كشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية ان اتصالات ومحادثات سرية تجري في هذه الأيام، وبعيداً عن الأنظار، يشارك فيها العديد من الدول الغربية، وعلى وجه التحديد بريطانيا وفرنسا بعلم وتشجيع الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى روسيا وإيران وتركيا فضلاً عن بعض الدول العربية المعنية، لبلورة صيغة لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد واستقراره في واحدة من الدول التي أبدت استعدادها لاستقباله هو وعائلته ومن يرغب في اصطحابه من إخوته وأقاربه، وبضمانة دولية.
وبحسب الصحيفة، نقل بعض رموز المعارضة السورية عن أوساط في الخارجية البريطانية أن صيغة رحيل الأسد ومغادرته لحساب مرحلة انتقالية، يجري البحث في تحديد مداها، باتت شبه محسومة، وأن هناك موافقة مبدئية على هذا الأمر من قبل روسيا وإيران، مشيرة إلى أن الاتصالات السرية المكثفة الجارية باتت في مرحلة اللمسات الأخيرة.
وقالت مصادر المعارضة السورية، التي تؤكد مثل هذا التطور، أنها عندما فاتحها مسؤولون في بعض الدول الأوروبية أبدت اعتراضاً على بعض النقاط، وأنها اشترطت ألاّ يقتصر الرحيل وتقتصر المغادرة على الأسد وحده ومعه بعض كبار قادة مخابراته، وأنه يجب أن يشمل هذا الرحيل النظام بأسره، والمعروف أن اجتماع الدوحة الذي انبثقت منه الهيئة المُعارِضة الجديدة قد أكد أن الهدف هو إسقاط النظام السوري كله كنظام، وأنه لا حوار ولا تعاون لا من خلال مرحلة انتقالية ولا من خلال غيرها؛ لا مع بشار الأسد ولا مع أيٍّ من كبار رموز نظامه.
ولدى الاستيضاح عن حقيقة موقف روسيا وموقف إيران، قال بعض رموز المعارضة السورية إن الخارجية البريطانية قد أبلغتهم أن موسكو تبدو وكأنها جدية هذه المرة وكذلك الأمر بالنسبة لإيران، لكن هؤلاء الرموز يستبعدون أن يتخلى الروس عن مخططاتهم ومناوراتهم، وأنه من المستحيل أن تتخلى "دولة الولي الفقيه" عن نظام بشار الأسد الذي يعتبر ركيزتها الأساسية في المنطقة وفي الشرق الأوسط كله.