أكدت مصادر مطلعة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" في عمان أن هناك حالةً من التذمُّر والاستياء تسود الأوساط العشائرية والحزبية في الأردن؛ نتيجة النشاط المكثَّف لزعيم التيار الخياني في حركة "فتح" محمد دحلان في العاصمة الأردنية عمَّان؛ حيث دأب عدد من الكتَّاب المحسوبين على هذا التيار -خلال صحفهم الأسبوعية- على الترويج للوطن البديل في الأردن تحت مسميات الوحدة الوطنية والحقوق المنقوصة وغيره.
وقال مصدر حزبيٌّ يساريٌّ أردنيٌّ مطلع -فضَّل عدم نشر اسمه- لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" الأربعاء (15-7): "إن الحالة الدحلانية بدأت تحاول تصدير فتنتها إلى الشارع الأردني، بعد فشلها في فلسطين"، مؤكدًا أن دحلان يقوم بتمويل عدد من الكتَّاب في بعض الصحف الأسبوعية الأردنية، بل وصل الأمر إلى أن محمد دحلان ذاته يكتب مقالات، وينشرها في صحيفة أسبوعية أردنية بأسماء كتَّاب محسوبين عليه، يهاجم فيها التيار الوطني الأردني والتيار الاجتماعي اليساري الذي يرفض الوطن البديل، بحسب المصدر.
وأوضح المصدر قائلاً: "إن أوساطًا حزبيةً أردنيةً تداولت مؤخرًا موضوع الخيارات الصهيونية تجاه حق العودة في أحد الصالونات السياسية؛ ففوجئت بأحد الحزبيين اليساريين يشنُّ هجومًا كاسحًا على دحلان"، مشيرًا إلى أن دحلان يحرِّض ضد العشائر الأردنية بوصفها صمام الأمان ضد الوطن البديل وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن.
وأكَّدت أن عددًا من الرموز الحزبية الأردنية بدأت تنقل رسائل إلى الجهات الرسمية الأردنية؛ تستغرب فيها الصمت الرسمي تجاه اختراق دحلان عددًا من الصحف الأردنية؛ لتأليب المواطنين ضد رافضي الوطن البديل وحق العودة.
وتشير معلومات إعلامية إلى أن عددًا من الكتَّاب المقرَّبين من دحلان دأبوا مؤخرًا على الدخول في سجال عنيف مع عدد من الكتَّاب الأردنيين الرافضين للوطن البديل؛ الأمر الذي وصل ببعض الكتَّاب المحسوبين على دحلان إلى وصف زملائهم بالعنصرية والإقليمية، والادِّعاء بأن الأردنيين من أصل فلسطينيٍّ، وأن فلسطينيِّي الأردن يشعرون بظلم فادح من الدولة الأردنية نتيجة تجاهل مطالبهم.
وفسَّر المصدر سماح الأردن لفاروق القدومي بمهاجمة دحلان على أراضيه بأنه يعكس حالة الغضب والاستياء داخل الدولة الأردنية من إعادة محمود عباس زعيمَ التيار الخياني محمد دحلان إلى المشهد السياسي الفلسطيني عبر الضفة الغربية.
وأشار إلى أن هناك جهاتٍ رسميةً وشعبيةً أردنيةً تعتبر دحلان شخصيةً غير مرغوب بها، خاصةً تنسيقه المباشر مع الصهاينة والأمريكان.
ويخلص المصدر إلى أن الأردن يترقب الآن مؤتمر "فتح"، وما ستؤول إليه الأمور؛ ليحدد موقفًا قد يكون حازمًا تجاه بعض تجاوزات بعض أقطاب السلطة الفلسطينية في شؤون الأردن.
(المركز الفلسطيني للإعلام)