قالت مصادر مطلعة في مديريات التربية والتعليم أن أرصدة بنوك المديريات تكاد تخلو من المبالغ المالية، في حين يؤكد بعضها أن أرصدته المالية مُصفرة فعلا، الأمر الذي أدى الى تراكم الديون على المدارس، وتصاعد إلحاح مديري ومديريات المدارس على المديريات لتسديد قيمة الفواتير المستحقة للتجار الذين يمدون المدارس باللوازم الأساسية كالقرطاسية وأوراق التصوير والأحبار وغيرها.
وكان مفترضا بالوزارة إيداع إيراد المبالغ المالية المتجمعة من التبرعات المدرسية في أرصدة المديريات بمختلف المحافظات منذ 6 شهور، أي مع بداية العام الدراسي 2009ـ2010م، لتقوم مديريات التربية بدورها بإيصالها الى مدراء ومديرات المدارس.
"السبيل" حاولت التعرف على سبب تأخر الوزارة بصرف المبالغ المالية لصالح المديريات والمدارس لكن محاولتها بهذا الشأن باءت بالفشل.
ويتم تحديد المخصصات المالية لكل مدرسة وفق عدد الطلاب المنتسبين لها، فيما يخصص للمدرسة التي يبلغ عدد طلابها ألف تلميذ 15 ألف دينار طوال العام الدراسي للفصلين الأول والثاني، وتغطي تلك المبالغ مصاريف اللوازم من تصوير أوراق الامتحانات، وشراء مواد التتنظيف، وحاجات المدرسة من كراسي أو ألواح للغرف الصفية، الى جانب تكفلها بتسديد قيمة الكاز والديزل للتدفئة، بحسب المصدر.
وتلقت "السبيل" عددا من شكاوي مدراء مدارس بسبب تأخر صرف تلك المبالغ المخصصة للمدارس، واصفين إياه "بالتأخير غير المبرر"، مجادلين بأن ذلك يضعهم في مواقف محرجة مع المعلمين والطلبة، نظرا لتصفير أرصدة مدارسهم، ما أدى الى تعرض عدد من المدارس لفصل خدمة الاتصالات عنها نظرا لعدم تسديدها فواتير الاتصلات منذ ما يزيد على 6 شهور، مع الاحتفاظ -فقد- بحق استقبال الاتصالات.
ويشير معلمون الى أن تصوير أوراق الامتحانات ودفاتر التحضير بات يرهق ميزانيات المدرسين، وتتراوح مصاريف شراء المواعين الورقية شهريا من أموالهم لخاصة ما بين 10 الى 20 دينارا، تبعا لعدد أنصبة المعلم من الحصص، وطبيعة المادة التي يدرسها وحاجتها الى أوراق عمل، وأكثر من 3 أوراق امتحانات لوضع الأسئلة.
وقال معلمون لـ"السبيل" إن الوزارة عممت على المدارس عدم استلام أي مبالغ من الطلاب إن كان الهدف الاستفادة منها في تصوير أوراق الامتحانات، والاقتصار حين اللزوم، على كتابة أسئلة الامتحان على السبورة ليقوم الطالب بدوره بنقل الأسئلة على أوراقه الخاصة.
وفي المقابل قالت مديرة مدرسة فضلت عدم ذكر اسمها إنها باتت تحضر مواد التظيف للمدرسة من منزلها، نظرا لعدم وجود ميزانية خاصة بالمدرسة تمكنها من شراء مواد التنظيف التي يحتاجها المبنى بشكل يومي.
وناشد مديرو المدارس والمعلمون وزارة لتربية التعجيل بصرف قيمة التبرعات المدرسية وإيداع المبالغ في أرصدة المديريات، ليقوموا بتسديد مديونياتهم. والكف عن تكبيد المعلم أثمان إحضار أوراق الامتحانات وتصوير دفاتر التحضير. السبيل