صحيفة العرّاب

نضال الفراعنة يكتب : جهات عربية ودولية عن الملك: "سر غامض جدا"

  كتب -  نضال الفراعنة

 
يباغت مسؤول عربي "دائرته الضيقة" بسؤال بدا عجيبا: ما الذي يمتلكه الملك عبدالله الثاني ولا يمتلكه القادة والمسؤولين لدينا، وقبل أن تنهمر عليه الأسئلة من ضيوف "أمسيته السياسية" يوجه سؤالا ثانيا: لماذا يقف برلمان أوروبا عن بكرة أبيه للتصفيق للملك عبدالله بينما يرفض البرلمان الأوروبي وقوف قادتنا أمامه، قبل يُلغّم المسؤول العربي الأمسية السياسية ب"إجابة مفاجئة": الملك عبدالله الثاني لديه "سر غامض"، فاتحا المجال أمام دائرته الضيقة لتحليل إجابته ومعرفة السر.
 
وقبل أن تنهمر الإجابات والتحليلات على المسؤول العربي يستدرك الأخير بالقول إن ما يقوله عن الملك الأردني ليس عداءً أو كراهية بل إعجابا بملك منحته الأقدار "منصبا شاقا"، في مملكة ابتلاها الله ب"حزام النار" الذي لو اكتوت به أيا من بلادنا المليارية لسقطت سقوطا ذريعا، ف"خلطة الملك" لا تزال مقاديرها غير معروفة للكثيرين حول العالم رغم اقتصاد كسيح تحمّل أزمات الإقليم ب"ثبات الملاكم الكبير".
 
أحد حكماء الأمسية السياسية أبلغ المسؤول العربي بأنه خدم لبلده دبلوماسيا في الأردن قبل سنوات، وأنه أستغرب الخلطة الأردنية فعلا، إذ يروي إنه كان يستقل سيارات أجرة وكان يتعمد فتح مواضيع مع سائقيها وأنه كان يلمح للظروف الاقتصادية الصعبة وكيفية احتمال الأردنيين لها ليتفاجأ بأن سائقي التكسي كانوا يقولون إنهم يعشقون الملك وأنهم سيقفون معه حتى لو اضطرهم الأمر للجوع والضنك.
 
يسأل المسؤول العربي الحكيم من واقع خبرة الثاني: هل لا يزال الأردنيون يحبون الملك ويقفون معه برغم تدهور الوضع الاقتصادي، فيجيب الحكيم باطمئنان العارف أن الملك عبدالله الثاني يستمد "خلطته الخاصة" من "وعي وصبر وحكمة" الأردنيين، وأن الأردنيين مستعدين لأن يقفوا مع الملك حتى لو لم يجدوا "قوت عيالهم" فالقصة لدى الأردنيين "قصة مبدأ" وهم يعرفون ما يفعله الملك من أجل مستقبل بدأت معالمه بالظهور رغم كميات الشحن السلبي "الممول" ضد الأردن.
ما سردته أعلاه مضمون أمسية سياسية رواها لي صديق عربي، وهو مضمون أملى علي فكرة هذا المقال، ففعلا يساند الأردنيون الملك على "الحلوة والمرة" ويقفون إلى جانبه ويثقون بقراراته وسياساته، ويعرفون أن رجلا لم يبع فلسطين ولم يفاوض عليها يستحق الوقوف معه، وأنه لا يوجد زعيم في الدنيا وقف مع فلسطين والفلسطينيون حين انفض الجميع من حولهم.
سنظل نقف مع الملك ما دمنا "بوصلته دائما" فهمومنا وصعوباتنا المعيشية هي أجندة الملك في كل العواصم التي يسافر إليها.