صحيفة العرّاب

"جوجل" يعترف بالتجسس على المراسلات الإلكترونية اللاسلكية

اعترف عملاق الإنترنت الأمريكي "جوجل" بأن خدمة "ستريت فيو" التابعة له، والتي تستخدم سيارات جوالة مخصصة لتصوير مشاهد الشوارع، وبيوتها، لعرضها على الإنترنت، كانت تلتقط "مقاطع" صغيرة من البيانات التي كان يرسلها مستخدمو تقنية "واي - فاي" اللاسلكية أثناء اتصالاتهم المفتوحة -أي من دون ترميز أو شفرات - بالإنترنت لتصفح المواقع أو الشراء أو تبادل الأحاديث والرسائل والصور، والتعامل مع المصارف والمؤسسات المالية.

 اضافت، أن الهوائيات المنصوبة على سياراتها التقطت مقاطع من المراسلات لدى مرورها في شوارع المدن، إلا أنها أشارت إلى أن تلك المقاطع كانت مجتزأة لأن السيارات لم تكن متوقفة بل متحركة. وأكدت أن تلك البيانات لا تشكل أي معلومات من المواقع الإلكترونية المحصنة الآمنة مثل المصارف.
 
وحسبما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن اليوم الاحد، أثار اعتراف "جوجل" مخاوف مستخدمي الإنترنت من تدخل هذه الإمبراطورية المعلوماتية في خصوصياتهم، وأضحت هذه المخاوف أكبر بكثير من مخاوف تسلل القراصنة الإلكترونيين، نظرا لما تملكه من إمكانات هائلة في جمع البيانات من النصوص والمقاطع الصوتية والصور والفيديو، إضافة إلى رصدها الدائم لأذواقهم ونزعاتهم الشخصية من خلال استخدامهم لمحرك البحث لديها.
 
وقد جاء اعتراف "جوجل" بعد أن فتحت الحكومة الألمانية تحقيقا للتعرف على الأسباب التي حدت ببوابة "جوجل" لجمع بيانات مرسلة عبر تقنية "واي ـ فاي" للاتصالات اللاسلكية.
 
وكانت "جوجل" قد ردت قبل نحو شهر بأنها جمعت فقط أسماء ومواقع شبكات "واي ـ فاي" المحلية، وهي معلومات زعمت أنها معروفة لعموم الناس، وأنها مفيدة لتحسين خدماتها لعرض المواقع والأمكنة.
 
إلا أن التحقيقات أظهرت أن المعلومات التي جمعتها "جوجل" كانت أكثر تدخلا في خصوصيات المستخدمين. وقالت الشركة إن البيانات قد جمعت بسبب خطأ في البرمجة عام 2006، وإنها لم تستخدم مطلقا تلك البيانات بأي طريقة.
 
ويعتبر اعتراف الشركة الإنترنتية العملاقة بخطئها نكسة كبيرة لها، سوف تسيء لسمعتها كحارس أمين ومسؤول عن حماية معلومات مستخدميها. وقالت "جوجل»"إنها اتصلت بعدد من الهيئات المسؤولة عن حماية الخصوصية في أوروبا وإنها ترغب في إزالة البيانات التي جمعتها ومحوها.