ببراءة الطفولة انتظر الطفل صالح الدويكات، الذي فقد عينه اليمنى نتيجة تعرضه للضرب على يد أستاذه أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي، اللحظة التي تم فيها تركيب عين اصطناعية له في مستشفى ابن الهيثم الخاص أول من أمس.
"الحمد لله ارتحت من ألم لازمني منذ اليوم الذي ضربني فيه أستاذي"، بهذه الكلمات بدأ صالح حديثه إلى "الغد" أمس عن شعوره عقب تركيب عين اصطناعية له، وأتبعها بتنهيدة طويلة.
واكتفى بالقول "سأعود الآن للدراسة بعد أن أجريت عمليتي الجراحية، حتى أنجز ما علي من دروس وواجبات".
"لم يعد بإمكان صالح اليوم أن يبكي ويذرف دموعه كما كان، ولكن الحمد لله على كل حال"، حسب والده، الذي أعرب عن أمله في أن يتمم الله على نجله الأكبر نعمة الصحة.
ويقول الأب الدويكات، وهو يقبل ابنه، "منذ أربعة أشهر ونحن نعاني من فقدان عين صالح التي شكلت قضية شغلت الرأي العام".
عين صالح اليمنى غادرت جسده إلى الأبد، بعد أن قرر الأطباء المشرفون على حالته استئصالها وتفريغ محتوياتها، "حتى لا تشكل بؤرة التهاب قد تؤثر على مستقبله"، حسب ما كان أكده الطبيب المشرف على حالته الدكتور إبراهيم سعيدات.
وكان الأب الدويكات عبر عن حزنه الشديد لقرار إزالة عين ابنه، مكتفيا بالقول "إنا لله وإنا إليه راجعون".
وكان الطفل دويكات أجرى في شهر آذار (مارس) الماضي عملية جراحية لترميم حجرة العين التي كانت تعاني من "كسور متعددة".
وكان الطفل عانى أيضا من "هواء على الدماغ"، حسب الاختصاصيين المشرفين على حالته، فضلا عن انفجار في العين وكسور أدت إلى خروج معظم محتويات العين.
ويشترك الطفل الدويكات، في "مأساته" مع الطفل محمد الهويمل، الذي فقد عينه اليمنى أيضا بعصا أستاذه العام الماضي في منطقة الغور الجنوبي.
ويواجه الطفل الهويمل عجزه بـ "محاولة نسيان ما جرى"، على حد تعبيره، لكنه يعود ويتذكر مأساته كلما نظر إلى المرآة، شأنه في ذلك شأن الطفل الدويكات.
وعانى الطفل الهويمل، ابن الاثني عشر ربيعا أيضاً، من "خلخلة" في وضع عدسة العين، وتشكل مياه بيضاء فيها، ما تطلب إجراء عملية جراحية من أجل زراعة وإعادة العدسة إلى وضعها الطبيعي، وإخراج المياه البيضاء من حولها.الغد