في ظلّ ما يشهده قطاع غزة من مأساة إنسانية غير مسبوقة، ومع الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار، يؤكد حزب الاتحاد الوطني الأردني أن الموقف الأردني الشعبي والحزبي سيبقى ثابتًا في دعم الشعب الفلسطيني وصموده، ورفض جميع أشكال العدوان والتهجير والحصار الذي يعانيه أهلنا في غزة منذ عامٍ كامل من الألم والدمار.
ويثمّن الحزب الجهود الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الجهود الأردنية، الرامية إلى وقف نزيف الدم وحماية المدنيين، مشددًا على أن الحق الفلسطيني في الحياة والحرية والاستقلال لا يُختزل في هدنة مؤقتة أو ترتيبات أمنية، بل هو حق تاريخي راسخ لا يسقط بالتقادم.
إن حزب الاتحاد الوطني الأردني يدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في محاسبة الاحتلال على جرائمه، وضمان فتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وبدء عملية إعادة إعمار القطاع تحت إشراف أممي وعربي مشترك، بما يضمن الكرامة والعدالة لشعبٍ ما زال يدفع ثمن الاحتلال بصبرٍ أسطوري وإيمانٍ لا ينكسر.
ويؤكد الحزب أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سيبقى المدافع الأول عن القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف، وأنه لن يسمح بتمرير أي تسوية تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أو تمس ثوابته الوطنية.
ويؤكد الحزب أن إعادة إعمار غزة يجب أن تكون بأيدٍ عربية خالصة، وبإشرافٍ مشترك من الدول العربية والإسلامية التي آمنت دومًا بعدالة القضية الفلسطينية. فدمار القطاع لا يُعاد بنقود المانحين وحدها، بل بإرادة عربية صادقة تضع الكرامة قبل المساعدات، وتُعيد بناء البيوت والمدارس والمستشفيات بجهود المهندسين والعمال العرب، لتبقى غزة شاهدة على التضامن العربي الحقيقي، لا على العجز الدولي.
إن إعمار غزة ليس مشروعًا هندسيًا فحسب، بل مشروع كرامةٍ وهويةٍ عربيةٍ جامعة، يُعيد للأمة ثقتها بذاتها ويثبت أن وحدة الموقف العربي قادرة على تحويل الركام إلى أمل، والأنقاض إلى حياة.
ختامًا، يجدد الحزب تضامنه الكامل مع أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس، ويؤكد أن العدالة والسلام الحقيقي لن يتحققا إلا بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.