صحيفة العرّاب

ماذا يحدث إن "عطست" وعيناك مفتوحتان؟

  ربّما كنا ندخل في تحدٍ مع زملائنا في الدراسة ونحن صغار لمعرفة من سيكون بوسعه العطس وعينيه مفتوحتين، وبدا الأمر بالفعل أشبه بالمستحيل، وما كنا نعرفه وقتها هو أنّ من يجرؤ على تجربة ذلك الفعل قد تنخلع مقلتا عينيه، لكن لا توجد إلا حقائق قليلة تدعم فكرة أن محاولة العطس والعينان مفتوحتان تُشَكِّل خطورة.


ورغم ما سبق أن نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن انخلاع عين امرأة أثناء محاولتها فعل الشيء نفسه عام 1882، لكن ثبت أن كل المزاعم التي تتحدث عن انخلاع مقلتي العينين بسبب العطس هي دائمًا ما تكون خاطئة.

وما ثبت مؤخرًا بالفعل هو أن العطس لا ينطوي بأي حال من الأحوال على أي تبعات أو تداعيات عنيفة، ويمكن لعطسة واحدة أنْ تطلق نفخة من الهواء، الضغط والمخاط بسرعة تصل لـ 10 ميل في الساعة، لكن هذا ليس كافيًا للتسبب في حدوث أضرار وتلفيات دائمة.
وعلَّق على ذلك دكتور ديفيد هاستون، عميد كلية طب "تكساس إيه آند إم" في هيوستن، بقوله: "غير وارد على الإطلاق أن يتسبب الضغط الذي ينجم عن العطس في انقلاع مقلة العين".

وأضاف أنه من الصعب الإبقاء على العينين مفتوحتين أثناء العطس، لكنّ ذلك ممكن، وأنه يحدث أن يبقي بعض الناس على عيونهم مفتوحة أثناء العطس بصورة طبيعية، وأيًا كان الأمر، سواء تمّ الإبقاء على العينين مفتوحتين أو تم إغلاقهما، فالشيء المؤكد هو أنّ العينين سيبقيان في مكانهما دون خطورة.

وحال دخل الشخص في نوبة عطس شديدة أو زائدة عن المعدل الطبيعي، فيمكن أن ينفجر وعاء من الأوعية الدموية الصغيرة، وهو ما يترك العينين حمراوين اللون ومضطربتين.

كما يمكن أن يؤدي الإجهاد المفرط بسبب نشاطات منها رفع الأثقال والتمرينات الشاقّة، وحتى الولادة، إلى حدوث انفجار بالأوعية الدموية في العينين. ويمكن لهذه الأوعية التالفة أن تسرّب بعض الدم في بعض الأحيان إلى الفضاء المحيط، وأن تنتج نزفًا تحت الملتحمة، وبينما لا يكون هذا النزيف ضارًا، فإنه يكون مخيف المظهر.

لكن ليس لذلك صلة بما إنْ كانت العينان مفتوحتين أم لا، وإن كانت أعين السيدات الحوامل وممارسي رياضة رفع الأثقال سليمة، فلن يتسبب العطس مطلقًا في إلحاق الضّرر بها.