صحيفة العرّاب

عيد ميلاد جفرا نيوز العاشر .. بقلم حمادة فراعنة

  كتب: حمادة فراعنة

 
حينما نتوقف للحظة صدق، او لاستراحة محارب، نستذكر تاريخ الصحافة الأردنية، بسجلها الحافل، ونستعيد وجوه روادها ورجالاتها، وهم بالعشرات إن لم يكونوا بالمئات، أولئك الاساتذة الكبار، ممن فرشوا لنا الأرضية مهنياً، وبنوا لنا مؤسسات وقادوها باقتدار، طوال الفترة الطويلة الماضية، وحتى نهاية الحرب الباردة على المستوى الدولي، وكارثة الخليج على المستوى العربي، وانتفاضة نيسان على المستوى المحلي، تلك الانتفاضة التي أدت إلى استجابة الراحل الكبير الحسين في تحقيق ثلاث خطوات نوعية، شكلت محطة انتقالية لصالح استعادة شعبنا لحقوقه الدستورية المعطلة من جهة، وصمود الأردن وجبهته الداخلية في مواجهة الكوارث والضغوط من جهة ثانية، والخطوات هي :
1 – استئناف الحياة النيابية.
2 – تحقيق المصالحة الوطنية بين القصر وقوى المعارضة السياسية القومية واليسارية، ومن خلالها ولادة اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني الأردني.
3 – حرية تشكيل الأحزاب السياسية.
في تلك الفترة، فترة الأحكام العرفية، برزت لدينا ثلاثة اتجاهات مهنية، وثلاث مدارس صحفية، هي:
المدرسة الأولى مدرسة الرأي، وقائدها والمعبر عنها الراحل محمود الكايد، الوطني الشجاع، والمتداخل بين التقليدي والعصري، وبين المحافظ والديمقراطي، والمهني الذي جمع اللون الواحد والتعددي، فشكل مظلة لكتاب وصحفيين تقدميين ورجعيين، وتقدمت بهم الرأي وأقلعت وتفوقت، وقويت بإبداعاتهم، فوضعت نفسها بذلك كله في موقع الصحيفة الأولى بلا منازع.
والمدرسة الثانية مدرسة الدستور وقادها آل الشريف، كمدرسة غارقة بالمحافظة السياسية، والتقليدية المهنية المبدعة، بإدارة الأخوين محمود وكامل الشريف، فقد امتلكت الدستور الخبرات الكبيرة العتيقة المؤهلة لأن تتقدم إلى الأمام، ولكنها كانت تُصر بوعي على أن تبقى مع الرأي شجاعة وطرحاً ومبادرة.
أما المدرسة الثالثة التي تقدمت الصفوف، وانفلتت من قيود الرقابة والرتابة، فكانت شيحان الاسبوعية بقيادة رياض الحروب الذي نقل فكرة الصحف الصفراء الأوروبية، مازجاً بين الهزل والجد، بين الخبر الخفيف والثقيل، يتسلل عبر الشقوق والنوافذ، بدون استئذان للحصول على المعلومة الاستفزازية الجاذبة، ولهذا كان الحروب هو الذي أرسى أول مدماك لتيار الصحف الفالتة غير المنضبطة، مستفيداً من صحيفة المحرر الباريسية لنبيل مغربي، والتي كان يوزعها مع شيحان، ومنها انتقل من شيحان الاسبوعية إلى العرب اليوم اليومية، حالماً بصحافة حُرة مستقلة، ولكنه أخفق ورحل عنها خاسراً، بعد أن تتلمذ على يديه وفي مدرسته وأسلوبه العشرات من الشباب الذين عملوا وتخرجوا من مدرسة شيحان، وباتوا أسماء لامعة اليوم في عالم الصحافة، وخاصة في الفترة الانتقالية من قيم وقيود الاحكام العرفية المنضبطة إلى عالم التعددية المنفلتة، ومن الصحف اليومية الورقية المزدهرة، مروراً بالصحف الاسبوعية اللافت، إلى عهد الصحف الإلكترونية الأكثر استجابة إلى النقل والحركة وسرعة الانتشار بلا استئذان .
وتحت هذه العناوين الالكترونية برزت العديد من العناوين، وسجلت جفرا نيوز حضورها، وتقدمت على غيرها، كونها الأكثر إثارة وشغفاً واتساعا وطموحاً.
جفرا نيوز حكاية طموح، وقصة تحدي، ورغبة جامحة في الحضور والنجاح، مسكونة بشجاعة نادرة، وسرعة متفوقة في الحصول على الخبر ونشره، الخبر الصاعق، وكأن قائدها وناشرها يقود دراجة نارية لا تتوقف عند الإشارات المرورية الحمراء وهي تتنقل بين الشارع والرصيف، تتخطى الخطوط والحواجز، ويعمل معه فريق يتسلل خلف متاريس الاصدقاء والخصوم، وإلى سائر مصادر الحصول على الخبر والتقاطه وصنعه، وتقديمه كوجبات سريعة متلاحقة غير مقيدة بمواعيد الفطور والغداء والعشاء، وهكذا تُقدم اخبارها كسندويشات لكل الأوقات، تُشبع الرغبة بالمعرفة والاطلاع لدى المتلقي الجائع، الذي لا يستطيع الاستغناء عن ارغفة الخبز الشهية الساخنة .
جفرا نيوز لم تعد مجرد موقع، جريدة، حدث، خبر، بل مؤسسة تتقدم، تترسخ، وتستحق أن يُحتفى بها اليوم في عيد ميلادها العاشر، من قبل قادة الرأي العام، وصناع الخبر ومتابعيه، ومن السياسيين ايضاً، ليقولوا لنضال فراعنة: مبروك.
وهو يستحق ذلك.