دعا خبراء ومتخصصون جميع القطاعات العامة والخاصة لدراسة وتحليل ظاهرة العنف الجامعي ومعالجة أسبابها ودوافعها.
واشاروا الى ان اسباب العنف الجامعي كثيرة منها التعصب القرابي والعشائرية والخلافات الشخصية ومعاكسة الطالبات وانتخابات مجالس الطلبة. وقالوا ان الدراسة التي قام بها خبراء في علم الاجتماع وعلم النفس في الجامعة الأردنية الاسبوع الماضي وشملت 394 طالبا وطالبة من الجامعة بينت ان هناك أسبابا أخرى للمشاجرات الطلابية تتمثل في قلة الوعي والتربية غير السليمة والاستعراض وحب الظهور والفراغ وقلة الدراسة.
وجاءت هذه الدراسة الميدانية الاستطلاعية التي أجراها كل من استاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجد الدين خمش وأستاذ الإرشاد النفسي في الجامعة الأردنية الدكتور نزيه حمدي والمحاضرة في علم النفس الدكتوره ياسمين حداد تحت عنوان "ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات"، بعد أن قرر رئيس الجامعة الأردنية تشكيل لجنة تربوية اجتماعية نفسية لدراسة ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات ألأردنية لتحديد أسبابها.
وأشارت الى ان العنف الطلابي لا يمثل مشكلة كبيرة في الجامعة فعدد المخالفات المسلكية للطلبة يعتبر عددا محدودا. وبينت الدراسة ان مشكلة المشاجرات الطلابية تتركز في الكليات الإنسانية وخاصة في كلية العلوم الاجتماعية والحقوق وكلية العلوم التربوية وتمثل هذه المشاجرات جزءا من خبرة أعداد كبيرة من الطلبة الذين لم يشاركوا فيها ولكنهم شاهدوها مرة او مرتين.
وأظهرت الدراسة الى أن الطلبة المشاركين في هذه المشاجرات جميعهم من الذكور واغلبهم من ذوي المعدلات المنخفضة او المتوسطة في امتحان شهادة الدراسة الثانوية واغلبهم من ذوي المعدلات التراكمية الجامعية المنخفضة او المتوسطة.
وتوصلت الدراسة الى ان الطلبة يقفون موقفا سلبيا من هذه المشاجرات ويعتبرونها مظهرا غير حضاري لا يليق بطلبة الجامعة ويسيء إليهم والى سمعة الجامعة ويعتبر الطلبة هذه المشاجرات أعمالا صبيانية تعكس التسرع وعدم تقدير العواقب ويرى بعضهم أنها انعكاس لقلة الوعي ومحدودية التفكير والتعصب القرابي والعشائري.
وبحسب نتائج الدراسة يقترح الطلبة مجموعة من الإجراءات لمنع المشاجرات تتمثل في توعية الطلبة من خلال عقد الندوات والمحاضرات التثقيفبة وتشديد العقوبات على المشاركين في المشاجرات . وفي ضوء ما تم جمعه من بيانات في هذه الدراسة تبين أن المشاجرات الطلابية ظاهرة محدودة النطاق من حيث عدد المشاركين فيها نسبة إلى العدد الكلي لطلبة الجامعة .
واشارت الدراسة الى ان المؤسسات الأكاديمية تتحمل جزءأ كبيرا من مسؤولية المستوى العلمي الذي يصل اليه خريجوها وان جزءأ من النمو الشخصي يقع عليها. واكد مساعد امين عام وزارة الاوقاف عبد الرحمن ابداح على ان للمسجد دورا كبيرا في عملية الضبط الاجتماعي, فالمسجد ليس مكانا للعبادة فقط. واشار ابداح الى اهمية الوعي الديني ومعرفة الحلال والحرام والتذكير باهمية ضبط النفس والصبر على الشدائد, والتعاون والتسامح والتكافل بين افراد المجتمع. وقال الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ان للضبط الاجتماعي غير الرسمي وسائله المتعددة وهو ضرورة لا غنى عنها للمجتمع، لأن ممارسة الضبط على أفراد المجتمع تحفظهم من استخدام العنف والانحراف، وتحافظ على نظم المجتمع وقواعد السلوك والتعامل بين الأفراد. واشار الدكتور الخزاعي الى ان هذه الوسائل بدأت تفقد وجودها وتاثيرها في المجتمع الاردني بسبب تداخل العوامل الاجتماعية والاقتصادية وتغير نمط الاسرة في المجتمع . وقال ان الأسرة تعتبر أهم مصادر الضبط الاجتماعي، نظراً لما تقوم به من أدوار متباينة تجاه أفرادها وتجاه المجتمع، لأن الأسرة الركيزة الأولى التي يتلقى فيها الفرد خبرات الحياة، ونماذج السلوك الاجتماعي، ويتعلم فيها أنماط السلوك والتصرف، ويكتسب القيم والمعايير، وتدرب أفرادها على الضبط الذاتي. وبين ان التنشئة الاجتماعية وما تؤديه في عملية الضبط الاجتماعي, تعتبر العملية التي يتم من خلالها إعداد الشخصية الإنسانية السوية، التي تحمل قيم ومعايير السلوك الصحيحة، التي لها تأثيرها على تكوين الضبط الذاتي واشار الدكتور يوسف الربايعة مدرس علم الاجتماع في كلية عجلون الى دور الجامعة في التوجيه والرعاية في التنشئة الاجتماعية وغرس قيم التكافل والمحبة بين طلبة الجامعات والانتماء والولاء للوطن وقيادته الهاشية.
وقال الدكتور عاصم بكار من كلية الاميرة رحمة ان ظاهرة العنف الطلابي ترتبط بشكل وثيق بعمليات التحول الاجتماعي، وبطبيعة هذه التحولات المرتبطة بخصائص العمر الذي نعيش فيه، ومدى تأثير وسائل الإعلام على عمليات التنشئة الاجتماعية، داعيا جميع القطاعات العامة والخاصة لدراسة وتحليل الظاهرة ومعالجة أسبابها ودوافعها.
ولفتت الطالبة منار عبد العزيز من الجامعة الاردنية إلى أن الجامعة يجب ان تحرص على وضع حد للخلافات والمشاجرات الطلابية من خلال إشغال أوقات الطلبة خلال سني دراستهم الجامعية وملء أوقات فراغهم بما يزيد من معرفتهم وتحصيلهم ويصقل شخصياتهم ويهذب أخلاقهم وأذواقهم ويقوم سلوكهم وبما يخدمون به مجتمعاتهم ومستقبل أوطانهم.
واكدت زميلتها في كلية الحقوق سناء الدبك على أهمية العمل على توجيه كل طالب للانخراط في نشاط لا منهجي أو أكثر يختاره خلال دراسته الجامعية من خلال الالتحاق بأحد النوادي الطلابية أو غير ذلك من الأنشطة التي ترعاها عمادة شؤون الطلبة.
واشارت الى أن ظاهرة العنف بين الطلبة في الجامعات تتطلب من الجامعات توفير أجواء تسودها الحرية بين الطلبة، للتعبير عن آرائهم. وقال الطالب معتز الاحمد من كلية الاداب في الجامعة الاردنية انه يجب ان تحوي جميع التشريعات المتعلقة بالطلبة تميزا واضحا بين العنف الجامعي والعمل الطلابي واقامة اتحاد عام للطلبة له استقلاليته ويضم جميع الجامعات وكليات المجتمع والعمل على تطبيق نظام التمثيل النسبي في انتخابات مجالس الطلبة.
واوصى الطالب سليمان الغانم من كلية الهندسة بتفعيل قرارات الجامعة وعدم التهاون في تطبيقها بحق المخالفين وتطوير مادة دراسية لتحديث الشخصية والانتماء الوطني والثقافة المدنية واقامة اتحاد عام للطلبة يضم جميع الكليات. --(بترا)