صحيفة العرّاب

انتهاء إضراب عاملي «الاونروا» باتفاق على تحسين الأجور ورفع مستوى الخدمات

أنهى اتفاق أبرم أمس بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" ولجان العاملين في الوكالة إضراب العاملين في اللجان الاربع "الخدمات والعمال والمعلمين والرئاسة" عن العمل الذي استمر ثلاثة أيام متواصلة وخلف كارثة بيئية في 13 مخيما للاجئين الفلسطينيين في المملكة.

 وقال الناطق الاعلامي باسم الوكالة مطر صقر انه تم الاتفاق على أربعة بنود متمثلة بضرورة اعلان نتائج المسح وتحسين مستوى الاجور بما يتناسب مع الاوضاع الاقتصادية الراهنة ، فضلا عن تحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية المقدمة من قبل الوكالة وعدم تقليصها.
 
وبحسب تصريحات صقر فان الاضراب استمر أمس لتعذر إعلان الاتفاق الذي تم في ساعة متأخرة من ليلة امس الأول الاربعاء.
 
واتفق الجانبان على إعلان نتائج المسح في 27 من الشهر الجاري ، واشارت مصادر مطلعة في لجان العاملين لـ "الدستور" الى أن مجالس العاملين "أعلى سلطة مؤسسية في الوكالة" ستعقد اجتماعا في 21 من الشهر الجاري للتباحث حول ما تم الاتفاق عليه بين الوكالة ولجان العاملين ومطابقة مدى التزام إدارتها بشروط الاتفاق.وبموجب الاتفاق فان عمال الخدمات سيزاولون اعتبارا من اليوم عملهم في المخيمات لازالة مخلفات الاضراب ، كما يستأنف المعلمون دوامهم في المدارس اعتبارا من يوم غد السبت.
 
وأكد ممثلو اللجان أن الاضراب سيستأنف في حال تراجعت إدارة الوكالة عن وعودها ولم تلتزم بتنفيذها وفق المواعيد المتفق عليها.
 
وحول التأمين الصحي بينت مصادر أن الوكالة تعهدت بإحالة عطاء جديد للتأمين الصحي مع شركة مختلفة في شهر حزيران المقبل في حال أخفقت الوكالة ولجان العاملين في التوصل لتوافق مع الشركة الحالية حول القضايا الخلافية.
 
وكانت الوكالة تعهدت الاسبوع الماضي باعلان نتائج مسح الاجور يوم أمس غير أن أسبابا فنية حالت دون إعلانها وفق مصادر الوكالة.
 
واستثنى الاتفاق المطلب المتعلق باعتذار مديرة القوى البشرية في الوكالة واتهام اللجان في بيان أصدروه أول أيام الاضراب بأنها تهجمت على ممثلي لجان الوكالة في اجتماع عقد يوم الخميس الماضي مع رؤساء اللجان للتباحث حول مطالبهم ، كما تم استثناء المطلب المتعلق باطلاع اللجان على بيانات مدخرات صندوق الاستثمار في الوكالة وما تعرض له من خسائر اثر الازمة المالية العالمية.وبينت مصادر مطلعة بالوكالة أن سياسة الاونروا في منح الزيادات والاجور تعتمد على مقارنتها باجور العاملين لديها في الدول المضيفة الاخرى.
 
وكانت الوكالة أصدرت بيانا أمس الاول أكدت فيه أن الاضراب يضر بمصالح العاملين واللاجئين وانها تسعى الى حل مشكلتهم وايجاد حلول واقعية لمطالبهم ، واعتبرت أن الاضراب لا يحقق أي نتائج وأن حل الازمة يتم بالحوار والتفاهم.
 
ويعمل في وكالة الغوث في المملكة نحو سبعة آلاف موظف وموظفة يقدمون خدماتهم لنحو مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى "الأونروا" في المجالات التربوية والصحية والاجتماعية.
 
يذكر أن ميزانية الوكالة للعام الحالي 560 مليون دولار وتعاني عجزا ماليا بنحو 47 مليون دولار.
 
وكان الاضراب الذي استمر ثلاثة أيام متواصلة تسبب بتراكم مئات الاطنان من النفايات في طرق وشوارع المخيمات وتعطيل تقديم الخدمات الصحية لمئات المواطنين ، وتوقف التدريس في 174مدرسة يدرس بها نحو 124 الف طالب ويعمل بها 5 الاف مدرس.
 
مخيم البقعة
 
وواجه مخيم البقعة نتيجة الاضراب وضعا "كارثيا ومزريا" حسب وصف العديد من أهالي المخيم الذي يعد أكبر تجمع للاجئين في المملكة والمنطقة وذلك بسبب الغياب الكامل للخدمات فيه وخاصة في مجال التعليم والصحة والنظافة والخدمات العامة ، حيث تراكمت أطنان من النفايات في مختلف أرجاء المخيم مسببة مكاره صحية خطيرة تهدد حياة المواطنين وخاصة الأطفال ، كما أن الاف الطلبة حرموا من الذهاب إلى المدارس لليوم الثالث على التوالي بالإضافة إلى غياب الخدمات الصحية للمواطنين في مختلف التخصصات ما اثار استياء الأهالي.
 
"الدستور" زارت المخيم وتجولت في أرجائه والتقت مجموعة من المواطنين الذين أجمعوا على أن المخيم يعيش في شلل تام نتيجة غياب الخدمات الرئيسية ، مطالبين بسرعة استئناف تقديم الخدمات خاصة في مجال الصحة والنظافة من اجل تجنب تطور الموقف وانتشار الأوبئة والامراض نظرا لوجود نسبة كبيرة من السكان من الأطفال الذين يلعبون ويتواجدون في الشوارع والطرق التي أصبحت مكبا للنفايات بسبب عدم ذهابهم لمدارسهم.
 
مخيما سوف وجرش
 
في جرش ألقى الإضراب في مخيمي سوف وجرش بظلاله على الاوضاع البيئية والخدمية في المخيمين ، ووصف قاطنون في المخيمين الاوضاع البيئية بأنها اصبحت لا تطاق حيث تنتشر الروائح الكريهة بين الاحياء السكنية نتيجة تراكم النفايات دون ان تجد من يرفعها بسبب مشاركة عمال النظافة في الاضراب.
 
وشكا اخرون من حالة التسيب لطلبة مدارس الوكالة مشيرين الى ان الشوارع اصبحت مسرحا لهم طيلة النهار ما يتسبب بمشاكل اجتماعية ، اضافة الى ان البعض منهم اصبحوا عرضة لحوادث السير.
 
وشكا مرضى ومراجعون للعيادات الصحية من إغلاق ابواب المراكز الصحية بسبب الاضراب واشاروا الى ان هناك مرضى تتطلب حالتهم الصحية مراجعة الطبيب والحصول على العلاج اللازم لهم لا سيما الذين يعانون من امراض مزمنة كالسكري والضغط والكلى.
 
ووصف رئيس لجنة تحسين مخيم جرش يوسف ابو صوصين الاوضاع البيئية في المخيم بانها سيئة وان الحاجة اصبحت ماسة لعودة عمال النظافة الى عملهم لمعالجة الاوضاع البيئية التي اصبحت مقلقة ، مشيرا الى ان مرضى مراجعين للمراكز الطبية لم يتمكنوا من مقابلة الاطباء او الحصول على العلاج اللازم.
 
وقال رئيس اللجنة: ما نأمله من الجهات ذات العلاقة سرعة ايجاد الحلول المناسبة لهذه الازمة وعودة المضربين الى عملهم لتفادي النتائج السلبية المترتبة على التوقف عن العمل ، لافتا الى ان دائرة الشؤون الفلسطينة ومن خلال مديرها الدكتور وجيه عزايزة تبذل جهودا طيبة للخروج من هذه الازمة.من جانبه اكد رئيس لجنة خدمات مخيم سوف درويش حسان ان المخيم تضرر جراء الاضراب وقال ان اللجنة خاطبت المعنيين في الوكالة وابلغتهم بواقع الحال ، مشيرا الى ان هناك جهودا تبذل لتصويب الوضع.
 
ولفت حسان الى ان دائرة الشؤون الفلسطينية خاطبت الوكالة وبحثت مع المعنيين فيها الاوضاع الناتجة عن التوقف عن العمل في المخيمات وسبل معالجتها ، مؤكدا ان الوضع اذا ما استمر فانه سيتسبب بمشاكل بيئية خطيرة.
 
وعبرت ناشطات في المجال الاجتماعي عن قلقهن نتيجة تردي الاوضاع البيئية في المخيمين ، وقالت "ام محمد" ان الروائح الكريهة تنتشر في الشوارع وبين الاحياء السكنية نتيجة تخمرها وارتفاع درجات الحرارة ما اسهم في انتشار نطاقها ، مطالبة بالعمل على سرعة عودة الموظفين والعمال الى مواقعهم كالمعتاد.
 
مخيما اربد والشهيد عزمي المفتي
 
وأدى استمرار الإضراب في اربد لليوم الثالث إلى شلل كامل للدراسة داخل مدارس الوكالة إضافة إلى حدوث كارثة بيئية وصحية بسبب تكدس أطنان من النفايات داخل مخيمي اربد والشهيد عزمي المفتي اللذين يزيد عدد سكانهما عن 40 ألف نسمة.
 
وأشار المواطنون في المخيمين إلى انه نتيجة للإضراب فقد تراكمت النفايات وانتشرت الحشرات والجرذان داخل عدد من البيوت السكنية ، الأمر الذي باتوا يخشون معه من انتشار الأمراض بين أفراد أسرهم.
 
ونتيجة لإغلاق المراكز الصحية أبوابها فقد حرم الآلاف من المرضى المراجعين من الحصول على الأدوية الشهرية المخصصة لهم مثل أدوية الضغط والسكري والقلب وأصبحوا في وضع صحي صعب حيث ان العدد الأكبر منهم لم يستطع شراء الأدوية من الصيدليات بسبب ارتفاع ثمنها.
 
مخيم حطين
 
وفي مخيم حطين بمنطقة الرصيفة تراكمت أطنان النفايات في طرق وأزقة المخيم وبقي مئات المراجعين للعيادات الصحية دون رعاية صحية أو الحصول على الدواء باحثين عن مراكز صحية حكومية للعلاج مما سبب ضغطا كبيرا على المراكز الصحية التابعة للحكومة ، ووقع الضرر الأكبر على اللاجئين من أبناء قطاع غزة الذين لا يتمكنون من تلقي العلاج في المستشفيات الحكومية أو التوجه للمراكز الصحية الخاصة بسبب ظروفهم المادية الصعبة.
 
هذا وقد اشتكى العديد من متعهدي المقاصف التابعة لمدارس الوكالة من سلسلة الإضرابات التي مست أوضاعهم المادية وأسرهم مطالبين بتعويضات عن هذه العطل.
 
مخيم الزرقاء
 
في مخيم الزرقاء أحدث الاضراب خللا كبيرا في الخدمات الصحية والتعليمية والخدمات العامة ، حيث خلت المدارس والمراكز الصحية في المخيم من الدارسين والمراجعين في حين انتشرت القمامة في شوارع وازقة المخيم بعد ان توقف عمال الخدمات عن العمل تجاوبا مع الاضراب ، واستمر المرضى في انتظار انتهاء الاضراب للحصول على حاجتهم من الادوية خاصة المرضى الذين يتناولون ادوية الضغط والسكري وغيرها من ادوية الامراض المزمنة.
 
من جانبه اعرب رئيس لجنة خدمات مخيم الزرقاء الدكتور عبد اللطيف الشربيني عن امله في ان يحقق الموظفون مطالبهم مؤكدا ان الاضراب شل الحياة في المخيم ، مطالبا في حال اللجوء للاضراب مستقبلا بان يتم تأمين احتياجات المواطنين الذين لا طاقة لهم على تحمل ايام من اغلاق العيادات او المدارس. الدستور