السؤال أيضًا، لماذا يفهم الجميع في التقاليد ويتحدثون فيها، بينما لا أحد يتحدث في قوانين الديناميكا الحرارية أو الهندسة المستقاة من الطبيعة التي كان أجدادي يفهمونها عندما يختارون مغارة ليحولوها إلى مكان يصلح للسكن، أو يأخذونها في الاعتبار عند البناء للسكن قبل أن نفتتح عشرات من كليات الهندسة التي ينشغل طلبتها بأن يكونوا غانمين وأجاويد بينما لا يطالبهم أحد بتوطين صناعة الثيرومس الحراري الذي أخذ مكان الدلة الخفيفة والصغيرة والتي كانت تصلح للحمل باليد اليسرى، ولكنها لا تحفظ القهوة ساخنة لفترة طويلة، فكان ذلك يستلزم أن يكون ثمة إنسان يجلس إلى منقل النار ويحمس حبوب البن، ولأن العبودية انتهت، ويفترض أن عمل الإنسان أكثر قيمة من هكذا مهمة تافهة، فإننا أصررنا على الاكتفاء بإعادة إنتاجه في مدخل بعض الفنادق ليمثل أنه يصنع القهوة التي قدمت من خلال خط إنتاج حديث (ومستورد) على الطريقة التقليدية أمام السياح.
خلونا نطلع من إنتاج الشيوخ والناس الثقالة، لنصنع مجتمعًا حقيقيًا وفاعلًا ومنتجًا، يكون فيه أستاذ المدرسة مقدمًا على صاحب العطوفة في الجاهات، مع أنها هي الأخرى، ليست سوى أحد وجوه التمثيلية الكبرى التي نعيشها، وللأسف من غير محتوى حقيقي.
سأظل في معركتي هذه التي بدأت منذ فترة إلى أن نصنع ثيرموس بجودة عالية في الأردن، وحتى نصنع طائرة مسيرة ذات كفاءة تجعل الاقتراب من الأردن يشبه مغامرة روسيا في أوكرانيا، وعدا ذلك، لا أجاويد ولا غيره.