انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض وموضوع الجدل هو حول السماح باستخدام "الموبايلات" في المدارس. هل هناك ضرورة لأن يحمل طالب او طالبة المدرسة هاتفا نقالا أثناء وجوده في المدرسة ؟ ، وهل يحسن هؤلاء الطلبة استخدام هذا الجهاز الخدماتي ؟ ما رأي أولياء الأمور؟ وما هي ردة فعل القطب الثاني في العملية التربوية ؟ هل يحتاج الأمر الى وقفة ؟ ، الاجابة جاءت على لسان العديد ممن التقتهم "الدستور" في محاولة لمناقشة هذا الأمر لاسيما ان بعض الاشكالات قد فرضت ضرورة وضع الموضوع على محك للجدل.
الطلبة: من الضروريات
قبل عدة ايام وفي احدى المدارس الخاصة ثارت مشكلة بين طالبات احد الصفوف كان "الموبايل"هو السبب الرئيس فيها.
فبعد ان قامت إحدى الطالبات بتسجيل صوتي عبر الموبايل لزميلة لها دون ان تدري الاولى التي سردت وكشفت ما تعرف من أسرار عن بعض زميلاتها قامت الأخيرة ببث هذا التسجيل بين صفوف الطالبات ، الأمر الذي احدث خلافا حادا بين الطالبات ادى الى مشادات وملاسنات وحتى تطاول بالضرب ادى الى تدخل ادارة المدرسة واولياء الامور لتسوية الأمر .
ربما هذه حادثة من مئات احدثت مشاكل جراء سوء استخدام هذا الجهاز من قبل طلبة المدارس ولكن الأمر يتعدى في كثير من الاحيان تلك المناكفات التي تحدث بين صفوف الطلبة لتصل الى الاساتذة والمعلمات فمثلا المعلمة "لارا"لم تسلم من شر وجود جهاز حساس كهذا بين يدي مراهقين وجهلة قاموا بتصويرها في احد الرحلات المدرسية وتبادل هذه الصور خارج اطار المدرسة والطلبة.
وباعتراف كثيرين سواء من الطلبة او حتى المعلمين والمعلمات لا يخفى ان الطلبة يستخدمون هذا الجهاز لتبادل الاغاني والفيديوكليبات بالدرجة الاولى ويتعدى هذا الى امر اكثر جدية وخطورة بحسب ما روى احد التربويين الذي آثر عدم ذكر اسمه ان هناك حيزا لا بأس به للصور الاباحية والمسجات اللأخلاقية على ذاكرة هواتف الطلبة والذين يعمدون على تبادلها فيما بينهم.
فيما اكدت مدرسة احد صفوف المرحلة الثانوية ان اغلب احاديث الفتيات تدور حول استخدام الهاتف لتفقد مواقع (الفيس بوك والشات) .
مؤكدة انها اجرت اكثر من حوار مع الطالبات لتتبين ان التسلية وتعبئة الوقت هما هاجس الطلبة في استخدام الهاتف .
واكدت ان المدرسة التي تعمل بها تعمد الى مصادرة اي جهاز خلوي يتم العثور عليه مع الطلبة خلال اوقات الدوام ولا يستعيد الطالب او الطالبة جهازه الا في نهاية الفصل.
وأضافت المدرسة فيما يخص التعامل مع الحالات التي تخل بالتعليمات انه يطلب في كثير من الاحيان استدعاء الأهل والطلب اليهم بكتابة تعهد بعدم تكرار استخدامه من قبل الابناء.
الأهل: نقمة ونعمة
ورغم ان وزارة التربية والتعليم كانت قد اصدرت تعميما فيما مضى يقضي بمنع السماح بإصطحاب "الموبايل" واستخدامه خلال الدوام المدرسي الا ان تنفيذ هذا الأمر بقي منوطا بين رغبة وعدم ممانعة من بعض الاهالي الذين يرون بأن الهاتف النقال كغيره من التقنيات التي يجب ان يستخدمها الابناء مبررين ذلك ببعد المدارس عن بيوتهم تارة ، وتارة اخرى تحسبا لاي ظرف طارىء قد يواجه الطلبة.
وعلى صعيد اخر اعتبر اولياء امور لاسيما من ذوي الدخل المحدود ان رغبة ابنائهم في تقليد اقرانهم ممن يحملون الخلوي امر يثقل كاهل الأسرة في مصاريف زائدة عن الحاجة ولم تكن سابقا في حسبانهم.
فيما رفضت ام سمير قرار منع حمل الطلبة للهاتف النقال مبررة رفضها بحاجتها الى الاطمئنان على ابنائها في ذهابهم وايابهم الى المدرسة وافقت السيدة حنان صابر وهي ام لثلاثة ابناء على مقاعد الدراسة الا يحمل الطلبة هذا الجهاز خلال ساعات الدراسة موضحة ان المدارس لا تتوانى ابدا في الاتصال مع الاهل في حالات الطوارىء كما ان الغالبية العظمى من الطلبة مؤمنون في رحلة ذهابهم وعودتهم من والى مدارسهم من خلال الباصات المدرسية وتوصي الاهل لهم.
وتضيف ام سمير ان "جيل هذا اليوم لا بد وان يخضع لرقابة مكثفة من قبل الاهل والمعلمين ولا يجب على الاهل ممانعة ما تراه المدارس مناسبا لمصلحة ابنائهم من حيث السماح والمنع".
رقابة عائلية ومدرسية
المرشدة الاجتماعية في احد المدارس "رانيا هلسه" قالت أن الرقابة مطلوبة على كثير من سلوكيات الطلبة. فقلة الرقابة او اتخاذها منحنى اعطاء مساحة اكبر من حرية التصرف والاختيار قد ساهم في تغيير سلوك طلاب اليوم الذين وجدوا كل شيء بين أيديهم ودون رقابة ، إضافة إلى أنهم في مرحلة عمرية حساسة وهي فترة المراهقة والتي تتميز بالتمرد وبالبحث عن الهوية.
وتضيف هلسه ان "هذه المرحلة أيضا تتسم على العموم بالاضطراب العاطفي ورغبة الطلبة بمجاراة الموضة والتقليد".
وعزت هلسه أهم أسباب انتشار ظاهرة اقتناء طلاب وطالبات المدارس للموبايل هو تغليب النظرة المادية وسيطرتها حتى أصبحت من القيم التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في الحكم على الآخرين واحترامهم وتقديرهم".
وعن وجود الهاتف النقال كتقنية بيد الطلبة قالت هلسه انه لابد من تربية الطفل على التقنيات الحديثة وتوضيح مساوئها وحسناتها ، والتركيز على حسناتها ، والدور ايضا وبحسب هلسه منوط بالمدرسة وحصص الارشاد فالاولى بمكان ان يفهم الطالب ان هذه التقنية وجدت ليستفيد منها وليس للإساءة للآخرين".الدستور