابات ناتجة عن هذه البكتيريا في العامين الأولين من العمر. وتطابقت نتائج دراسة "شمال المملكة" نوعا ما والنتائج الأولية لدراسة حكومية تنفذها الجامعة الألمانية الأردنية في عمان لصالح وزارة الصحة والتي أظهرت أن 33 % من الأطفال حديثي الولادة حاملون لبكتيريا المكورات الرئوية المسببة لـ (4) أمراض طفولية "خطيرة".الغد