لكن بعضهم يفطر حسب توقيت مكة المكرمة والمدينة المنورة، ليصل عدد ساعات الصيام بالنسبة لهم إلى 18 ساعة، ويعتقد أن هناك أكثر من 1000 مسلم يعيشون في أيسلندا.

هذا ما أشار إليه تقرير قناة 'بي بي سي' الذي تناول قوة الإرادة والصبر والإيمان الذي يتسلح به هؤلاء المسلمون من أجل الصمود أمام ساعات الصيام الأطول في العالم التي قد تصل إلى 22 ساعة.

ولفت التقرير التلفزيوني إلى أن كثيراً من المسلمين في أيسلندا لديهم ساعتان فقط لتناول الطعام والشراب أثناء الليل، لكنهم بعد صوم طويل يجتمعون في المركز الثقافي الإسلامي الأيسلندي؛ ليستمتعوا بوجبة الإفطار وأداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح.

وقال منصور؛ وهو إمام جالية مسلمة صغيرة في 'ريكيافيك': لقد سمعنا عن حالات إغماء؛ بسبب طول ساعات الصيام، مشيراً إلى أنهم يصومون 18 ساعة بسبب غروب الشمس المتأخر.

ويخوض 'يامن' يومياً اختباراً صعباً في عمله؛ فهو يمتلك سلسلة مطاعم كباب في العاصمة 'ريكيافيك'، ورغم أنه يعد الطعام للزبائن، فإنه لا يتذوقه ولا يأكل منه؛ لامتثاله للصوم، مشيراً إلى أن الأمر صعب، لكن قمنا بِه. كل شيء على ما يرام.

مسلم آخر يقول: 'عقيدتي تحركني. الأمر سهل جداً'، ويؤكد: 'الإيمان بشيء يجعلك قادراً على القيام بِه'.

وفِي مشهد آخر، فبعد تناول 'سليمان' الذي انتقل من باكستان إلى أيسلندا قبل 5 سنوات زبادي بالفاكهة فلن يأكل أي شيء حتى غروب الشمس في وقت متأخر من الليل يقول: 'أصوم نحو 22 ساعة؛ لأنه في الإسلام يبدأ الصوم قبل طلوع الفجر حتى غروب الشمس'.

وأضاف: 'إيماني يجعلني قادراً على القيام بذلك؛ فالأمر عادي يصبح جزءاً من روتينك اليومي'، كما يتعين أيضاً على 'سليمان' الاستيقاظ بعد 5 ساعات من السحور للذهاب إلى العمل.

وبحلول نهاية شهر رمضان سيكون طول يوم الصيام في أيسلندا 22 ساعة، وتستمر الصلوات حتى وقت متأخر من الليل.

ويعود سبب طول ساعات الصيام إلى طول النهار في أيسلندا؛ بسبب موقعها الجغرافي في شمال المحيط الأطلسي، وهو ما يجعل الشمس لا تغيب في موسم الصيف.

وكان مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، قد أفتى بجواز الإفطار في رمضان للمسلمين في الدول التي يطول فيها النهار ويشقّ عليهم صيامها؛ مشيراً إلى أن ما عليهم بعد ذلك إلا أن يقضوها في الوقت الذي يسمح بقضائها صيفاً أو شتاء.