صحيفة العرّاب

مارك يشهد امام الكونجرس: كان خطأي وأنا آسف على ذلك

  مثل مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك في جلسة استجواب من قبل الكونغرس الأمريكي بخصوص قضية انتهاك خصوصية المستخدمين مع شركة Cambridge Analytica.

وكان العديد من المسئولين في الولايات المتحدة طالبوا مارك زوكربيرج، بعد تكشف فضيحة استغلال شركة كامبريدج أناليتيكا بيانات ملايين المستخدمين على موقع فيسبوك؛ للتأثير في مسار الانتخابات الرئاسية لصالح دونالد ترامب، بالإدلاء بشهادته أمام الكونجرس لتفسير كيفية سرقة البيانات. 

وتاليا نص شهادة مارك:

حضرة الرئيس والدن، والعضو بالون، وأعضاء اللجنة.

من الواضح الآن أننا لم نفعل ما فيه الكفاية لمنع استخدام هذه الأدوات لأغراض سيئة أيضًا. وهذا ينطبق على الأخبار المزيفة، والتدخل الأجنبي في الانتخابات، وخطاب الكراهية، وكذلك المطورين، وخصوصية البيانات.

إننا نواجه عددًا من المشكلات المهمة المتعلقة بالخصوصية والأمان والديمقراطية، وستكون لديكم بعض الأسئلة الصعبة لي للإجابة عنها. ولكن قبل أن أتحدث عن الخطوات التي نتخذها لمعالجة هذه المشكلات، أريد أن أتحدث عن كيفية وصولنا إلى الوضع الحالي.

إن فيسبوك شركة مثالية وواعدة. وبالنسبة إلينا، فإننا نركز على الأشياء الجيدة التي يمكن أن يجلبها التواصل بين الأشخاص. ومع نمو الموقع، حصل الناس في كل مكان على أداة قوية جديدة للبقاء على تواصل مع الأشخاص الذين يحبونهم، وجعل أصواتهم مسموعة، وساعد في بناء المجتمعات والشركات. وفي الآونة الأخيرة، رأينا حركتي #metoo وMarch for Our Lives، اللتين نُظمتا، على الأقل جزئيًّا، على فيسبوك. وفي أعقاب إعصار هارفي، جمع الناس أكثر من 20 مليون دولار للإغاثة. وتستخدم أكثر من 70 مليون شركة صغيرة الآن الموقع للنمو، وخلق فرص العمل.

ولكن من الواضح الآن أننا لم نفعل ما فيه الكفاية لمنع استخدام هذه الأدوات لأغراض سيئة أيضًا. وهذا ينطبق على الأخبار المزيفة، والتدخل الأجنبي في الانتخابات، وخطاب الكراهية، وكذلك المطورين، وخصوصية البيانات. فلم ننظر إلى مسؤوليتنا من زاوية أوسع، وهذا خطأ كبير. كان خطأي، وأنا آسف على ذلك. أنا من أطلقت فيسبوك وأنا من أديره، وبالتالي أنا مسؤول عن ما يحدث هنا.

لذا يتعين علينا الآن المرور عبر كل جزء من علاقتنا مع الأشخاص، والتأكد من أننا ننظر إلى مسؤوليتنا من منظور أوسع.

إن مجرد تسهيل الاتصالات بين الأشخاص ليس كافيًا، بل يجب علينا أن نتأكد من أن هذه الاتصالات إيجابية. ولا يكفي مجرد منح الأشخاص صوتًا، بل يجب علينا أن نتأكد من عدم استخدام أصواتهم لإيذاء الآخرين، أو نشر معلومات مضللة. ولا يكفي منح الأشخاص حرية التحكم في بياناتهم، بل يجب علينا أن نتأكد من أن المطورين المؤتمنين عليها يحمونها أيضًا. وعلى مستوى الإدارة، لا نتحمل فقط مسؤولية بناء الأدوات، ولكن أيضًا ضمان استخدام هذه الأدوات لفعل الخير.

ربما يستغرق الأمر بعض الوقت لإدخال جميع التغييرات التي نحتاج إلى إجرائها، لكنني ملتزم بتنفيذها تنفيذًا صحيحًا. ويشمل ذلك تحسين طريقة حماية معلومات المستخدمين، وحماية الانتخابات من التلاعب في جميع أنحاء العالم. وفي ما يلي بعض الأمور الأساسية التي نقوم بها.

2. كامبريدج أناليتيكا

على مدار الأسابيع القليلة الماضية، كنا نعكف على فهم ما حدث بالضبط في قضية كامبريدج أناليتيكا، واتخاذ خطوات للتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى عبر اتخاذنا إجراءات مهمة قبل أربع سنوات، ولكننا ارتكبنا أخطاءً أيضًا، وهناك الكثير مما يجب فعله.

أ. ماذا حدث بالضبط؟

في عام 2007، أطلقنا منصة فيسبوك مع رؤية مفادها أن المزيد من التطبيقات يجب أن تكون اجتماعية. فمن المفترض أن يتمكن تقويمك من إظهار أعياد ميلاد أصدقائك، ويجب أن تعرض خرائطك مكان إقامة أصدقائك أيضًا، ويجب أن يعرض دفتر العناوين صورهم. للقيام بذلك، قمنا بتمكين الأشخاص من تسجيل الدخول إلى التطبيقات، ومشاركة هوايات أصدقائهم، وبعض المعلومات عنهم.

في عام 2013، أنشأ باحث في جامعة كامبريدج، يدعى ألكسندر كوجان، تطبيق اختبار شخصية. ثبته حوالي 300 ألف شخص ممن وافقوا على مشاركة بعض معلوماتهم على فيسبوك، بالإضافة إلى بعض المعلومات عن أصدقائهم بقدر ما سمحت به إعدادات الخصوصية. وبالنظر إلى الطريقة التي عملت بها منصتنا في ذلك الوقت، كان ذلك يعني أن كوجان تمكن من الوصول إلى معلومات حول عشرات الملايين من المستخدمين.

وفي عام 2014، لمنع التطبيقات الضارة، أعلنا أننا بصدد تغيير النظام الأساسي بالكامل للحد من المعلومات التي يمكن لتطبيقات فيسبوك الوصول إليها. والأهم من ذلك، لم يعد بإمكان التطبيقات طلب معلومات عن أصدقاء أحد الأشخاص ما لم يكن أصدقاؤهم قد ثبتوا التطبيق أيضًا. كما طلبنا من المطورين الحصول على موافقة من المنصة قبل أن يتمكنوا من طلب أي بيانات تتجاوز الملف الشخصي العام للمستخدم، وقائمة الأصدقاء، وعنوان البريد الإلكتروني. ومن شأن هذه الإجراءات منع أي تطبيق من الوصول إلى أكبر قدر ممكن من البيانات على فيسبوك اليوم.

وفي عام 2015، علمنا من صحافيين في صحيفة الجارديان أن كوجان شارك بيانات من تطبيقه مع شركة كامبريدج أناليتيكا. وهذا يتعارض مع سياساتنا لمطوري التطبيقات التي تحظر مشاركة البيانات دون موافقة الأشخاص؛ لذا فقد حظرنا على الفور تطبيق كوجان من منصتنا، وطالبنا كوجان والكيانات الأخرى التي حصلت على البيانات، بما في ذلك كامبريدج أناليتيكا، بأن تؤكد رسميًّا أنها قد حذفت جميع البيانات التي حصلت عليها بطريقة غير لائقة، وهو ما فعلوه في نهاية المطاف.

ولكن في الشهر الماضي، علمنا من صحيفتي الجارديان ونيويورك تايمز والقناة 4 البريطانية أن كامبريدج أناليتيكا ربما لم تحذف البيانات كما زعمت. لذا منعناهم على الفور من استخدام أي من خدماتنا. تزعم كامبريدج أناليتيكا أنها قد حذفت بالفعل البيانات، ووافقت على إجراء تدقيق من شركة استأجرناها للتحقيق في ذلك. كما نعمل أيضًا مع مكتب مفوض معلومات المملكة المتحدة، الذي يمتلك سلطة قانونية على شركة كامبريدج أناليتيكا، والذي يجري تحقيقًا في ما حدث.

ب. الخطوات التي نتخذها

إن لدينا مسؤولية للتأكد من عدم تكرار حدوث ما قام به كوجان وشركة كامبريدج أناليتيكا. إليكم بعض الخطوات التي نتخذها:

حماية منصتنا: يلزم علينا التأكد من عدم تمكن مطوري البرامج، مثل كوجان، الذين تمكنوا من الوصول إلى الكثير من المعلومات في الماضي من الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات في المستقبل.

أجرينا بعض التغييرات الكبيرة على منصة فيسبوك في عام 2014 للحد من كمية البيانات التي يمكن للمطورين الوصول إليها، وقمنا بمراجعة التطبيقات على منصتنا قبل نشرها. هذا يجعل المطور لا يستطيع أن يفعل ما فعله كوجان قبل سنوات.

ولكن هناك المزيد الذي يمكننا القيام به هنا للحد من البيانات التي يمكن للمطورين الوصول إليها، ووضع المزيد من الضمانات لمنع إساءة الاستخدام.

إزالة حق وصول المطورين إلى بياناتك إذا توقفت عن استخدام تطبيقهم ثلاثة أشهر.

قلصنا البيانات التي تقدمها لتطبيق ما عند موافقتك عليه، فقط، إلى الاسم وصورة الملف الشخصي وعنوان البريد الإلكتروني. هذا أقل بكثير مما تحصل عليه التطبيقات على أي منصة تطبيقات رئيسية أخرى.

نطالب مطوري التطبيقات بعدم الاكتفاء بالحصول على الموافقة فقط، وإنما أيضًا نلزمهم بالتوقيع على عقد يفرض متطلبات صارمة للحصول على بيانات أخرى تخص أي شخص.

نُقيد المزيد من واجهات برمجة التطبيقات مثل المجموعات والأحداث. من المفترض أن تتمكن من تسجيل الدخول إلى التطبيقات، ومشاركة المعلومات العامة الخاصة بك بسهولة، ولكن أي شيء يخص مشاركة معلومات الآخرين –مثل المشاركات الأخرى في المجموعات التي تشترك فيها أو الأحداث التي سيذهبون إليها– سيجري تقييدها بشدة.

قبل أسبوعين، اكتشفنا أن هناك ميزة تتيح لك البحث عن شخص ما باستخدام رقم هاتفه وبريده الإلكتروني. هذه الميزة مفيدة في الحالات التي يكون فيها الأشخاص لديهم الاسم نفسه، ولكن أسيء استخدامها عبر ربط المعلومات العامة للمستخدمين على فيسبوك برقم هاتف لديهم بالفعل. عندما اكتشفنا ذلك، أغلقنا هذه الميزة.

التحقق من التطبيقات الأخرى: قمنا بالتحقق من كل تطبيق يتمتع بحق الوصول إلى كم كبير من المعلومات قبل غلق نظامنا الأساسي في عام 2014. إذا اكتشفنا نشاطًا مريبًا، فسنجري تدقيقًا كاملًا للأدلة الجنائية. وإذا اكتشفنا أن هناك شخصًا ما يستخدم البيانات بشكل غير صحيح، فسنحظره ونخبر جميع الأشخاص المتأثرين به.

بناء ضوابط أفضل: أخيرًا، نحن نسهل عليك فهم التطبيقات التي سمحتَ لها بالوصول إلى بياناتك. بدأنا هذا الأسبوع في عرض قائمة بالتطبيقات التي استخدمتها، وطريقة سهلة لإلغاء أذوناتهم بالوصول إلى بياناتك. يمكنك القيام بذلك بالفعل في إعدادات الخصوصية الخاصة بك، ولكننا سنضعه في أعلى موجز الأخبار للتأكد من أن الجميع يراه. وأخبرنا أيضًا جميع الأشخاص الذين ربما تمت مشاركة معلوماتهم على فيسبوك مع كامبريدج أناليتيكا.

وبخلاف الإجراءات التي اتخذناها في 2014، أعتقد أن هذه هي الإجراءات القادمة الواجب اتخاذها لتأمين منصتنا.

3. التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية

إن مهمة فيسبوك هي إعطاء الناس صوتًا، وتقريب الأشخاص من بعضهم البعض. فهذه قيم ديمقراطية عميقة، ونحن فخورون بها. لا أريد أن يستخدم أي شخص أدواتنا لتقويض الديمقراطية، هذا ليس ما ندافع عنه.

لقد كنا بطيئين للغاية في التعرف إلى التدخل الروسي والاستجابة له، ونحن نعمل بجد للتطوير. إن تطورنا في التعامل مع هذه التهديدات ينمو ويتحسن بسرعة. وسنواصل العمل مع الحكومة لفهم المدى الكامل للتدخل الروسي، وسنقوم بدورنا ليس فقط لضمان نزاهة الانتخابات في جميع أنحاء العالم، ولكن أيضًا لإعطاء الجميع صوتًا؛ وحتى نكون قوة الخير للديمقراطيات في كل مكان.

أ. ماذا حدث؟

لطالما كانت الانتخابات أوقاتًا حساسة بشكل خاص لفريقنا الأمني، ولم تكن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 استثناءً.

كان فريقنا الأمني ​​على دراية بالتهديدات الإلكترونية الروسية التقليدية –مثل القرصنة والبرامج الخبيثة– منذ سنوات. وقبل يوم الانتخابات في نوفمبر عام 2016، اكتشفنا العديد من التهديدات التي لها صلات بروسيا وواجهناها. شمل هذا نشاطًا من قبل مجموعة تدعى APT28، أعلنت الحكومة الأمريكية أنها ترتبط بجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي.

ولكن بينما كان تركيزنا الأساسي على التهديدات التقليدية، شهدنا أيضًا بعض السلوكيات الجديدة في صيف عام 2016، عندما أنشأت الحسابات المرتبطة بمجموعة APT28، تحت راية DC Leaks، حسابات مزيفة استخدمت تمرير المعلومات المسروقة للصحافيين. وقد أغلقنا هذه الحسابات لانتهاك سياساتنا.

وبعد الانتخابات، واصلنا التحقيق والتعرف إلى المزيد حول هذه التهديدات الجديدة. وما وجدناه هو أن الجهات الفاعلة السيئة استخدمت شبكات منسقة من الحسابات المزيفة للتدخل في الانتخابات عبر تشجيع أو مهاجمة مرشحين محددين وقضايا معينة، أو خلق انعدام الثقة في المؤسسات السياسية، أو ببساطة نشر الارتباك. وقد استخدم بعض هؤلاء أدوات الإعلانات أيضًا.

كما علمنا أيضًا عن حملة تضليل تديرها وكالة أبحاث الإنترنت «IRA» –وهي وكالة روسية عملت بشكل متكرر على خداع الأشخاص والتلاعب بهم في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا. لقد اكتشفنا حوالي 470 حسابًا وصفحة مرتبطين بـIRA، الذين أنتجوا حوالي 80 ألف مشاركة على فيسبوك خلال فترة عامين تقريبًا.

ونحن نقدر أن ما يقرب من 126 مليون شخص قد اطلعوا على محتوى من صفحة مرتبطة بـIRA في مرحلة ما، خلال تلك الفترة. أما على موقع إنستجرام، حيث لا تكون بياناتنا المتاحة كاملة بهذا الشكل، وجدنا حوالي 120 ألف قطعة محتوى مرتبطة بالوكالة، ونقدّر أن 20 مليون شخص إضافي قد اطلعوا على هذا المحتوى.

وخلال الفترة نفسها، أنفقت الوكالة الروسية حوالي 100 ألف دولار أمريكي على أكثر من 3 آلاف إعلان على فيسبوك وإنستجرام، التي شاهدها ما يقرب من 11 مليون شخص في الولايات المتحدة. وأغلقنا هذه الحسابات في أغسطس (آب) 2017.

ب. الإجراءات التي نتخذها
لا شك في أنه كان ينبغي أن نتوقع حدوث تدخل روسي في وقت سابق، ونحن نعمل بجد للتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى. تشمل إجراءاتنا ما يلي:

بناء تكنولوجيا جديدة لمنع سوء الاستخدام. منذ عام 2016، قمنا بتحسين تقنياتنا لمنع الدول من التدخل في الانتخابات في دول أخرى، وقمنا ببناء أدوات ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا لحظر الحسابات المزيفة بشكل عام.

كان هناك عدد من الانتخابات المهمة منذ ذلك الحين؛ إذ استُخدمت هذه الأدوات الجديدة بنجاح. فمثلًا:
في فرنسا، خلال الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في عام 2017، اكتشفنا وحظرنا 30 ألف حساب مزيف.

في ألمانيا، قبل انتخابات 2017، عملنا مباشرة مع لجنة الانتخابات للتعرف إلى التهديدات التي يرونها، ومشاركة المعلومات.

في الانتخابات الخاصة بمجلس الشيوخ الأمريكي في ولاية ألاباما العام الماضي، قمنا باستخدام أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي قامت بشكل استباقي باكتشاف وإزالة حسابات مزيفة من مقدونيا تحاول نشر معلومات مضللة.

عطلنا الآلاف من الحسابات المرتبطة بنشرات البريد المزعجة المزورة والممولة. وقد استخدمت هذه التحقيقات لتحسين أنظمتنا الآلية التي تكتشف الحسابات المزيفة.

في الأسبوع الماضي، حذفنا أكثر من 270 صفحة وحسابات إضافية تديرها الوكالة الروسية، وتُستخدم لاستهداف الأشخاص في روسيا والمتحدثين بالروسية في دول مثل أذربيجان وأوزبكستان وأوكرانيا. تنتمي بعض الصفحات التي أزلناها إلى مؤسسات إخبارية روسية حددنا أنها كانت خاضعة لسيطرة الوكالة.

زيادة استثماراتنا في الأمن المعلوماتي بشكل ملحوظ. بات لدينا الآن حوالي 15 ألف شخص يعملون على مراجعة الأمن والمحتوى. وسيصل العدد إلى أكثر من 20 ألف بحلول نهاية هذا العام.

لقد وجهتُ فرقنا للاستثمار بشدة في مجال الأمان –بالإضافة إلى الاستثمارات الأخرى التي نجريها– مما سيؤثر تأثيرًا كبيرًا في أرباحنا بالمستقبل. لكنني أريد أن أكون واضحًا بشأن أولويتنا: حماية مجتمعنا أكثر أهمية من تعظيم أرباحنا.

تعزيز سياساتنا الإعلانية: نحن نعلم أن بعض أعضاء الكونجرس يستكشفون طرقًا لزيادة الشفافية حول الإعلانات السياسية، ويسعدنا مواصلة العمل معهم في هذا الشأن. لكننا لسنا في انتظار صدور تشريع للتصرف.

من الآن فصاعدًا، سيتعين على كل معلن يرغب في عرض إعلانات سياسية الحصول على تصريح. وفي سبيل ذلك، سيحتاج المعلنون إلى تأكيد هويتهم وموقعهم. وسيحظر على أي معلن لا يفي بالشروط عرض أي إعلانات سياسية.

وسنصنفهم أيضًا، وسيتعين على المعلنين إظهار مصدر الأموال. وقد بدأنا هذا في الولايات المتحدة، وسنمتد إلى بقية العالم في الأشهر القادمة.

لضمان شفافية أكبر في ما يتعلق بالإعلانات السياسية، أنشأنا أيضًا أداة تسمح لأي شخص بمشاهدة جميع الإعلانات التي تعرضها الصفحة. نحن نختبر ذلك الآن في كندا، وسنطلقه على مستوى العالم هذا الصيف. وأنشأنا أيضًا أرشيفًا قابلًا للبحث عن الإعلانات السياسية السابقة.

سنطلب أيضًا من الأشخاص الذين يديرون صفحات كبيرة تأكيد هويتهم. وهذا سيجعل من الصعب إدارة صفحات باستخدام حسابات وهمية، أو الانتشار السريع ونشر معلومات مضللة بهذه الطريقة.

من أجل طلب التحقق من جميع هذه الصفحات والمعلنين، سوف نوظف الآلاف من الأشخاص الآخرين. نحن ملتزمون بتحقيق ذلك في الوقت المناسب قبل انتخابات 2018 في الولايات المتحدة، وكذلك الانتخابات في المكسيك والبرازيل والهند وباكستان وأماكن أخرى في العام المقبل.

لن توقف هذه الخطوات في حد ذاتها جميع الأشخاص الذين يحاولون خداع النظام. لكنها ستجعل من الأصعب على أي شخص القيام بما فعله الروس أثناء انتخابات 2016، واستخدام الحسابات والصفحات المزيفة لعرض الإعلانات. إن التدخل في الانتخابات هو مشكلة أكبر من أي منصة واحدة، وهذا هو السبب في أننا نؤيد قانون الإعلانات الصادقة. إذ سيساعد هذا على رفع مستوى جميع الإعلانات السياسية عبر الإنترنت.

مشاركة المعلومات: لقد عملنا مع شركات تقنية أخرى لمشاركة المعلومات حول التهديدات، كما نتعاون أيضًا مع الولايات المتحدة والحكومات الأجنبية لضمان نزاهة الانتخابات.

في الوقت نفسه، من المهم أيضًا ألا تغيب عنا الطرق المباشرة والمهمة التي يلعب عبرها فيسبوك دورًا في الانتخابات.

في عام 2016، حدثت مليارات التفاعلات والمناقشات المفتوحة على الموقع لم تكن لتحدث على الإطلاق. وكان لدى المرشحين قنوات مباشرة للتواصل مع عشرات الملايين من المواطنين. وأنفقت الحملات عشرات الملايين من الدولارات في التنظيم والإعلان عبر الإنترنت لنشر رسائلهم على نطاق أوسع. وقمنا بتنظيم حملة «اذهب إلى التصويت» التي ساعدت أكثر من مليوني شخص في التسجيل للتصويت ممن ربما لم يكونوا ليصوتوا بخلاف ذلك.

إن الأمن المعلوماتي –بما في ذلك وقت الانتخابات– ليس مشكلة ستحلها بشكل كامل. إن المنظمات مثل IRA هم خصوم يتطورون باستمرار، ولكننا سنستمر في تحسين تقنياتنا للبقاء في المقدمة. وسنستمر كذلك في بناء أدوات لمساعدة المزيد من الناس على إسماع أصواتهم في العملية الديمقراطية.

4. خاتمة

لقد أطلقتُ فيسبوك عندما كنت في الجامعة. ولقد قطعنا شوطًا كبيرًا منذ ذلك الحين. نحن نخدم الآن أكثر من ملياري شخص حول العالم، وفي كل يوم يستخدم الناس خدماتنا للبقاء على اتصال مع الأشخاص الأكثر أهمية لهم. أؤمن بشدة بما نقوم به. وعندما نتصدى لهذه التحديات، أعلم أننا سننظر إلى الوراء ونرى مساعدة الناس على التواصل، وإعطاء المزيد من الناس صوتًا بوصفه قوة إيجابية في العالم.

أدرك أن المشكلات التي نتحدث عنها اليوم ليست مجرد مشكلات في موقع فيسبوك ومجتمعنا؛ بل هي تحديات لنا جميعًا بوصفنا أمريكيين. أشكركم على استضافتي هنا اليوم، وأنا مستعد لتلقي أسئلتكم.