صحيفة العرّاب

قلق اللحظة و الخوف من بكرة ! بقلم .. بسام الياسين

 من اين ابدأ الكتابة والكتابة تعاني من ازمة كتابة. الكل يقع في شرك الاجترار،سطحية التكرار،ملل الرتابة ؟!.

خيوط متشابكة وشخصيات الرواية مرضى بـ "عقدة الفارس " الذي لا يسبقه احد ،وان حصل فهي إهانة له وعار على العائلة.لذلك، يجب تكسير رأسه حتى لو فات في رحم امه. داحس والغبراء لم تزل حية ترزق في الذاكرة.رغم تبدل الزمان،واستبدال البعير بالشاحنة،والحصان بسيارة الـ " فورميلا "،لكننا ما زلنا نتغنى بسيف عنترة.ما يعني ان اقدامنا لم تطأ تراب العصر بعد،ولم تنخرط في الالفية الثالثة، لفية المدنية والحضارة وثورة التكنولوجيا المذهلة،فيما ملابسنا الداخلية،معلقة على حبل الزمن الجاهلي / العدمي.ونقضي ايامنا في الثرثرة ، فض المشاجرات، جاهات المصالحة ثم اعتصامات المطالبة بالعفو العام. جو خانق ضاق به الجميع.مناخ يشي بتسونامي شعبي حسب المتنبيء المستقبلي لا يبقي ولا يذر.نظرة فاحصة في الشوارع،ترى الوجوه كانها في محنة. فهل من الحكمة ان تصمت، وتبلع لسانك ام ان عين الحكمة،ان تجأر بصوتك ليسمع من به صمم.

رب قائل:ـ لا صدى لكلماتك.هناك في اوروبا " الكافرة الملحدة "،لا تتسامح بالدعس على ذيل كلب، فكيف بمن يقتل طفلاً لم تسقط، اسنان الحليب من فمه؟!.

اقول :ـ الكلمة منارة باسقة قطوف انوارها دانية، تطهير للضمير ،اعلان برآءة مما يدور.

قلق هستيري فوق التلال السبعة،غرائز حيوانية منفلتة. ـ قلبي عليك يا عمان،عاصمة الحب الاخوي، كما وصفها الرومان قبل الف الف عام ـ.عمان، ام اليتامى،المهاجرين والمُهجّرين،ملاذ الهاربين من بطش طغاة السلاطين.ماذا جرى لها بين ليلة وضحاها.

انقلاب في السلوكيات.هدم للقيم، اعلاء للرمم. بطرُ وصل حدود الكفر.كسر للاطواق الاجتماعية،تعهير للموروث.سؤال ينطح سؤال:ـ ماذا بعد ؟!.

ما قيمة الانسان ان تجرد من قيمه ؟!. ماذا يبقى منه ان داس على اخلاقه، وخلع ثوب الحياء امام خلقه ؟!.

الكل يتأرجح على ارجوحة الفوضي !.

لا احد يملك عصمة امره .الكل يضع يده على قلبه، مما يسمع وما يرى بام عينه !.واقع مخيف فاغر فاه.حرب شوارع غير معلنة، تطل برأسها في ملاعب كرة القدم ،مع كل فاردة عرس،في الانتخابات البلدية والنيابية. اين تذهب و انت لا تفكر بالخروج قيد انملة من وطنك. بالقطع لا يخطر ببالك مغامرة ركوب قارب مطاطي للهجرة ؟!.

اذاً،كيف تنجو برأسك ؟.هل تحمل صدفتك على ظهرك وتنسحب داخلها ان تحلّقَ الشر حولك.رغم الحيطة فلن تفلت من موت محقق حتى لو تحصنت داخل سيارتك وحضن امك.كذلك لن تنفعك الاستغاثة بالسلطة.

سماؤنا كالحة.امطارنا حمضية تقتل التنوع الحياتي.جرائم تبعث اليأس في النفوس المطمئنة .لا بصيص امل.الامور تسير للأسوأ.

سؤال لم يُسأله سائل:ـ اذا كانت الحكومة ضعيفة، اين الدولة ؟!.اين الدولة العميقة ؟! اين الحلقة الخاصة الضيقة ؟!.

اين الحكماء ؟!.

اين القانون ؟!.

فلقد بلغ التنّمر ذروته في المدارس،الطرقات،المستشفيات ووصل الى حدوده القصوى في المؤسسات التعليمية حتى صارالاغتيال الوظيفي حدثاً مكروراً ؟!.

خلع زميل من وظيفته للحلول مكانه ؟!. التنمر تجاوز الظاهرة الى جائحة.وصار المتنمر بقوة الايذاء يشعر بالعظمة لانه لم يجد من يصده.فرعون تفرعن لانه كذلك لم يجد من يردعه. الدراسات النفسية اجمعت،على ان المتنمر شخصية سيكوباتية / عدوانية، يحمل في داخله ديكتاتوراً صغيراً مستبداً،لكنه في حقيقة امره شخصية مريضة خاوية،فاقد الاحترام لذاته،تخفي إحساساً بالدونية.جذور المشكلة عنده،مروره بعلاقات سلبية في طفولته، ويخشى افتضاحها،فيتمظهر بالقوة، لخداع الناس برجولته،مع انه اشبه بتمثال بلا قاعدة. تكفي ركلة لاسقاطه او كلمة لتحطيمة بسبب هشاشته النفسية. المتنمر ليس بالضرورة ان يكون سوقياً " ازعر" بل قد يكون رب عمل، مديرا، رئيساً، ذا مكانة عالية او مركزاً اجتماعياً متميزاً.

نقطة ضعفه انه لا يرى في افعاله ما يدعو للخجل،الا حينما يفتضح سره،فتجده يتوارى كصرصار في اقرب بالوعة اليه. نقول بعد ان طفح الكيل.الوطن ليس بخير و الاحساس بالخوف يفرض سيطرته على كافة الناس، فلا احد بمنأى عن الخطر،والشباب خاصة تداعب الهجرة مخيالهم،حيث غالبيتهم تعاني من حالة انشطار نفسي،رغبة بالغربة و الانشداد،للاسرة.الكل يريد ان ينفذ بجلدة، بعد ان فشلت محاولات التغيير ولعبة اللا رغبة في الاصلاح ///