صحيفة العرّاب

الملك : على إسرائيل حسم خياراتها ولا تعديل للمبادرة العربية

قال جلالة الملك عبد الله الثاني السبت إننا ننتظر إعلان الخطة الاميركية للسلام بين العرب واسرائيل، معتبرا ان حل الصراع في منطقة الشرق الاوسط "مصلحة استراتيجية اميركية".

وقال الملك عبد الله في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس في عمان "نحن ننتظر اعلان الادارة الاميركية (...) لخطتها لاطلاق المفاوضات لتحقيق الحل الشامل".
واضاف ان "الرئيس اوباما اعلن التزامه بحل الدولتين، وفي سياق شمولي لتحقيق السلام الشامل. وقد كان واضحا خلال محادثاتي معه ومع اعضاء الادارة انه يريد العمل بجدية لتحقيق السلام (...) وان حل الصراع مصلحة استراتيجية اميركية".
وكان جلاة الملك زار واشنطن في نيسان/ابريل الماضي واجرى مباحثات مع الرئيس اوباما في 23 منه.
واعرب الملك عبد الله عن أمله في ان "تعلن هذه الخطة بأسرع وقت ممكن لان الوقت والتأخير يعملان ضد السلام ويقوضان فرصه".
واوضح ان الرئيس اوباما "يدرك اهمية عامل الوقت حيث ان المماطلة تهدد امن المنطقة والعالم"، مشيرا الى ان "التقدم باتجاه الحل يتطلب دورا اميركيا قياديا ودعما اوروبيا وعربيا وعالميا".
واضاف ان "هناك ضرورة ماسة للتحرك بسرعة وجدية وفاعلية. وعكس ذلك، فاحتمالات تفجر جولة جديدة من العنف، حرب جديدة، ستزداد وستدفع المنطقة والعالم ثمن ذلك".
واكد الملك عبد الله ان "على اسرائيل ان تحسم خياراتها ايضا، هل تريد ان تظل قلعة معزولة في المنطقة أم أنها تريد ان تتعايش مع جيرانها، مع كل الدول التي لا تعترف بها، وان تحقق القبول والامن الحقيقيين؟".
واشار الى ان "هناك 57 دولة لا تعترف باسرائيل، ثلث اعضاء الامم المتحدة، والسبب هو استمرار الاحتلال وعدم التوصل الى السلام".
وقال جلالته إن "خيارنا واضح:السلام الدائم والشامل وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين الذي يحظى باجماع عالمي لانه ببساطة السبيل الوحيد لحل الصراع".
واشار الى ان "الرئيس اوباما اعلن التزامه بحل الدولتين (الفلسطينية والاسرائيلية)، وفي سياق شمولي لتحقيق السلام الشامل".
واضاف "يجب ان تعرف اسرائيل ان الامن لا يحققه الجدار والحصار والجيوش.الامن الحقيقي يحققه السلام والقبول، وهذا شرطه استعادة الحقوق العربية، وخصوصا الحقوق الفلسطينية، عبر مفاوضات مباشرة يجب أن تبدأ فورا ووفق خطة واضحة للوصول الى النتائج المطلوبة".
ورفض جلالة الملك اي حديث عن تعديل في مبادرة السلام العربية التي اطلقت في العام 2002 ، وقال "لا تغيير على المبادرة ولا حاجة لتغيير المبادرة وأي حديث عن تعديل فيها هو تكهنات لا اساس لها من الصحة".
واضاف "هناك مبادرة عربية واحدة وهي مبادرة مكتملة وفرصة تاريخية لتحقيق السلام على جميع المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية وفق معادلة بسيطة وهي انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة شرطا لتوصل الى علاقات طبيعية مع الدول العربية".
ورأى ان المبادرة العربية "تشكل فرصة غير مسبوقة لانهاء الصراع، وتفتح الباب امام اسرائيل لبناء علاقات طبيعية مع كل الدول العربية والاسلامية التي تدعم المبادرة".
وتابع ان "امام اسرائيل الان فرصة للعيش بسلام وتحقيق القبول وفق المبادرة العربية"، مشيرا ان "عليها ان تختار بين ذلك وبين ان تبقى معزولة ومسؤولة عن استمرار الصراع وخطر الحرب".
من جانب آخر ، اكد جلالة الملك ان "على اسرائيل ان توقف بناء المستوطنات وان ترفع الحواجز وتنهي حصار الفلسطينيين وتوقف الاعمال الاحادية التي تهدد القدس ومقدساتها وهويتها واهلها المسلمين والمسيحيين، وان تدخل في مفاوضات حقيقية للوصول الى حل الدولتين وبأسرع وقت ممكن وضمن جدول زمني محدد".