صحيفة العرّاب

اليسار والقوميون يجرون محاولة أخيرة للخروج بموقف موحد من الانتخابات اليوم

تعقد القوى اليسارية والقومية آخر اجتماع لها مساء اليوم في محاولة أخيرة للخروج بموقف مشترك من الانتخابات النيابية رغم صعوبة تطبيقه وفق ما اكدته مصادر حزبية.

ويأتي ذلك بعد ايام قليلة من حسم الحركة الاسلامية لموقفها من مقاطعة الانتخابات النيابية وسط ابقائها على باب الحوار مع الحكومة مفتوحا مع رهن التفكير باعادة النظر في قرارها في حال استجابت الحكومة لمطالبها بشكل عملي
ويعقد الاجتماع وسط حسم بعض القوى المشاركة فيه موقفها من المشاركة في الانتخابات النيابية مثل حزب حشد والحركة القومية للديمقراطية المباشرة والبعث الاشتراكي او المقاطعة كالتي اتخذها حزب الوحدة الشعبية على ان يعلن اسبابها في مؤتمر صحافي يعقده السبت المقبل.
في المقابل لم يحسم الحزب الشيوعي موقفه من الانتخابات مشاركة او مقاطعة على ان يتخذ قرارها النهائي بشانها في اجتماع يعقده الجمعة المقبل فيما قرر حزب البعث التقدمي على لسان امنيه العام فؤاد دبور عدم المشاركة في الترشيح واعطاء الحرية لاعضاء الحزب في الانتخاب الا في حالة ان خرج قرار مشترك بين هذه القوى.
وقال امين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب ان اجتماع اليوم سيكون في محاولة اخيرة للخروج بموقف مشترك بين ستة احزاب يسارية وقومية رغم اعلان بعضها موقفه مباشره لجهة المشاركة او المقاطعة من شانه ذلك الموقف التاكيد على مطالبهم في تعديل قانون الانتخاب وتوفير المناخ السياسي الملائم لاجراء الانتخابات.
وزاد ذياب انه في حالة عدم الخروج بموقف مشترك بين هذه القوى فانه من المنتظر ان يلجأ كل حزب لاتخاذ موقف خاص به.
الى ذلك استعرضت لجنة التنسيق العليا في اجتماعها الدوري الذي عقدته مساء امس الاول في مقر حزب جبهة العمل الاسلامي مواقف الاحزاب المنضوية تحت مظلة اللجنة من الانتخابات النيابية مشيرة انه ما زالت معظم هذه الأحزاب تتدارس فيما بينها الموقف من المشاركة في الانتخابات النيابية بعد أن أعلنت الحركة الإسلامية بجلاء موقفها منها.
وكان حزب الوحدة الشعبية قد قرر مقاطعة الانتخابات النيابية لقناعته بعدم وجود ضمانات كافية لنزاهة الانتخابات النيابية وعدم توفر اجواء مشجعه على المشاركة.
فيما اعلن حزب حشد في مؤتمره العام الخامس مشاركته في الانتخابات النيابية داعيا اعضاءه للانخراط بحيوية في المهام المترتبة على هذه المشاركة التي ستحدد طبيعتها ومستوياتها اللجنة المركزية المقبلة رغم موقف الحزب المعروف النقدي تجاه قانون الانتخابات النيابية.
وسبقه حزب البعث العربي الاشتراكي الذي اعلن قبل اسبوعين مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة مع استمراره في الحوار مع القوى الاخرى الى جانب اعلان الحركة القومية للديمقراطية المباشرة رغبتها في المشاركة في الانتخابات.
وكانت ستة احزاب يسارية وقومية وهي الوحدة وحشد والشيوعي والبعثان الاشتراكي والتقدمي والحركة القومية قد توافقت على استمرار حوارها بموضوع الانتخابات النيابية سواء لجهة المشاركة أو المقاطعة وصولا الى اتخاذ موقف مشترك.
واجمعت هذه الاحزاب على ضرورة التوقف والتفكير ملياً بموضوع الانتخابات سواء لجهة المشاركة أو لجهة المقاطعة خاصة امام السياسات الحكومية التي أوصلت البلاد إلى أزمة حقيقية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية من مصادرة للحريات العامة وإغلاق أي أفق للإصلاح السياسي إلى فرض المزيد من الضرائب وتحميل الفقراء وأصحاب الدخل المحدود عبء العجز الكبير في الموازنة إلى إقرار قانون الانتخاب متجاهلة كل الآراء والمقترحات.
يشار ان الانتخابات النيابية الماضية اظهرت عملية اخفاق كبيرة للاحزاب السياسية بمختلف اطيافها لعدم فوز اي من مرشحيها الذين طرحتهم باعداد رمزية معزية ذلك الى انشغالها بعملية تصويب اوضاعها وفق قانون الاحزاب الحالي.