كشف وزير التربية والتعليم السابق الدكتور فايز السعودي عن وجود أكثر من 16 ألف معلم ومعلمة في مدارس المملكة يمثلون زيادة حقيقية عن الحاجة الفعلية لهذه المدارس.
وكان السعودي أكد خلال لقائه مدراء التربية والتعليم أن المدارس الحكومية تشهد تضخما في أعداد الهيئات التدريسية الزائدة، الأمر الذي خلق تشوها كبيرا في المشهد التعليمي، مبينا أن الحاجة الفعلية للمدارس لا تتعدى 60 ألف معلم ومعلمة.
ونقل مدراء تربية عن الوزير السعودي قوله "إن هناك قرابة 45 ألف شعبة صفية في المدارس، ويلتحق بالتدريس نحو 76 ألف معلم، مبينا أن المعادلة النموذجية تقتضي تعيين معلم وربع لكل شعبة صفية واحدة في حال كان عدد الطلبة 30 طالبا.
وقالت مصادر متطابقة لـ "العرب اليوم" إن السياسات الخاطئة التي تنتهجها وزارة التربية والتعليم منذ عقود، أدت إلى هذا الواقع الذي تعاني منه المدارس، مؤكدة أن دراسات أجرتها وزارة التربية التعليم تكشف عن وجود 10 - 11 طالبا في الشعبة الصفية الواحدة، خاصة في المناطق البعيدة، بينما شعب أخرى تعاني من اكتظاظ في الطلبة ساهم في تعطل العملية التعليمية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن التعيينات التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم سنويا غير حقيقية، الأمر الذي يكبد خزينة الدولة مئات آلاف الدنانير سنويا، مشيرة إلى أن ما تشهده المدارس من عمليات نقل وتحويل في المسميات الوظيفية، من دون وجود شواغر، ضاعف من المشكلة أيضا.
ولفتت المصادر أن وزارة التربية لا تستطيع التخلص من الحمولة الزائدة بين المعلمين، نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
وأكدت الدراسة ، التي أعدها المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية لصالح وزارة التربية والتعليم، أنه في أربع مديريات تربية وتعليم لوحظ زيادة نسبة الطلبة الملتحقين بالمدارس المكتظة في تلك المديريات على الطاقة الاستعابية لها بنسبة 30% أو أكثر، وهذه المديريات هي: معان بنسبة 33%، الطفيلة 32%، عين الباشا 31%، عجلون 30%.
كما لاحظت الدراسة أن 17 مديرية تربية لديها مشكلات جدية في الطاقة التي تعمل فيها، "مديريات تعمل بطاقة 25% أو أكثر عن مستوى الطاقة الاستيعابية لها، وزاد معدل الاستغلال لـ 404 مدارس على 150% .