يتعرض مدراء التربية والتعليم في الميدان لضغوط لتعيين 300 شاغر من الأذنة والحراس على الفئة الثالثة. وزارة التربية والتعليم كانت قد منحت صلاحية تعيينات هذه الفئة لمدراء التربية تحقيقا للامركزية إلا أن الضغوط المكثفة قد عكرت علمية الاختيار السليمة لهم.
مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم بين ان غالبية كبرى من النواب ما زالت تضغط على وزير التربية والأمينين العامين للوزارة من اجل التدخل في الضغط على مدراء التربية من اجل تعيين محاسيبهم.
احد مدراء التربية في المناطق البعيدة عن العاصمة طلب المساعدة من احد كبار المسؤولين في وزارة التربية لحسم تعيين خمسة من هذه الفئة بعد أن لاحقته الضغوط حتى في منزله ومكتبه.
المديريات البالغ عددها 34 مديرية تربية وتعليم منتشرة في أنحاء المملكة طرحت إعلانات في الصحف المحلية لملء مثل هذه الشواغر حيث كانت الشروط سهلة ومفتوحة للتعيين ومنها أن يكون عمر المتقدم اقل من أربعين عاما ويعرف القراءة والكتابة وان يكون من سكان المنطقة مما سهل في ارتفاع أعداد المتقدمين والتي تجاوزت أكثر من ثلاثة آلاف متقدم بحسب مصدر مطلع.
أم محمد وتقطن في إحدى ألوية الأغوار أعربت عن قلقها وتخوفها بعد أن اندفعت لنائبي المنطقة من اجل تعيين ابنتها حيث أكد لها احد كبار الموظفين في المديرية بأن تعيينات الأذنة والحراس سيحصدها النواب.
المسؤول التربوي في الوزارة أكد على أن تدخل النواب الشديد في تعيين هذه الفئات يعتبر تعديا على حقوق الآخرين وحرية التقدم والاختيار من قبل مدراء التربية والتعليم.
أحد المدراء الإداريين في مديرية تربية العاصمة قال:إن الشواغر جميعها خصصت للنواب وللواسطات الكبيرة التي مورست على مدير التربية حيث أصبح مكتب مدير التربية محجا يوميا للنواب وشيوخ المنطقة وكبار المسؤولين التي لجأ لهم المواطنون بعد أن يئسوا من المراجعات الفردية.
المسؤول التربوي بين أن شراسة الضغوط تمارس في مناطق البادية والجنوب والمناطق التي تقع خارج العاصمة وتحديدا التي يكون لها أكثر من نائب حيث وصل الأمر إلى مفاخرة البعض منهم بأن ملء هذه الشواغر ستكون له بالكامل من اجل تدعيم مكانته الانتخابية في المنطقة الذي يعتمد أساسا على التعيين والخدمات.
احمد سليمان 65 عاما متقاعد من القوات المسلحة قدم من محافظة المفرق مناشدا احد كبار المسؤولين في التربية أمس بتعيين ابنته حيث قال انه لم يتمكن من مراجعة مدراء التربية مشيرا إلى العديد من المواطنين قد أكدوا له أن واسطات من النوع الثقيل قد حسمت تعيين مثل هذه الشواغر.
وبين سليمان انه من عشيرة ليس لها أي ممثل نيابي حيث قال إلى أين اذهب وماذا سأفعل وأين هي العدالة والشفافية التي نتغنى بها على لسان المسؤولين ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة ومن سينصف المواطن الذي لا حول له ولا قوة.
التكتم لدى بعض مدراء التربية وارتكازهم على الضغط النيابي لدعم مراكزهم يثبت الثقة لديهم في اختيار محاسيب النواب ويثير قلق الوزارة من جانب وقلق المواطنين من عدم الحصول على فرصة التعيين بالمنافسة ووفق شفافية المقابلة والشروط .
العديد من القرارات لمدارء التربية قد خضعت في السابق والوقت الحالي لضغوط النواب وكبار المسؤولين في تعيين مدراء المدارس ومساعديهم ونقل المعلمين نحو الوظائف الإدارية والتي أنحى العديد من التربويين والمهتمين تراجع المستوى التعليمي الكبير في الميدان للواسطات والاختيارات المزاجية التي مارسها البعض وولدت الإحباط والترهل لدى معلمي الغرف الصفية.