صحيفة العرّاب

صحيفة امريكية تكشف عن تأييد ترامب لصفقة حول سوريا

  كشفت صحيفة 'واشنطن بوست' عن تأييد (ترامب) لصفقة حول سوريا وقعها (بوتين) في الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو).

وأشارت الصحيفة إلى أن (نتنياهو) أتصل بـ(ترامب) قبل أسبوع من قمة هلسنكي لاطلاعه على التفاصيل، والتي تم ذكرها في عدة تقارير سابقة. وذلك بعد توصل (نتنياهو) لموافقة روسية حول كامل الشروط المطروحة خلال لقائه مع (بوتين) في موسكو الأسبوع الماضي.

الصحيفة التي تجزم بصحة الاتفاق، تؤكد أنه سيعيد تشكيل قوى الشرق الأوسط في جنوب سوريا خلال الأشهر والسنوات القادمة.

مصادر داخل إدارة (ترامب) قالت للصحيفة إن (ترامب) موافق تماماً على اتفاق (بوتين) و(نتنياهو) حول سوريا، الأمر الذي أشار إليه (ترامب) يوم الثلاثاء في البيت الأبيض. قائلاً 'لقد ناقشنا إسرائيل وأمن إسرائيل، والرئيس بوتين مشارك معنا الآن بشكل كبير ومع النقاش الدائر مع نتنياهو بشأن العمل حول محيط سوريا، تحديداً فيما يتعلق الأمر بالأمن والمدى الطويل لأمن إسرائيل'.

وأشارت المصادر في الإدارة الأمريكية بأنه لا يمكن لأحد أن يكون على تمام الثقة حول تفاصيل الصفقة التي وافق عليها (ترامب)، وذلك لأنه لم يطلع موظفيه إلى حد الآن عما حدث في لقاءه مع (بوتين). إلا أن ما تم فهمة إلى الآن أن (بوتين) قد قام باطلاع (ترامب) على شروط صفقة سوريا المشابهة لتلك التي استعرضها (نتنياهو) معه.

كما تحدث (بوتين) أيضاً عن بعض تفاصيل هذه الصفقة خلال اجتماعه مع (ترامب) قائلاً إنهم ناقشوا 'سحق الإرهابيين' في جنوب سوريا مؤكدا على إن المنطقة 'يجب أن تتماشى مع الالتزام الكامل' باتفاق 'فصل القوات' بين إسرائيل وسوريا لعام 1974. وقد قدم الاتفاق على إنه طريقة لحماية الأمن الإسرائيلي وإصلاح العلاقات بين إسرائيل ونظام (بشار الأسد).

وقال (بوتين) 'هذا سيحقق السلام في مرتفعات الجولان ويأمن علاقة أكثر سلاماً بين سوريا وإسرائيل، وسيوفر أيضاً الأمن لدولة إسرائيل' وبخصوص موافقة (ترامب) قال إنه 'أولى اهتماما خاصا بهذه القضية خلال مفاوضات اليوم، وأود أن أؤكد أن روسيا مهتمة بهذا التطور، وستتصرف بما يناسب ذلك'.
الأمن الإسرائيلي
تشير الصحيفة بناء على محادثات أجريت مع العديد من المصادر الحكومية والدبلوماسية الأمريكية أن الاتفاق حول سوريا استند على رغبة (نتنياهو (في حماية إسرائيل، لأن (الأسد) وروسيا على وشك إنهاء هجومهما لاستعادة السيطرة على الأراضي الحدودية مع إسرائيل.
وبموجب هذه الصفقة، فإن إسرائيل والولايات المتحدة، ستصادق رسميا على سيطرة الأسد على المنطقة والعمل على تنفيذ اتفاق 1974 والذي يحدد الشكل الحالي للحدود ويعمل على نشر مراقبين للأمم المتحدة بين سوريا وإسرائيل.
وبموجب الاتفاق الجديد، توافق روسيا على إبقاء القوات الإيرانية والوكلاء التابعين لها على بعد 80 كيلومتراً عن الحدود كما وعد (بوتين) بعدم الاعتراض إذا ما قامت إسرائيل بضرب أهداف إيرانية في جنوب سوريا، خصوصا في حال نشر إيران لأسلحة تهدد إسرائيل، مثل الصواريخ الاستراتيجية أو الأنظمة المضادة للطائرات.
بالطبع، هناك شكوك واسعة حول قدرة روسيا على إجبار إيران على فعل أي شيء في سوريا. حيث قال (دانيال كوتس) مدير المخابرات الوطنية الأمريكية في 'منتدى أسبن للأمن' إنه 'من الوارد ألا تمتلك روسيا الإرادة أو القدرة على تنفيذ أو مواجهة قرارات إيران وتأثيرها بشكل كامل في سوريا'.
كما تؤكد الصحيفة أن الصفقة مفيدة جداً للأمن الإسرائيلي، إلا أنها تساءلت ما إذا كانت تحقق نفس الأهداف فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية. مشيرة أنه لا توجد إشارة واضحة من (ترامب) تضمن تحقيق المصالح الأمريكية ضمن هذا الاتفاق. (معا)