حذرت لجنة مقاومة التطبيع النقابية طلبة الجامعات والمثقفين والأكاديميين من الوقوع فيما أسمته "شراك بعض المعاهد الصهيونية التي تمارس التطبيع تحت ستار دورات علمية وتثقيفية".
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نشرت تقريرا مطولا، وأجرت عددا من اللقاءات مع طلبة قالت إنهم أردنيون وفلسطينيون يدرسون في معهد بوادي عربة، تزامن مع إعلان نشرته إحدى الصحف اليومية باللغة الانجليزية عن منح دراسية مجانية، تبين بعد اتصال أجرته الـ"السبيل" أنها تعود الى معهد إسرائيلي في وادي عربة.
وأكد رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية بادي رفايعة أن اللجنة تقوم في الوقت الراهن بإجراء بحث حول معلومات أولية تلقتها عن قيام معهد "إسرائيلي" بإعطاء منح مجانية، مشيرا الى أن ذلك يأتي "ضمن سياق المشروعات الأمريكية الصهيونية العاملة في المنطقة لتحسين صورة الكيان الصهيوني".
وشدد رفايعة على أن هذا المشروع سيفشل، كما فشل غيره من المشاريع السابقة، على غرار المشروع الصيوني المسمى "معهد وادي عربة لجسر الهوة بين العرب واليهود".
وقال إن اللجنة تلقت اليوم عددا من الاتصالات الهاتفية حول هذا الإعلان، مشيرا الى أن هذا النوع من المشاريع يعتبر جديدا من نوعه وبأسلوبه، يتستر القائمون عليه بأغطية بيئية وبحثية علمية لاختراق الأمة، وتحسين صورة الكيان المغتصب التي باتت واضحة للجميع.
ولفت رفايعة الى "أن اللجنة لن تتوانى ولن تسكت عن فضح هذه المشاريع"، محذرا في ذات الوقت جميع الطلبة والأكاديميين من الوقوع فيما أسماه "المصيدة التي تستهدف اختراق عقل الأمة".
وكانت الـ"السبيل" قد أجرت اتصالا هاتفيا على رقم الهاتف الخلوي الوارد في الإعلان، وتبين أن المعهد الذي سيشرع الأسبوع المقبل بإجراء المقابلات الشخصية للراغبين بالالتحاق بتلك الدورات، يعمل في إطار مشروع مدعوم من الولايات المتحدة.
ويعرض المعهد منحا مجانية لدراسة البيئة والسياسة وغيرها من القضايا، لمدد تتراوح بين أربعة أشهر وثمانية أشهر في منطقة "أم الرشراش" أو ما تسمى بـ"إيلات" داخل "إسرائيل".
وعند السؤال عن الفيزا والتسهيلات المقدمة كان الجواب بإن "لا داعي لأن يعرف أحد مكان الدراسة أو حتى طبيعتها".
وكانت "السبيل" قد نشرت في وقت سابق تحذيرات لشخصيات وطنية ونقابية من "انجرار جمعيات محلية تعمل في المجال الإنساني الى التمادي في التطبيع مع الكيان الصهيوني". بعد مراجعة طلبة تمريض للنقابة حول عروض تلقوها للدراسة والعمل في مراكز إسرائيلية.
يذكر أن وكالة الأنباء الفرنسية نشرت تحقيقا قالت فيه إن طلابا أردنيين وفلسطينيين يتابعون دراسات متخصصة في مجالات بيئية حديثة مثل الطاقات المتجددة وتكنولوجيا العلوم في معهد إسرائيلي ومعهم طلاب اسرائيليون، رغم اتهامات بـ"التطبيع" مع الدولة العبرية.
وأجرت الوكالة مع طالبة عرفت عن نفسها بالاسم المستعار "ندى" خوفا من الانتقادات داخل الاردن كونها تدرس في "إسرائيل"، قالت إنها "تتعلم عن الاحتباس الحراري والبيئة ومشاكل بيئية معاصرة تؤثر على حياتنا ونحاول إيجاد حلول لها".
وتقول "ندى" أريد أن "أنهي دراستي الماجستير، بغض النظر عن الحملة التي شنتها الصحافة الأردنية علينا، والتي اتهمتنا فيها بالتطبيع مع "إسرائيل، لمجرد أننا ندرس موضوعا جديدا".
وتؤكد أن جل ما في الأمر هو "أنني أنهيت دراستي الجامعية في موضوع العلوم الإنسانية في الاردن، وعندما قرأت إعلان المعهد عن دراسة البيئة والمياه أعجبني الموضوع وتقدمت للدراسة".
ويقع المعهد التابع لجامعة بن غوريون في منطقة النقب بقلب الصحراء، وتتميز المنطقة بأن درجات الحرارة في الصيف فيها هي الأعلى في "إسرائيل". وتنتشر حولها ألواح شمسية ضخمة وخزانات مياه.
وتأسس المعهد في 1996 بعد عامين تقريبا على توقيع معاهدة وادي عربة للسلام بين "إسرائيل" والاردن في 26 تشرين الأول/اكتوبر 1994.السبيل