خرج منتخب الناشئين لكرة القدم بنقطة ثمينة من المباراة التي جمعته بنظيره الأوزبكي, بعدما تعادلا من دون أهداف مساء أمس ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لنهائيات كأس اَسيا التي تستضيفها أوزبكستان.
المنتخب قدم عرضاً طيباً في المباراة التي تابعها السفير الأردني في أوزبكستان الدكتور موفق العجلوني والسفيرين المصري والجزائري, وتمكن من الوقوف نداً قوياً لمنافسه (القوي) والذي تسلح بنحو (20) ألف مشجع احتشدوا في ستاد باختكور.
النتيجة رفعت رصيد منتخبنا إلى نقطتين, وأبقت المنتخب الأوزبكي وحيداً في الصدارة بـ (4) نقاط, علماً أن مباراة طاجيكستان (1) وإندونيسيا (برصيد خال) لحساب نفس المجموعة انتهت في ساعة متأخرة أمس.
وبات النشامى مطالبين بالفوز ولا شيء سواه على إندونيسيا في الجولة الثالثة/ الأخيرة غداً الخميس, لضمان التأهل إلى دور الثمانية رسمياً دون النظر إلى لقاء أوزبكستان وطاجيكستان, للاقتراب بالتالي من المربع الذهبي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة العام المقبل في المكسيك.
ضغط أوزبكي
كما كان متوقعاً, استهل المنتخب الأوزبكي المباراة بحماس كبير مدعماً بجماهيره العريضة, وفرض أفضلية ميدانية وسط تمركز مثالي للاعبيه فوق أرجاء الملعب.
إزاء ذلك كان لزاماً على لاعبينا إبداء انضباط أكثر في النواحي الدفاعية, وعمل حسام أبو سعدة وأحمد الغنيمات على تغطية العمق الدفاعي بإسناد من سمير رجا وعمر خليل, في الوقت الذي تراجع فيه أحمد اسريوه وإحسان حداد لدعم الظهيرين باسل أبو حلوة ومجد عنانزة في الركنين الأيسر والأيمن, الأمر الذي عزل تامر صوبر وليث البشتاوي في المقدمة, اللذين حاولا عبر اجتهادات فردية اصطدمت بجداز أوزبكي متين.
هذا الحال منح المنافس فرص تشكيل الخطورة على مرمى منتخبنا بالنظر إلى الاستحواذ المتكرر على الكرة, واستهل موراتوف المحاولات الأوزبكية بتسديدة من داخل المنطقة سيطر عليها محمد أبو نبهان, الذي أخطأ بعد ذلك تقدير كرة عرضية لينقذ الغنيمات الموقف.
منتخبنا أيقن في الدقائق التالية ضرورة التقدم لإجبار نظيره الأوزبكي على التراجع, لتشهد المجريات تحسناً ملحوظاً في الأداء الأردني من حيث السيطرة على الكرة وتدويرها, وأطلق سمير رجا قذيفة مباغتة استقرت بأحضان الحارس خولمردوف, قبل أن يستعد المنتخب الأوزبكي حضوره بعد ذلك عبر عرضية منصوروف التي لم تجد المتابعة, ثم رأسية ماخستاليف التي لامست الشباك الخارجية العليا للمرمى, فيما كان نفس اللاعب يتوغل من الجهة اليمنى ويعكس كرة سيطر عليها أبو نبهان.
إضطر الجهاز الفني لمنتخبنا إلى إجراء تبديل يتمثل بخروج مجد عنانزة ودخول صالح راتب أملاً في إيجاد الزيادة العددية في منطقة العمليات, وتراجع إحسان حداد ليشغل مركز الظهير الأيسر, وظهر بعض التنظيم على أداء لاعبينا جراء تلك التعديلات, لكنها لم تمنع الجانب الأوزبكي من مواصلة الضغط والتهديد, وتجلى ذلك بالكرة التي عكسها منصوروف على فوهة المرمى وأبعدها الدفاع, ثم تسديدة ماخستاليف التي سيطر عليها أبو نبهان.
جرأة أردنية
بدأ المنتخب الأوزبكي الشوط الثاني للمباراة كما أنهى شوطها الأول, حيث كان الأحسن تنظيماً والأكثر وصولاً إلى المرمى, وكاد يترجم أفضليته إثر عرضية موراتوف التي طالت على حاكيموف, بعدها كانت رأسية يورين بييف ترتطم بالعارضة وتكمل طريقها خارجاً.
الجهاز الفني لمنتخبنا دفع بورقة عبد الرحمن غيث بدلاً عن أحمد اسريوه, وتراجع تامر صوبر إلى مركز الجناح الأيسر, وأتى ذلك التعديل بثماره وأرخى بظلال إيجابية على أداء لاعبينا الذين بدأوا مع مرور الوقت تبادلون الكرة بطريقة مثالية, وبرزت مهارة ليث البشتاوي وسرعة عبد الرحمن غيث الذي قريباً من افتتاح التسجيل بعد تمريرة نموذجية من سمير رجا توغل على إثرها من الجهة اليمنى قبل أن يسدد في الشباك الجانبية, ثم استقرت رأسية عمر خليل بأحضان الحارس الأوزبكي.
الدقائق المتبقية شهدت دخول عمر الدويك عوضاً عن تامر صوبر, لتتواصل جرأة منتخبنا الهجومية من خلال الإعتماد على الهجمات المرتدة والتمريرات الطويلة, وظهر عبد الرحمن غيث فوق مسرح الأحداث من جديد بانفراد تام لكن كرته طالت ليسيطر عليها الحارس.
ولم تنجح المحاولات التالية لكلا المنتخبين, حتى أطلق الحكم صافرة النهاية بنتيجة مرضية لمنتخبنا.
جوناثان راض
أبدى المدير الفني الإنجليزي لمنتخبنا جوناثان هيل رضاه عن أداء لاعبيه وعن نتيجة التعادل التي تحققت.
وقال في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة إنه كان يدرك حجم القوة التي يتمتع بها المنتخب الأوزبكي الذي يمتاز بدفاع محكم ومهاجمين يملكون حلولاً متعددة, فضلاً عن الجمهور العريض الذي يقف خلفه.
وأضاف أن ذلك تطلب تركيزاً على النواحي الدفاعية دون إفراط في التقدم إلى المواقع الأمامية, وفعلاً نجح اللاعبون بتطبيق الواجبات الموكلة إليهم.
وأوضح جوناثان أن كافة الإحتمالات واردة في الجولة الأخيرة, كون المنتخبات الأربعة تملك حظوظاً بالتأهل - قبل مباراة طاجيكستان وإندونيسيا -, مبيناً أن منتخبنا سينتج أسلوباً مغايراً في المباراة المقبلة وأنه يحترم تماماً قدرات المنتخب الإندونيسي. كما تحدث في المؤتمر الصحافي مدرب المنتخب بيبرت كغدو, الذي بين أن لاعبينا أظهروا نجاعة في الإنضباط الدفاعي, وهو ما أكد عليه الجهاز الفني كثيراً قبل انطلاق المباراة نظراً لقوة المنتخب الأوزبكي.
الجوهري يهاتف الوفد
أشاد المستشار الفني لسمو رئيس الإتحاد/ المدير الفني للمنتخبات الوطنية محمود الجوهري بأداء النشامى خلال مباراة الأمس أمام أوزبكستان.
وقال في اتصال هاتفي أجراه مع الوفد إن المنتخب قدم عرضاً طيباً في المباراة, متطلعاً أن يكون التوفيق حليفه عندما يواجه إندونيسيا غداً الخميس.
ارتياح عام
إلى ذلك, ساد الإرتياح أجواء المنتخب الوطني بعد التعادل مع منتخب أوزبكستان الذي يضم لاعبين على سوية عالية, والذي يرشحه البعض للعب دور بارز في البطولة.
وأثنى عضو مجلس إدارة الإتحاد/ رئيس الوفد الدكتور فايز أبو عريضة على أداء اللاعبين خلال حديثه إليهم بعد انتهاء المباراة, مشيراً أن نتيجة التعادل في هكذا أجواء تعد إيجابية, قبل أن يشدد على ضرورة المحافظة على التركيز في المباراة المقبلة (الأهم) التي ستحدد مصير التأهل.
بدوره, أشاد مدير الدائرة الفنية في الاتحاد/ عضو الوفد أحمد قطيشات بنتيجة التعادل خاصة أنها جاءت بعد ضغط نفسي تعرض له اللاعبون جراء حساسية المباراة والحضور الجماهيري الكثيف, مثمناً دور الجهازين الفني والإداري في المستوى الذي وصل إليه النجوم.
وأضاف أن الإتحاد يولي اهتماماً كبيراً بمنتخب الناشئين وبقية المنتخبات السنية بما ينسجم مع رؤية الأمير علي بن الحسين رئيس الإتحاد الذي يوجه على الدوام بضرورة توفير الدعم وتسخير الإمكانيات أمام (مستقبل) كرة القدم الأردنية. خالد حسنين - موفد اتحاد الإعلام الرياضي