صحيفة العرّاب

خبراء اعلاميون يرفضون فكرة تدخل الحكومات في تنظيم وسائل الاعلام

رفض خبراء اعلاميون فكرة تدخل الحكومات في تنظيم وسائل الاعلام او ضبطها والتدخل في منتجها واجمعوا على ان الاساس في النمذجة والتنظيم يعود الى الوسائل نفسها وما يفرضه الجمهور عليها.

 وقالوا ان الرسالة الاعلامية لوسيلة الاعلام مرتبطة بالاهداف التي انشأت من اجلها اساسا لذلك وجدت الفروقات في المستوى والقدرة على الجذب ومردود كل منها من قيمة الاعلانات.
 
جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان" نظرة على الاعلان: الاعلام في الشرق الاوسط" عقدت السبت ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الاوسط بمشاركة خبراء في قطاع الاعلام ومدراء محطات فضائية واعلاميين الى جانب وزير الاعلام الاسبق مروان المعشر.
 
وقال الخبراء ان الاعلان لم يساعد وسائل الاعلام على تطوير ذاتها رغم ان قيمة الاعلان في الوطن العربي بلغت العام الماضي حوالي 800 مليون دولار في حين بلغ عدد المحطات الفضائية العربية اكثر من 400 محطة.
 
وبينوا ان الدور الاساسي لوجهة اي وسيلة اعلامية يرتبط بالفكرة التي انشأت من اجلها ،مشيرين الى ان اغلبها وجد على اساس ربحي ومنها على اساس حزبي واخرى عقائدي .
 
من جانبه اكد المعشر ايجابية انتشار وسائل الاعلام وتعددها كما هو حاصل حاليا لافتا الى ان المشكلة ليست بالانتشار الكبير او التعدد وانما في كيفية التعامل مع هذه الوسائل بشكل عام وبمختلف مستوياتها المهنية.
 
واشار الى ان التعدد في وسائل الاعلام سمح بتوسيع الاطر الديمقراطية ونقد المسؤولين الحكوميين الذين اصبحوا يجدون من يراقبهم او ينتقدهم على اعمالهم وتصرفاتهم، اضافة الى انها فتحت المجال للمتابعين والمهتمين من معرفة ردود الافعال والنتائج المتعلقة بقراراتهم او قرارات غيرهم من قبل المواطنين.
 
واكد انه رغم الايجابيات لوسائل الاعلام الا انه يترتب عليها مسؤوليات اخلاقية ومهنية ، داعيا الوسائل الاعلامية نفسها الى وضع انظمة اخلاقية مهنية وتدريب صحفييها حول ابجديات العمل الصحافي والتعامل بحرفية مع المهنة الى جانب التمسك بالمصداقية ومصدر المعلومة.
 
وشدد على ضرورة التعامل مع قانون التشهير وما يتعلق بالامور الشخصية سواء على مستوى الصحافيين انفسهم او مؤسساتهم او على مستوى الحكومات حتى لا يكون ذلك مانعا للصحافيين من اداء اعمالهم وبذات الوقت تطبيق الاخلاق المهنية وصدق المعلومات.
 
وعن تأثير الاعلانات على المضمون والمحتوى المقدم من الوسيلة الاعلامية رفض المشاركون الربط بين الجهتين وانما اشاروا الى ان المضمون الاعلامي يرتبط بالهدف الاساسي الذي انشئت من اجله .
 
وشددوا على ان اهتمام الناس وابداء ارائهم بما تقدمه وسائل الاعلام وكذلك تسابق الوسائل نفسها على استقطاب الجماهير واجراء حوار وتواصل مستمر معها واجراء دراسات تقييمية واحصائية حقيقية عن متابعات وسائل الاعلام يؤدي الى تحسين المضمون والمواد المقدمة من قبلها .
 
ودعا المشاركون المسؤولين العرب الى التحرر من عقدة الارتباط بالوسيلة الاعلامية الرسمية فقط والانفتاح على المؤسسات الاعلامية في القطاع الخاص، والاستفادة من التطور الذي حصل على مستوى الانترنت في زيادة الوعي الشعبي تجاه مختلف القضايا المجتمعية المختلفة.
 
وينفق المواطن العربي سنويا على الرسائل القصيرة التي تبعث الى الفضائيات العربية حوالي خمسة مليارات دولار وفقا لمداخلة ادلى بها احد العاملين في حقل الدراسات الاعلامية خلال جلسة العمل .بترا.