صحيفة العرّاب

الخلطة السحرية لرد الصفعة الترامبية ؟ّ!بقلم ..بسام الياسين

 بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

“امريكا العظمى” التي لها الهيمنة و بيدها مقاليد القوة،تعامل الدول العربية الدائرة في مدارها بلا احترام ولا ندية كأنها عالة عليها اما النفطية منها، فتنظر اليها كدول معوقة،يجب تصميم كراسٍ متحركة لها ، وزرع اراضيها بقواعد عسكرية لحمايتها لانها اعجز من الدفاع عن نفسها.الدول العربية ليست سوى قطعان تلهث خلف ـ راعيها الامريكي ـ لملءِ بطونها او طلباً للحماية.نتج عن هذه النظرة الاستعمارية ، نزع استقلال الدول وسلب قرارها. فأضطرت ـ دول سايكس بيكو ـ مرغمة للانحناء للادارة المتوحشة ثم الانصياع لإملاءاتها كانها منوّمة مغناطيسياً .

عدوى الغطرسة انتقل الى صنيعتها اسرائيل،فاخذت الاخرى تنظر للعالم كله ناهيك عن الدول العربية، بتحدٍ مثلما ينظر طفل الى بيت نمل يدوسه دون خشية.غرور القوة و”العزوة الامريكية” المساندة لها، دفعها لوصف هيئة الامم المتحدة بـ ” بيت الاكاذيب ” لانها ـ الامم المتحدة ـ رفضت منح ” نعم ” على بياض للاحتلال بان القدس عاصمة الدولة العبرية.مصيبة يجهل كثير من العربان، ان هذه اللعبة / العاصمة الابدية هي مقدمة لتجسيد الحلم الصهيوني ” اسرائيل الكبرى”،تمهيداً لبناء الهيكل على انقاض الاقصى،تهيئة لنزول المسيح عليه السلام كما يعتقد اليهود والمسيحيون الانجيليون لتطهير الكرة الارضية من انجاسها و ارجاسها ثم تسليم مفاتيحها للصهاينة .

ما نحن فيه من وهن وشرذمة،دفع الكل للاستخفاف بنا، عكس كوريا الشمالية الفقيرة النووية التي يُحسب لها الف حساب، لدرجة ان احداً لا يقيم لنا وزناً.فالوضع الانحداري للعرب، دفع ترمب للاستهانة بهم والجرأة عليهم،ولولا الوقفة الاممية ضده، لحدث تمزيق آخر،اسوأ مما فعله مشرط سايكس بيكو بالخارطة العربية لتفصيل دول هشة جديدة على المقاس الصهيوني لتكون اسرائيل هي الاعظم بين دول ممسوخة وممسوحة. اثنان وعشرون دولة رضيعة قامت على اشلاء دولة واحدة غير كافٍ بمنظارهم .هم يريدون المزيد من التقسيم والانقسام للدول لتسهيل تلاعب السفارة الامريكية بشؤونها لان خبزها وسلاحها و مقصات تشذيب لحى و شوارب مخاتيرها يأتي مساعدات من عندها،ولتكون اسرائيل عملاقة بين اقزام صفرية، احرقوا ثرواتهم الفلكية في حروب بينية،حاربوا اعداء امريكا بالوكالة عنها،دفعوا الجزية صاغرين لها لسلامة بقائهم،اشتروا اسلحة عبثية للسمسرة عليها.عوامل دفعت الامة ترقص على كف عفريت بلا هوية كي لا تقوم لها قائمة.

لهذه المهازل نفض الشارع العربي يديه من انظمته فالمعجزة اعجز من ردم الفجوة بينما .فهل تُشكل “معركة القدس” محطة تغيير حادة بعد انتصار إرادة الدول المقهورة على هيمنة ” الإسطورة الامريكية ” التي تنظر للانظمة كما ينظر السلطان الى حريمه.يدخلهم بيت الطاعة متى يشاء ويمارس معهم ساديته البشعة،باوامر قاطعة غير قابلة للاعتراض او المناقشة للمناقشة ؟! .هل تستعيد الشعوب سؤددها، بعد ان احرقت الانظمة في كامب دايفيد،اوسلو،وادي عربة مراكبها وقتلت خيولها وشلت حركة فرسانها،وحجرت على شخصياتها الوطنية التي انحازت لاوطانها، واستبسلت في مقاومة انحراف المسؤولين وفضح مباذلهم ووسمت شخصياتهم المتسمة بالنفاق التجميلي الوطني .اولئك الذين لا يتقنون من علوم السياسة الا ” العرط ” وتسويق انفسهم بـ ” الهشت “. حان الوقت لنزع الهالة المكذوبة عن وجوه مهرجي السياسة،قطع الحبال من تحت اقدام البهلوانات. فضح الدجالين باعة الوهم، ومن نسجوا حكايات من خيال لتنويم الناس على وسائد من حرير،ووعود بانهار من عسل وخمر ولبن.فكانت النتيجة لا ماء و لا قطين ولا شنينة بل مياه ملوثة لا تسر الشاربين.

للخروج من الورطة يقتضي اعداد خلطة سحرية تبدأ بالثورة على الذات ومفاهيمها القديمة البالية،الانقلاب على ما هو قائم من سلبيات،تحفيز الطاقات الكامنة لدى الناس كافة. حقن الجذور المتآكلة بنسغ الحياة لتثمر شجرة الامة العاقر، تحرير العقول من خزعبلات بائدة لرؤية الاشياء على حقيقتها،وزنتها بموازينها الدقيقة، كي لا نبقى مخدوعين بشخصيات مريضة تحمل فيروسات جاهلية انتهى زمانها،و ذهنيات عرفية جاءت بالصدفة لتمارس عُقدها النفسية على غيرها.تلكم الجثثث الحية التي جثمت على صدورنا على حين غرة او قفزت علينا من فوق الحيطان واطية لتمسك الدفة وتقودنا الى مرافيء الهزيمة والخديعة….مسؤولون لا يؤمنون باطلاق الحريات ولا بالديمقراطية ولا حرية التعبير. مسؤولون يخافون من محاضرة ويتوجسون خيفة من امسية شعرية،ويقلبون الدنيا على كاتب مقالة لانه لمحّ لملامحهم البشعة.فكيف ننهض بهذه الحفنة التي عفا عنها الزمن.لك ان تتخيل بين واحد يعد على اصابعه وآخر يستخدم احدث كمبيوتر.

هم لا يدركون ان من يركب حصان المعرفة لا يذل ولا يشقى،اما من اسلم نفسه لشيطان الجهل فهذه الطامة الكبرى.بالعلم والثقة بالذات والاعتماد على النفس، نكتشف قدراتنا وننفض الغبار عن افكارنا الخلاقة.هذه الوصفة تحولنا من مستوليين على عتبات الاستخذاء الى منتجين ذوي كفاية، وتنقلنا من الهدم للبناء.فماليزيا،سنغافورة،كوريا الجنوبية،تركيا ليست بعيدة عنا.امثلة عديدة، انتقلت من الحضيض للقمة و من البؤس الى الكرامة الوطنية بالاعتماد على الذات،حيث يكون قرار الانسان بيده لا بيد غيره وعزة الانسان باستغنائه عن الاخرين و اراقة ماء وجهه امام ذل الحاجة،لكننا للأسف امة تعمل ضد نفسها وتتكاسل عن انتاج ما يلزمها. ترمب بجملة واحدة ” القدس صهيونية”،احدث هزة ارضية تخطت السبع درجات على مقياس العروبة اعقبتهاعاصفة كراهية ثم القى في مياهنا شباكه الفضائحية لاصطياد عدد جديد من الخونة.

اليوم نقف وحدنا وظهرنا مكشوف للجدار الاخير.لذا علينا كسر القوقعة المحبوسين فيها،تمزيق الشرنقة المحبوكة حولنا للتحرر من الاتكالية التي دمرت دولنا لان امريكا لا تمطر علينا ذهباً ولا فضة مجاناً بل تريدنا ثيرانا للحراثة،اكياس رمل وسواتر لحماية مصالحها…نحن بمسيس الحاجة الى عقول نيرة،عقليات متوقدة،اصحاب خيال خلاق مبدع للتحرر من العمى المعرفي والاعتماد على غيرنا مثل دجاج المزارع…احوج ما نكون الى شخصيات مشهود لها بالعفة السلوكية والطهارة الوظيفية… الى فرسان اوفياء يعملون على تصليب الوحدة الوطنية ركيزتنا الاولى لمواجهة التحديات الخارجية،لكن قبل ما سلف و فوقه يجب محاكمة المرحلة السابقة من اجل الغربلة بين “الزلم الحقيقيين و الازلام المزيفيين” ومساءلة ازلامها الذين اساؤوا للوطن و المواطنيين اسوة بما فعلته المغرب وتونس لاجل المصالحة والمسامحة…