طالب حزب جبهة العمل الاسلامي بإقالة رئيس الجامعة الهاشمية د. سليمان عربيات والمسؤولين عما وصفه بـ"المجزرة الانتخابية "التي افضت الى حصر عملية الانتخاب بـ64 مرشحاً لاشغال 58 مقعداً بعد شطب 75 مرشحاً اغلبهم من الاتجاه الاسلامي.
واشار مسؤول الملف الوطني في الحزب محمد الزيود الى أن ما يجري هو "مجزرة حقيقية بغطاء زائف وهش"، حيث أن "تزوير إرادة الطلاب جريمة بحق الأجيال ووصاية عليهم باعتبار أنهم غير قادرين على اختيار ممثليهم".
وتابع"الانتخابات بهذه الصيغة هي انتخابات وهمية صورية تجري بإرادة عمادة شؤون الطلبة وبتوجيه من معالي الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة وليس للطلبة إلا أن يذعنوا للقرارات التي تطبخ خارج أسوار الجامعة ، فالذي يجري هو تعيين وليس انتخاب والأصل أن نسمي الأشياء بمسمياتها" .
ونوه الزيود الى ان الجامعة باجراءتها هذا "اعتدت" على حق الطلبة الشرعي في اختيار ممثليهم و"فككت الروابط بين أبناء الجامعة بانحيازها إلى لون خاص" .
وطالب بـ"انقاذ ما تبقى من الحرية الشخصية للشباب الجامعي" الذين "يمارس عليهم القهر والتسلط والارهاب "من خلال قوانين وتشريعات "تفتقد إلى الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية ووضع مصلحة الوطن العليا في الحسبان ومصلحة الشباب الذين هم عماد الأمة وأمل لمستقبلها الزاهر" .
واشار الى ان "التضييق" على الطلبة في اختيار ممثليهم يعني "مزيداً من الفوضى ومزيداً من الإنفلات الأمني وزيادة في المشاكل التي نحن في غنى عنها في ظل ما يعيشه المجتمع من الظواهر السلبية المتكررة يومياً"،وتساءل"فهل يعي المسؤولون عن الجامعة مثل هذا ؟".
وشدد الزيود على أن "الإنحياز الواضح" لشريحة محسوبة على العمادة والعمل على "إقصاء" الآخرين معناه "ترسيخ للتفرقة ودعم للفوضى وانتصار لطرف على حساب الآخر" ،منوهاً الى أن المفترض ان تكون الجامعة "لكل أبناء الوطن على اختلاف مشاربهم وأفكارهم ومعتقداتهم".
وقال مسؤول الملف الوطني ان اجراء انتخابات بهذه الطريقة و"تهميش شريحة كبرى من الطلاب والتعدي على حقوقهم وسلب إرادتهم" يؤكد بما "لا يدع مجالاً للشك" أن البلد "مقبلة على انتخابات نيابية صورية ومزورة بامتياز"،وتابع "الحديث عن أجواء من الحرية والديمقراطية في هذه الانتخابات ما هو إلا لذر الرماد في العيون وضحك على ذقون المواطنين الذين باتوا لا يثقون بحكوماتهم التي خذلتهم في أكثر المواقف" .
كانت الجامعة الهاشمية شطبت 75 مرشحاً بذريعة عدم مشاركتهم في الأنشطة التي تنظمها عمادة شؤون الطلبة،حيث بلغ عدد المرشحين الذين تم قبول ترشيحاتها 64 مرشحاً ،فيما يبلغ العدد الكلي لأعضاء المجلس 58 مقعداً ،وبذلك حسمت نتائج 7 كليات من أصل 13 كلية بالتزكية .
فقد تم استثناء كافة مرشحي القوى الطلابية الفاعلة في الجامعة ومن بين 138 مرشحاً تقدموا للترشح تم قبول ترشيح 64 طالباً يتنافسون على 58 مقعد ، حيث حسمت مقاعد سبع كليات بالتزكية وهي كلية الطب والتمريض والعلوم الطبية المساندة والأداب وكلية الملكة رانيا لتربية الطفل والعلوم التروية والرياضة فيما ستجري إنتخابات شكلية في ست كليات حيث تم قبول ترشيح عدد من المرشحين في كل كلية من الكليات الست المتبقية يساوي عدد المقاعد زائد واحد فقد تم قبول ترشيح 14 مرشح في كلية الإقتصاد ل13 مقعد و11 مرشح ل10 مقاعد في الهندسة وست مرشحين لخمس مقاعد في العلوم 4 مرشحين لثلاث مقاعد في كلية تكنولوجيا المعلومات و3 مرشحين لمقعدين في السياحة و3 مرشحين لمقعدين في كلية الموارد الطبيعية .
وكانت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " قد حذرت في وقت سابق من خطورة التعديلات التي قامت بها إدارة الجامعة على شروط الترشيح وبخاصة إضافة شرط آخر ينص على أن يكون المرشح " مشاركا مشاركة فعلية داخل الجامعة في المناسبات الدينية والوطنية والقومية والنشاطات الثقافية والعلمية والاجتماعية والفنية والتطوعية " وهو ما يشكل سابقة في انتخابات مجالس الطلبة حيث لم يتم تحديد معيار واضح لهذه المشاركة الفعلية الأمر الذي يخضع الموافقة على الترشح لمزاجية عمادة شؤون الطلبة وهو ما رأت فيه الحملة محاولة واضحة لإقصاء القوى الطلابية الفاعلة في الجامعة عن مجلس الطلبة إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " نؤكد على الآتي :
3_ إن تغييب الحركات الطلابية (( كتلة التجديد العربية ، الوحدة الطلابية و الاتجاه الإسلامي )) عن المشاركة في انتخابات مجلس الطلبة يؤكد على استمرار العقلية الأمنية في إدارة شؤون الطلبة ، ويشير إلى أن المطلوب هو إقصاء القوى الطلابية وتجهيل الطلبة وتخريج جيل من الطلبة لا يتمتع بالوعي والفكر والثقافة وتتعزز فيه ثقافة الخوف .
4_ إن هذا الإجراء الذي قامت به إدارة الجامعة الهاشمية يدلل على أهمية ما أشارت له الحملة في إطار ملاحظاتها على قانون الجامعات الأردنية من ناحية إلزام الجامعات بإقامة انتخابات تتسم بالديمقراطية وتعكس التمثيل الحقيقي للطلبة .
إن هذه الخطوة العرفية التي قام بها رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور سليمان عربيات وعميد شؤون الطلبة الدكتور يوسف عليمات تفرغ وزارة التنمية السياسية وبرنامجها لتحفيز الشباب للمشاركة في الانتخابات البرلمانية من محتواه وتجعل من هذا البرنامج مجرد شعارات تضليلية لاتعكس حقيقة التوجهات الحكومية نحو تجهيل الطلبة .
إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " نطالب وزارة التعليم العالي أن تتحمل مسؤولياتها في صون حقوق الطلبة والتدخل الفوري لوقف هذا الإجراء القمعي ، كما أننا نرى أن على كافة منظمات حقوق الإنسان التدخل الفوري لدفع إدارة الجامعة بالتراجع عن خطواتها .
في الختام نؤكد أن مرور هذا الإجراء مرور الكرام سيؤدي إلى استنساخه في باقي الجامعات ومن ثم العودة بنا إلى نظام التعيين في انتخابات المجالس الطلابية وما رافق هذا النظام من انتشار لكافة المظاهر السلبية في جامعاتنا والعودة بجامعاتنا إلى العصور الوسطى ، لذلك فإن الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة " ذبحتونا " ستعمل بالتعاون مع كافة القوى الطلابية والمنظمات الحقوقية لإفشال هذه " المجزرة الانتخابية " التي قادتها إدارة الجامعة متمثلة برئيسها وعميد شؤون الطلبة فيها . وستوجه الحملة في هذا الصدد رسائل إلى كل من وزارتي التعليم العالي والتنمية السياسية ومجلس أمناء الجامعة الهاشمية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان والمركز الوطني لحقوق الإنسان . ومعاً من أجل اتحاد عام لطلبة الأردن معاً لوقف المجزرة الانتخابية في الجامعة الهاشمية .