مرت خمس سنوات على وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وما يزال السر مدفونا والسم قد تحلل في التراب القابع تحت الصبة الاسمنتية. عرفات الذي فارق الحياة بسم دس له من حيث لا يدري, لم يسمح لأي من مريديه حضور جنازته لأنه دفن بالسر تحت جنح الظلام.
أحد المقربين بالدم للرئيس الراحل تهرب من مقابلة مع العرب اليوم بعد أن علم أنه سيسأل عن سر دفن الرئيس بتلك الطريقة وطي هذا الملف وعدم متابعة القضية لكشف الحقيقة.
واليوم على أعتاب المؤتمر العام السادس لحركة فتح المؤجل منذ سنين طوال علمت العرب اليوم, أن هناك من سيشمر عن ساعديه بعد تحلل الجثة وموت الأدلة.وسيطرح في المؤتمر المرتقب موضوع تسميم الزعيم الراحل.ولتحقيق الهدف تم تشكيل لجنة متخصصة من الأطباء الذين أشرفوا عليه في مرضه الأخير برئاسة مدير مستشفى الأردن د. عبد الله البشير, علما أنهم لم يخبروا طبيبه الخاص آنذاك د. أشرف الكردي بان حالته الصحية حرجة وطلبوا فرقا طبية من دول عربية أخرى وهذه بحد ذاتها مدعاة للتساؤل!!
وقال رئيس اللجنة د.عبد الله بشير إن الاجتماع الذي كان مقرراً عقده الخميس قبل الماضي قد تأجل بسبب عدم تمكن أعضاء في اللجنة من الحضور إلى عمان وبسبب قصر الفترة المعطاة للعمل, نافياً وجود أي أسباب أخرى غير ذلك تقف وراء قرار التأجيل.
وأضاف البشير أن اللجنة ستجتمع قريباً في عمان, ولكن لم يتم تحديد موعد لها, موضحاً بأن اللجنة ستدرس كامل التقارير الطبية المتعلقة بظروف وفاة الرئيس عرفات على أن يتم بعدها اتخاذ القرار بشأن الخطوة اللاحقة في ضوء نتائج البحث والتدقيق.مؤكدا انه لن يتم نبش القبر لاخراج الجثة وفحصها من جديد.
ولدى اجابته على سؤال:لماذا الان? أجاب د.البشير أن مجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات التي تشكلت قبل عام والذي اجتمع مجلس امنائها مؤخرا قرر ضرورة التوصل الى تقرير طبي نهائي لحسم المسألة.
أما رئيس مجلس إدارة المؤسسة وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة فقال أن لجنة التحقيق التي شكلها مجلس أمناء المؤسسة ستجتمع لإعادة النظر في الظروف الغامضة لوفاة الرئيس عرفات.مضيفا أنه سيتحدد بعد الاجتماع الخطوات المقبلة للتحرك, لافتاً إلى أن مجلس إدارة المؤسسة-15 عضواً-عقد اجتماعه الدوري الشهري قبل أيام في عمان.بيد أن مصادر مطلعة أرجعت قرار تشكيل لجنة التحقيق إلى توفر معلومات جديدة عن سبب وفاة الرئيس عرفات, مع ترجيح القتل بالسم.
من جهته, قال عضو مجلس إدارة المؤسسة النائب ممدوح العبادي أن قرار تشكيل لجنة تحقيق سياسية طبية جاء بناءً على مضامين تقارير أوردت معلومات ليست قطعية وإنما تحمل شبهة بشأن وفاة الرئيس عرفات.
وأردف قائلاً,أن من واجب المؤسسة المعنية بكافة الجوانب المتصلة بالرئيس الراحل ضرورة البحث في سبب وفاة الرئيس عرفات, عما إذا مات مسموماً كما يذهب إلى ذلك بعض الأطباء, أم توفي بشكل طبيعي.لافتا إلى أن المؤسسة ستقدم للجنة التحقيق كل الدعم والمساعدة اللازمة للوصول إلى الحقيقة, موضحاً بأنه لم يحدد سقف زمني لعمل اللجنة.وقال أن كافة الخيارات مفتوحة أمام اللجنة إذا ثبت أن هناك جريمة أرتكبت ضد الرئيس عرفات, منها التوجه إلى محكمة العدل الدولية للمطالبة بمحاكمة إسرائيل .
وستتولى لجنة التحقيق مهمة الإطلاع على كل الملفات المتصلة بظروف وفاة الرئيس الراحل بما فيها التقارير والفحوصات الطبية, بعد أن جرى تشكيلها لتلك الغاية في العاشر من الشهر الماضي من 13 عضواً, من بينهم ساسة وأطباء عرب أشرفوا على الوضع الصحي للرئيس الراحل قبل نقله إلى باريس لتلقي العلاج الطبي اللازم ومن ثم إعلان وفاته في الحادي عشر من تشرين الثاني 2004 بعد حصاره في المقاطعة في رام الله منذ2001.
غير أن د.الكردي شكك في وجود معلومات جديدة مغايرة عن ما تم الكشف عنه سابقاً, مؤكداً أن الرئيس الراحل عرفات توفي مُسمماً.وأضاف الكردي أنه لا توجد أي حقائق جديدة سيتم الكشف عنها لاحقاً أو معلومات يمكن إضافتها إلى ما سبق وأن ذكرته قبل أربع سنوات, ولكن بعض الجهات رفضت حينها الاستماع فيما حاولت أخرى تجاوز تلك المعلومة ودحضها أو الالتفاف حولها, وهاهم اليوم يؤكدون على ما ذهبت إليه سابقاً.
وأوضح أن سبب وفاة الرئيس عرفات يرجع إلى التسمم الذي كشف عنه بعد وفاته مباشرة, بناء على فحوصات وتحاليل طبية أجريت آنذاك, مطالباً بتشكيل لجنة عربية ودولية للتحقيق في هذا الملف الذي ما يزال مفتوحاً, بحسبه.
وتنطابق تصريحات بعض المسؤولين الفلسطينيين مع ما ذهب إليه الكردي الذي كان الطبيب الشخصي للرئيس الراحل طوال أكثر من عشرين عاماً منذ الثمانينيات وكان أول من أكد تسممه قبل نقله إلى باريس حيث توفي هناك. كما تساوقت مع مضمون أول تقرير طبي رسمي فلسطيني صدر في وقت سابق وأكد صحة الشكوك بوفاة الرئيس عرفات مُسمماً, ولكن لم يتم استكمال التحقيق أو الكشف عن ما تم التوصل إليه.
مصدر فتحاوي اوضح أن اللجنة لم تجتمع بسبب عدم اكتمال حضور اعضائها, وهذا بحد ذاته أمرا محيرا, اذ ما هي الأسباب التى دعت بعض الأطباء الى الغياب عن الاجتماع المقرر ?
وتابع المصدر أن اعادة التحقيق جاء بطلب من مؤسسة ياسر عرفات التى يرئسها د. ناصر القدوة وتضم من بين اعضائها امين عام الجامعة العربية عمرو موسى, وأن ذلك طلب فتحاوي قديم جديد.
مصدر فتحاوي آخر اوضح ان اللجنة تعمل بطريقة هادئة وتقوم بدراسة الامكانيات الطبية لاعادة النظر في التحقيقات السابقة.مؤكدا أن هناك رغبة حقيقية في أوساط فتح للخروج بشيء جديد أمام الرأي العام الفلسطيني, وبالتالي فان ظهور طرف خيط يبنى عليه وتحديدا قبل انعقاد المؤتمر العام السادس أمر يتمناه الكثيرون.