صحيفة العرّاب

وزير الثقافه يرعى حفل تابين شاعر الاردن سليمان المشيني

 محمد الاصغر محاسنه / عمان

رعى وزير الثقافه وزير الشباب الدكتور محمد ابو رمان حفل تابين شاعر الاردن سليمان المشيني مساء اول امس في المركز الثقافي الملكي وسط جمهور كبير من المهتمين بالشان الثقافي واهل الفقيد. وفي كلمه لوزري الثقافه ابو رمان قال :سيبقى الشاعر الكبير سليمان المشيني نموذجا، و شعلة، تضيء الطريق أمام شعراء الجيل القادم،وسيبقى شعره تتغنى به الأجيال،وعند استذكار “المشيني” نستذكر خصائص شعرية متفردة،وعن مناطق جغرافية، وعن تاريخ الاردن،و ثقافة الاردن، هذه العناصر المجتمعة في شعر “المشيني” وهي العناصر الأكثر تأثيرا في ثقافة المواطن، وتعزيز صورة الوطن في وجدان الاجيال،لذلك على الحكومات ان تهتم بهذه الفئة من المثقفين، لأن ما يقومون به له تاثير كبير في الأجيال،ومهما قلنا اليوم بحق الراحل “المشيني” لانفيه حقه .”
                                                  وكان د. ابورمان، قد اكد  في كلمته باننا في هذا اليوم ونحن نستذكر”سليمان المشيني” تحضر قصيدة” انا الاردن” والتي كانت تعبر عن كل الأردنيين، وعن الاردن وطنيا وثقافيا واجتماعيا وجغرافيا،الى جانب عدد من الشعراء الذين ساهموا بتعزيز الهوية الوطنية الاردنية، والافتخار بها، مثل عرار،وحيدر محمود، وحبيب الزيودي وشكر ابو رمان  موظفي الوزاره على الجهود الكبيره في انجاح فعالية الحفل . ”.
 
 
  وتم عرض فيلم وثائقي عن حياة الشاعر الراحل، من إخراج ” محمد خابور”، واشراف” احمد العون”، حيث توقف الفيلم في محطات ولادته، وبيت العائلة في السلط، وبداية تفتح موهبته الشعرية،وعمله في الإذاعة الأردنية، اعماله الابداعية الغزيرة والمتنوعة، وشهادات من الشاعر”جريس سماوي”،ومهند الصفدي،وحنا سلامة،ود. سمير قطامي،وابنته نادرة المشيني، اضافة لمقاطع من أغانيه التي غناها كبار المطربين” من جانبه تحدث الاستاذ الاعلامي هاشم القضاه عن المساهمات الادبية الكبيرة للراحل المشيني وقال : بقي مدافعا عن الموروث وأضاف إلى تراثنا الشعري العربي مساهمة لن ننساها، وأضاف إلى مكتبنا العربية نماذج مهمة للشعر الأردني الحديث، وقد كان قادرا على التجديد الشعري وكان مؤمنا ان التجديد ليس بالشكل وحده وإنما بالمضمون وقدرة الشاعر على إعادة صياغة الحياة والتعبير عما يختلج في أعماق النفس البشرية، سواء بالشعر العمودي او بشعر التفعيلة”..
 
الأب “رفعت بدر” قال في كلمة له:  بان الراحل سليمان  المشيني”وما يحمله من قيم التآخي والسلام والعدل والجمال والعيش المشترك ، وعبر عنه في تراثه الابداعي الكبير.وأشار إلى ما كان يكتنز شعر الراحل من روح وطنية محبة للأردن، ورح انسانية تواقة للخير، وروح عربية تسعى لوحدة الأمة.
 وفي كلمة لاتحاد الكتاب الاردنيين تحدث الكاتب عليان العدوان رئيس اتحاد الكتاب الاردنيين قال” ان الشاعر المشيني عضو الاتحاد ومؤسس هذا الإتحاد مع عددٍ من الكتاب والأدباء, وظل قابضاً على جمر الكلمة مدافعاً عن حمى الأردن ووجوده أمام كل الدعوات الماكرة ضده, خصوصاً وقد شهد كل مراحل تطور وطننا فكان لسان حاله المخلص.
 
وأضاف “عليان”” لقد ترجم لكبار الكتاب العالميين، وكتب أعظم المسرحيات الوطنية والانسانية،وكتب للوطن الاردن، وفلسطين والجزائر،فقد كان يهدف بكتاباته للاعلاء من القيم الانسانية النبيلة، فقد عرفته صوتا مجلجلا، و سيفا صارما،ولسانا بليغا،لايعرف الا الصدق والإخلاص، يؤمن بالأخوة الدينية،والوئام الوطني، وشراكة المسيحي والمسلم في بناء الاردن”.
 
واختتم الدكتور . ابراهيم سليمان المشيني” في كلمه ال الفقيد وقال”لقد فَتّحْنا أعيُنَنا على أناشيد، وأغاني ومسلسلات وبرامج والدِنا الغالي ولا سيّما ركن الجيش والقوات المسلحهْ .. التي كانت تُذاع على أثير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية التي أمضى فيها ثلاثينَ عاماً متدرِّجاً في المناصبْ حتى أصبحَ مديرَها العام .. وقد اشترك في تلحينِ وأَداءِ قصائِدِهْ كبارُ الملحّنين والمطربين من الأردن ومختلفْ أرجاءِ الوطن العربي الكبيرْ”.
 
وأضاف” كنّا نتابع ما كانت تنشره الصُّحُف من أشعارِهِ ومقالاتِهِ التوجيهية ذات النقد البنّاء والتي كان يغلب عليها حب الأردن والتّغنّي بأمجاده وأبطاله وكيفية الارتقاء به ليكونَ في طليعة البلدان الرّاقية المتطوِّرهْ .. مثلَما كنا نقرأ ما كتبَ كبارُ الأدباء والشعراء والمؤرخين والنُّقّاد المرموقين عن شعره وأدبه من تحليلٍ وثناء”.
 
وقال “د. المشيني” انه ليس فقط شاعرُ الأردنِّ الوفيّ .. وإنما أيضاً شاعرُ العروبة والوَحدةْ العربية والوئامْ بين الأديان .. وله ديوانٌ كامل عن فلسطين بعنوان ” بطاقة حُب إلى فلسطين الخالدة ” وكتب أول نشيد عن القدس عام ١٩٤٨.. أُذيعَ من محطّة “هنا القدس” بناءً على طلب جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله الأول والذي أطلق على والدنا لقب ” أنتَ شاعرُنا “
 
لقد كرّمتهُ القيادةُ الهاشمية الحكيمةْ بعددٍ من الأوسمة الملكية الرفيعة كان آخرَها “وسامُ الحسين للعطاء المُمَيَّز من الدرجة الأولى” والذي أنعمَ به عليه جلالةُ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه. وكذلك فقد تمَّ تكريمُهُ من قبل العديد من المؤسسات الثقافية المحلية والعربية على حدٍّ سواء.
 
وأضاف: أما على الصّعيد الأُسَريّ والشّخصيّ، فقد تميّز والدُنا بحبِّهِ العميق لعائلتِه،ورحابة صدره،وكرم نفسه،وتواضعه وقوة شخصيته، وبوقارِه وهدوئِه وأدبِ حديثِه “.
 
كما استعراض منجزات والده الابداعية في الشعر والرواية والكتابة للمسرح، ومقالاته، والمخطوطات التي تركها.والقى مقطعا من قصيدة له.
 
إنْ تَسَلْ عَنّي فإنّيْ أُرْدُنِيُّ
لِبَنيْ غسّانَ أُنْمَى عَرَبِيُّ
وَجُدودي طاوَلَتْ راياتُهُمْ
ذِرْوَةَ الجوزاءِ والدّهْرُ فَتِيُّ
وبلادي أيْنَعَ المجدُ بها
والحضاراتُ تسامَتْ والرُّقِيُّ..
 
من جانبه شاركت وزارة الثقافة بفرقة مركز تدريب الفنون،التي يقودها”فتحي الضمور”، حيث مجموعة من العازفين والكورال، ومطرب الفرقة، حيث استحضرت بعض القصائد المغناة للشاعر” المشيني” حيث اجادت بعزف وغناء قصائد لها وقعها في الوجدان الأردني، حيث غنت الفرقة”انا الاردن، أردن الكوفية الحمرا،و فدوة لعيونك يااردن، وختمت ب” احنا النشامى”.
ويذكر بان شاعرنا الفقيد المرحوم سليمان المشينيف ولد في مدينة السلط أول شهر نيسان عام 1928، وتلقّى تعليمه الابتدائي ثم الثانوي في مسقط رأسه والتحق بالعمل الإذاعي في الإذاعة الأردنية عام 1957 وتدرّج في المناصب إلى أن أصبح مديراً عاماً لها عام 1985  وهو عضو الاتحاد الاردني للكتاب وتراس ادارته لعدة دورات ..
 
وبعد إحالته إلى التّقاعد، انضمّ إلى اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين عضواً في الهيئة الإدارية لدورات عديدة. وحينما زار الملك عبد الله الأول مدينة السلط عام 1949، أُتيح للشاعر سليمان المشيني أن يلقي بين يديه قصيدة نالت إعجابه واستحسانه فقال الملك عندها وبالحرف الواحد: “أنتَ شاعرنا يا مشّيني، ولكَ مستقبل في دنيا الشعر فلا تقعد عن ممارسته وطلبه وإبداعه والشعر موهبة وثقافة