من جديد تتكرر حادثة الصدام بين الامن العام والحراك الشعبي لكن هذه المره ليس بالطفيلة او محافظة بعيدة عن العاصمة بل في قلب العاصمة عمان وعلى بعد امتار من رئاسة الحكومة .
مشهد يبدو انه سيتكرر كثيرا خلال الايام المقبلة بعد فقدان الحراك الشعبي لسلميته في المطالبة بالاصلاح ، وتخلي الامن العام عن تعاملة بسياسة الامن الناعم واتجاهه الى الامن الخشن الذي استخدمة امس وقبلها بشهر في فض عدد من الاعتصامات .
القصة الخطيرة في المشهد هو وصل الصدام الى قلب العاصمة عمان وهو ما كان يحذر منه مراقبون ومطلعون فاغلب الثورات العربية اشتدت بصورة كبيرة حين وصلت الى العاصمة ، فبقائها ضمن المحافظات البعيدة يجعلها اقل تاثيرا من التي تحدث وسط العاصمة .
وعودة الى موضوع فض الاعتصامات فعلى مدار اكثر من عام وخلال اكثر من 4000 نشاط احتجاجي تعامل الامن العام بروح الانظباطية والسلمية مع عناصر ومحتويات الحراك بصورة رفعت صورة البلد عاليا وعززت الروح الديمقراطية بين البلاد العربية التي لم تحتمل الاعتصامات والاحتجاجات فيها ساعات قليلة فحدث ما لا تحمد عقباه من صدامات وعصيان مدني ثم سقوط دول وانظمة بكاملها .
هذه الصورة بمثابة رسائل واضحة لا تحتاج إلى تفسير، تقول أن الدولة الأردنية بكافة تشكيلاتها اتخذت قرارها بمواجهة من خلال الإنتقال من أساليب الأمن الناعم الى اساليب الأمن المفرط في القوة، ضد كل من يريد تهديد أمنها.
في السياق عينه ، يمكن القول أن الدولة عملت على دعم الحركات الإصلاحية حتى يقال للعالم انظروا إلى الأردن كيف يتعامل مع الحراكات المطالبة بالإصلاح بمنتهى الديمقراطية، شاهدوا كيف يطالب الشعب بحقوقه، اشهدوا كيف لبت الدولة غالبية مطالب الشعب.
لهذا تحديدا تم اللجوء إلى أساليب الاحتواء المدروس وقيادة الشارع بالوكالة حفاظا على الدولة من السقوط والاتكال على أساليب الأمن الناعم في التعاطي مع الحركات ومطالبها. حتى وأن تطلب الأمر السماح برفع سقف الشعارات المحدد، دون تخطيها حدود اللامعقول .
ان ما جرى امس خلال اعتصام الحراك الشعبي امام رئاسة الوزراء غريب ومستهجن ومدان من الاردنيين كافة على اختلاف منابتهم واصولهم ، لاننا شهدنا اكثر من اربعة الاف مسيرة واعتصام خلال عام واحد وكان الامن العام والاجهزة الامنية بكافة كوادرها تحرص على حماية هذه المسيرات .
وما يجدر ذكره ان البعض من المشاركين اصر وبعناد متعمد على استفزاز المشاعر والتطاول على رموز الوطن وباسلوب غير مسبوق ولا معهود منا نحن الاردنيين ،الامر الذي حذا برجال الامن وهم للعلم من ابناء الوطن وحماته ان يطلبوا ويحذروا من رفع هذه الشعارات والتي لا تعبر عن رائ الاغلبية في الار دن .
بقي ان نقول ان القيادة الهاشمية هي البوصلة الى الاصلاح والضامن لاستقرار الوطن وعلى الجميع الالتزام بالقانون وقواعد اللعبة الديمقراطية في التعبير السلمي عن المطالب والحقوق وعلى الأمن اظهار اعلى درجات الحكمة كما عودنا في السابق وغير ذلك سوف نندم جميعاً حين لا ينفع الندم .
كرامة نيوز