حالة من الياس والاحباط الشديدين تسيطره هذا الاوان على اركان الحكومة ، بعدما فقدوا الامل في تلقي مساعدات مالية خليجية عامة ، وسعودية بشكل خاص ، عقب انقضاء تسعة اشهر من انتظار محصلة الوعود والزيارات والاشارات الكثيرة بهذا الخصوص .
واوضحت اوساط حكومية حسنة الاطلاع ان اقصى ما توصلت اليه الجهود والزيارات الاردنية المتكررة للدول الخليجية على مدار هذا العام ، هو تعهد بعض هذه الدول بتمويل عدد من المشاريع التنموية الاردنية البعيدة المدى، ولكن ليس تقديم اي دعم مالي مباشر لسد العجز الفادح الذي ياخذ بخناق الموازنة للدولة.
وقالت هذه الاوساط ان كبار المسؤولين السعوديين الذين تعهدوا غير مرة خلال العام الحالي بتقديم العون المالي للاردن ، لم ينفذوا ايا من هذه التعهدات دون ابداء الاسباب ، فيما عدا ما يتسرب عنهم همسا ، عبر بعض الوسطاء، من ان تفشى الفساد في دوائر الدولة الاردنية ثم " تقصيرها" في التدخل بشكل اكبر في الاحداث السورية، يحولان دون تقديم الدعم السعودي المطلوب.
وافادت الاوساط ان بعض القياديين في الاردن قد تفاءلوا بتعيين الامير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد السعودي ، نظرا لعلاقته الحميمة مع الاردن، غير ان الرجل لم يتجاوب كثيرا مع احد الوسطاء الذي حاول حثه على تقديم العون والدعم.
واكدت هذه الاوساط ان ياس المسؤولين الاردنيين من وصول المساعدات السعودية قد دفعهم تحت وطاة الحاجة الماسة للتمويل الى التوجه للاقتراض من صندوق النقد الدولي الذي وافق على اقراض الاردن ملياري دولار بالتقسيط وصل القسط الاول منها المخصص لهذا العام وقدره 450 مليون دولار.
وقد اشترط الصندوق لجوء الحكومة الى رفع الدعم تدريجيا عن كل السلع دون استثناء، وعلى راسها سلعة الكهرباء التي ستتضاعف اسعارها كثيرا ، كما ربط الصندوق بين اقساط القرض ومراحل الغاء الدعم الذي يتعين الغاؤه تماما عن كل السلع بعد 18 شهرا فقط ،، الامر الذي من شانه اثارة نقمة المواطنين ، وتهديد الامن والاستقرار والسلم الداخلي!!